خبر سرقة صور الفتيات من الحاسوب..قصص يراد منها « الحرص »

الساعة 08:26 ص|12 ديسمبر 2010

سرقة صور الفتيات من الحاسوب..قصص يراد منها "الحرص"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

باتت الشبكة العنكبوتية أو مايعرف بـ"الانترنت" سيف ذو حدين، خاصةً بعد تزايد استخداماته المتكررة في كافة مجالات الحياة، ولا شك أن الاعتماد على "الانترنت" بات أمراً ضرورياً ولكن المشكلة تحدث عندما يتم استخدامه بطرق غير مشروعة، أو استخدامات يراد بها إزعاج الآخرين والتسبب بأزمات كبيرة لهم.

فعلى الرغم من أن الانترنت بات يشكل حلقة هامة ورئيسة لمختلف الجوانب الحياتية، فإن هناك كُثر من يستخدمونه في إيذاء الآخرين، والبعد به عن هدفه السامي وهو المعرفة بشكل أوسع، فتزايدت في الآونة الأخيرة حوادث سرقة الايميلات والصور الخاصة من الحاسوب بطرق متعددة، فضلاً عن "هاكرز" يدمر أجهزة الحاسوب، والاطلاع على تفاصيل ومعلومات شخصية لآخرين.

 

مسؤولية الآباء والأبناء

وقد رأت الأخصائية الاجتماعية رجاء شامية في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن التعامل عبر الانترنت غير موثوق به، خاصةً من خلال الحديث عبر برامج المحادثة وتبادل الآراء والصور والتعارف والدردشة، كون أن التواصل يكون غير مباشر.

وبينت شامية، خطورة التعامل مع الانترنت بشكل مفتوح دون الحرص والحذر الشديد منه، محذرةً من تبادل الأمور الشخصية والبوح بالأسرار الخاصة، خاصةً مع الأشخاص الذين لا يتم معرفة حقيقتهم كون أن الاتصال بهم يكون بطريق غبر مباشر، ولا يوجد فيه ثقة.

وأضافت، أن هناك أشخاصاً يستغلون الصور بطرق غير مشروعة، لذا تنصح بعدم إعطاء الثقة لأي شخص يتم معرفته عبر الانترنت والتعامل بحذر شديد في هذا الجانب، منوهةً إلى وجود برامج يتم خلالها سرقة الايميلات والأمور الشخصية من الحاسوب.

ونصحت شامية أولياء الأمور، بمتابعة أبنائهم أثناء الحديث عبر الانترنت ووضع برامج حماية لأجهزة الحاسوب، وعدم ترك الأبناء لمواقع الدردشة والتعارف، وتوعيتهم بمخاطر الانترنت والثقة العمياء بالآخرين.

وعند حدوث أي مشكلة من هذا القبيل، قالت الأخصائية الاجتماعية شامية:"على الشاب أو الفتاة إخبار أحد من عائلته حول حدوث مشكلة ما معه، في حين على الأهل التعامل مع الموضوع بموضوعية وتفاهم وعدم اللجوء إلى التعسف والأساليب العدوانية في علاج القضية، ومن ثم إخبار الجهات المسؤولية لحل المشكلة القائمة. 

 

حكاية أحلام

ومن بين هذه القصص التي حدثت في غزة حكاية الفتاة "أحلام" التي استيقظت على رنين هاتفها المحمول المتواصل لتفتحه بتثاقل سائلة من الطالب ليأتيها صوت من بعيد قائلاً أنا صديق أريد أن أتحدث معك في موضوع هام يخصك، استغربت أحلام من هذا التدخل السافر في شأنها من شخص لا تعرفه فمن يكون هذا المتطفل الذي يتدخل في أمورها الخاصة دون مقدمة أو سابق إنذار، فيقطع السائل صمتها مرة أخرى ليقول لها: لا تستغربي فلدي أشياء لا شك أنك تهتمين بها وتخصك إلى حد كبير ولا ترغبين لأحد أن يطلع عليها، وهنا استجمعت أحلام قوتها قائلة: إياك أن تعيد الاتصال مرة أخرى وإلا سأبلغ الشرطة بخصوصك وأغلقت الهاتف بعنف.

وحسب موقع "المجد.. نحو وعي أمني"، وبعد ساعة واحدة تفاجأت أحلام برسالة من صاحب الرقم المجهول تقول: " افتحي بريدك الالكتروني لتجدي هدية خاصة لك من صديق عزيز".

وهنا أسرعت أحلام نحو جهاز الحاسوب لتفتحه وتدخل إلى بريدها الالكتروني لتجد الرسالة التي وقفت أمامها مصدومة وحائرة ولا تدري ماذا تفعل؟

وكانت الرسالة عبارة عن مجموعة صور خاصة بأحلام في مناسبات مختلفة، لا ترغب أحلام بأن يطلع عليها أحد غير الخواص، وفي آخر الصور رسالة تطلب من أحلام بضرورة الاستجابة للشخص الغريب وإلا سيقوم بنشر هذه الصور عبر شبكة الانترنت.

استجمعت أحلام قواها وأخبرت أخاها أحمد الذي يعمل في جهاز الشرطة في قطاع غزة والذي أبلغ بدوره الجهات الأمنية المعنية لتقوم بمعرفة صاحب الرقم الذي اعترف أمام المحقق أنه يقوم بالدخول إلى أجهزة الحاسوب الشخصية المرتبطة بشبكة الانترنت ويجلب ما عليها من ملفات مختلفة، وعندما يحصل على صور وبيانات خاصة بأحد الأشخاص وبالذات الفتيات يقوم بابتزازهن أخلاقياً مقابل عدم نشر هذه الصور على الشبكة العنكبوتية.

 

تحذير الأمن الداخلي

وفي هذا الصدد يقول أبو مصطفى الضابط في جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة: من الأشياء المهمة والتي لا تشعر الفتيات بخطورتها وضع صورهن الخاصة على أجهزة الحاسوب في البيوت ومن ثم ربط هذا الجهاز بشبكة الانترنت حيث يقوم بعض المحترفين أصحاب النوايا السيئة بالدخول إلى هذا الجهاز وسرقة ما عليه من صور لتبدأ عملية المساومة والابتزاز بعد ذلك.

وأردف أبو مصطفى قائلا: أنصح الفتيات بعدم نشر صورهن عبر المواقع الاجتماعية الخاصة مثل: الفيس بوك وغيرها عدا عن ترك هذه الصور على أجهزة الحاسوب المرتبطة بالانترنت، لما لذلك من خطورة كبيرة تلحق بالفتيات نظراً لطبيعة الفتاة وحساسية الصور الخاصة بها.

 

كيف تتم سرقة الصور؟

ويضيف أن خطورة الحصول على صور الفتيات تتمثل في ثلاثة أشكال:

أولا: يحصل على هذه الصور بعض المنحرفين للقيام بابتزاز الفتاة أخلاقياً كما حدث مع أحلام.

ثانيا: وأحيانا وجدنا بعض أصحاب محال صيانة الحاسوب غير الثقات يحصلون على هذه الصور بعدما يصل إليهم جهاز الحاسوب بغرض الصيانة أو البيع حيث يمكن نسيان الصور على الجهاز، كما يمكن استرجاع الصور المحذوفة من الجهاز من خلال برامج خاصة، ليقوموا كذلك بالمساومة والابتزاز.

ثالثا: والأخطر من ذلك أن تحصل المخابرات الصهيونية على هذه الصور لتقوم هي أو بعض العملاء بهذا الابتزاز بغرض الإسقاط الأمني، وهذا ما حدث فعلا مع بعض الفتيات.

وهنا يؤكد أبو مصطفى على عدم وضع أي صور خاصة للفتيات أو للمناسبات الخاصة المختلفة على أي جهاز حاسوب وبالذات الأجهزة المرتبطة عبر شبكة الانترنت لما لها من خطورة كبيرة تلحق الأذى والضرر بأصحاب تلك الصور.

وثمن أبو مصطفى موقف الفتاة أحلام التي تحلت بالشجاعة وقامت بإخبار أخيها بالابتزاز الذي تعرضت له، وطالب الفتيات بعدم الرضوخ أو الاستجابة لأي حالة من حالات الابتزاز التي قد تتعرض لها من أي شخص أو جهة ما، مؤكداً على عدم الاحتفاظ بأي صور خاصة على أجهزة الحاسوب أو عبر المواقع الاجتماعية المتعددة التي تقف وراءها غالبا أجهزة المخابرات المختلفة.