خبر وزير الأسرى : الاحتلال ينتهج سياسة مبرمجه لقتل الأسرى نفسياً وجسدياً

الساعة 01:04 م|10 ديسمبر 2010

في تصريح خاص بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

وزير الأسرى : الاحتلال ينتهج سياسة مبرمجه لقتل الأسرى نفسياً وجسدياً

فلسطين اليوم- غزة

قال وزير الأسرى والمحررين رئيس اللجنة العليا للأسرى محمد فرج الغول أنه في الوقت الذي تحتفل فيه المؤسسات الدولية بمرور ستين عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونصت مواده الثلاثين على ضرورة أن يتمتع كل إنسان بالحرية والأمان ، وتجرم كل من يمس بكرامة الإنسان ويسلبه حقوقه المشروعة كحقه في الحياة الآمنة والتعليم والتعبير عن رأيه بحرية ، لا تزال سلطات الاحتلال تنتهك تلك المواثيق والاتفاقيات ، وتمارس ضد الأسرى  الفلسطينيين والعرب في السجون والذين يزيد عددهم عن (7000) أسير كافة الأساليب الإجرامية التي تخالف مبادئ حقوق الإنسان ،وينتزع منهم حقوقهم الأساسية التي كفلتها المعاهدات الدولية ذات العلاقة .

حيث نصت المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق الإنسان بالتمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في الإعلان، دون أي تمييز، وحمايته من الرق والاستعباد .

وأضاف الغول في تصريح صحفي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف اليوم العاشر من ديسمبر ، بان سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمعاهدات التي تنص على حسن معاملة الأسرى وتوفير ظروف حياتية مناسبة لهم ،  وتوفير العلاج اللازم للمرضى منهم ، وتوفير أماكن احتجاز تليق بالبشر .

 

فدولة الاحتلال تنتهج سياسة مبرمجة ضد أسرانا وأسيراتنا بهدف قتلهم نفسياً ً بشكل بطئ ، عدا عن قتلهم جسدياً من خلال الإهمال الطبي للحالات المرضية العديدة الموجودة في السجون ، ومن خلال سياسة إعدام الأسرى بعد الاعتقال والتي تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى، وشرع لها النظام القضائي في دولة الاحتلال ،وكذلك ممارسة  أساليب التعذيب المحرمة دولياً بغطاء قانوني من المحاكم ، وهذا ما كشفت عنه الصحافة الإسرائيلية مؤخراً مدعماً بالوثائق والشهادات .

 

وأوضح الغول بان دول العالم ومؤسساته القانونية التي تنادى بحقوق الإنسان،وتتغنى بالحرية والديمقراطية لا تبالي لما يحدث لأسرانا ، ولا تحرك ساكناً أمام معاناة الآلاف منهم الذين تنتهك كرامتهم وتنتقص حقوقهم يومياً خلف قضبان السجون ،ويعتقلون فى سجون لا تصلح كإسطبلات للحيوانات فهي تفتقر إلى الهواء النقي ، ولا تدخلها الشمس ، وتمتلئ بالرطوبة التي تسبب الأمراض للأسرى ، ولا يقدم بها العلاج ، ويحرم الأسرى فيها من الزيارة ،والتعليم ،والطعام الجيد ،والكنتين ، ويعاقب بالغرامات المالية ،والعزل الانفرادي لفترات تصل إلى  سنوات طويلة.

 

إضافة إلى توفير تصريح مفتوح وضوء أخضر لطواقم التحقيق لكي تمارس التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين ، حيث إن القضاء في إسرائيل شرع استخدام العنف ضد الأسرى دون احترام لآدمية الإنسان ، مخالفة بذلك كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تحرم استخدام التعذيب ضد الأسرى غير مبالية لمثل هذه القرارات التي تعتبرها حبراً على ورق .

 

معتبراً أن استصدار مثل هذه التشريعات من المحاكم تتناقض تماماً مع مبادئ حقوق الإنسان وما ورد في اتفاقية جنيف الرابعة وملحقاتها وتجعل من إسرائيل الدولة الوحيدة التي تشرع التعذيب ، وتوفر له الغطاء القانوني .

 

وتساءل الغول أين حقوق الإنسان من استمرار اعتقال (36)  أسيرة فلسطينية تمارس ضدهم كافة أشكال القمع والإرهاب ،ويحرمن من حقوقهن فى الزيارة ، وفى العلاج ، والخروج إلى المستشفيات لإجراء عمليات جراحية ،حتى وصل الأمر إلى إصابة إحداهن بالسرطان نتيجة الإهمال المتعمد ، ولا زالت تمارس التفتيش العاري ضدهن . و اقتحام للغرف في ساعات متأخرة من الليل بشكل وحشي وهمجي ، وتحتجزهن بجانب أسيرات جنائيات يتعرضن لهن بالسب والشتم والاهانة يومياً ، كما يتم احتجازهن في سجون ، لا تتوفر فيها الشروط الصحية الدنيا حيث لا تدخله الشمس والهواء بدرجة كافية ،ولا تتوفر فيها الحماية ، وهذا ما أكده الحريق الذي وقع فى الكرمل قبل عدة أيام ، ووصلت النيران إلى سجن الدامون التى تحتجز فيه الأسيرات ،ولولا عناية الله لوقعت كارثة محققة للأسيرات.

 

و استطرد الوزير في تساؤلاته عن حقوق الإنسان مع وجود (1500)  أسير مريض يعانون من أمراض مزمنة ومختلفة ، منهم حوالي (170) أسير يعانون من أمراض خطيرة و بحاجة لعمليات جراحية ،ومتابعة صحية عاجلة ، بينهم (15) أسير يعانون من السرطان ،و(26) أسير لا يستطيعون الحركة بمفردهم إلا بمساعدة غيرهم ، فى ظل استهتار و إهمال طبي متعمد من قبل إدارة السجون التي لا تترك الأسرى فريسة للأمراض التي قد تؤدى إلى الوفاة في حالة استمرار الإهمال الطبي لها ، حيث بلغ عدد الشهداء الأسرى من جراء الإهمال الطبي ( 52) أسيراً  شهيداً.

 

وتساءل كذلك أين مبادئ حقوق الإنسان والضمير العالمي من جريمة استمرار اختطاف (10) نواب في المجلس التشريعي يتمتعون بالحصانة، وإصدار الأحكام بحقهم بدون اى تهمة أو ذنب سوى أنهم أعضاء مجلس تشريعي منتخبين بطريقة ديمقراطية .

 

وأين هي حقوق الإنسان من اعتقال(300 ) طفلاً في ظروف لا إنسانية من بينهم (60 ) طفلاً مريضاً محرومون من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية وعلى رأسها توفير الرعاية الصحية ، وعلى الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديدا اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم ومنحهم الفرصة في النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم ، و يعانى هؤلاء الأطفال من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيه هوية وإنارة مناسبتين، ونقص الملابس، عدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، الانقطاع عن العالم الخارجي، الحرمان من زيارة المحامي،ومن التعليم، والاحتجاز مع جنائيين إسرائيليين، ويتعرضون للإساءة اللفظية والضرب والعزل والتهديد بالقتل وهدم المنزل، والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض المعدية.

 

وأين حقوق الإنسان من قضية الاعتقال الادارى بدون تهمة أو محاكمة ، ومن قانون المقاتل الغير شرعي، ومن العزل الانفرادي الذي يعتبر مقبرة للأحياء .

 

ووجه الوزير الغول بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان نداء إلى كافة المؤسسات الحقوقية والقانونية والهيئات الدولية ، بضرورة العمل الجاد على إلزام الاحتلال بتطبيق قوانين حقوق الإنسان على أسرانا وأسيراتنا في السجون وحمايتهم من الهجمة الشرسة التي تمارس ضدهم في محاولة لانتزاع حقوقهم وانجازاتهم ، وطالب بتوفير لجان تحقيق ومراقبة مراقبة للكشف عما يتعرض له الأسرى من جرائم ترتقي إلى جرائم الحرب ، وإدانة الاحتلال على تلك الممارسات وإلزام الاحتلال بالتعاطي مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واحترام أدمية الإنسان .