خبر أمريكا تستعد لمحاصرة الاعتراف بـ « الدولة الفلسطينية »

الساعة 11:05 ص|09 ديسمبر 2010

أمريكا تستعد لمحاصرة الاعتراف بـ "الدولة الفلسطينية"

فلسطين اليوم: غزة

أكدت مصادر دبلوماسية في واشنطن، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي جددت إدارته معارضتها الاستيطان، متمسك بنياته لتفعيل عملية التسوية في الشرق الأوسط، رغم إعلان واشنطن رسمياً تخليها عن مطالبة "إسرائيل" بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، وسط فرحة غامرة بالانتصار في الكيان، وغضب فلسطيني وأسف أوروبي، وسعي أمريكي موازٍ لمحاصرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية .

 

ونقلت صحيفة الخليج الاماراتية عن مصادر أمريكية أن واشنطن ستطالب الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي" بالدخول في جولة جديدة من المفاوضات بأسرع ما يمكن، وتميل إدارة أوباما إلى استخدام جزرة جديدة، هي فتح ملفات مؤجلة تتعلق بقضايا الوضع النهائي.

 

وأبدت "إسرائيل" استعدادها للتوجه الجديد، وأبلغت واشنطن موافقتها على هذا الطرح جملة وليس تفصيلاً، أي أنها توافق على الإطار العام، وتحديد ملفات التفاوض لاحقاً.

 

الاقتراح الأمريكي الجديد، ستدعمه واشنطن بتفعيل مفاوضات غير مباشرة، يلعب فيها الوسيط الأمريكي دور المكوك بين الطرفين. كما تعتزم واشنطن الطلب من دول عربية فاعلة المساعدة على دفع هذا التوجه، والحصول على موافقة الطرف الفلسطيني بأقل حرج ممكن. وفي المقابل ستحصل "إسرائيل" على هدايا من دون مقابل كان قد عرضها أوباما ثمناً للتجميد المؤقت للاستيطان.

 

في الوقت نفسه، بدت واشنطن على قناعة بتبني المطلب "الإسرائيلي" الخاص بالضغط على المجتمع الدولي لوقف توالي اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية على حدود ،1967 إضافة إلى وقف أي توجه عربي باتجاه الأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية. وتتذرع الولايات المتحدة بالمبرر "الإسرائيلي" التقليدي باعتبار أن أي خطوة مثل هذه تعرقل جهود عملية السلام.

 

وكان المطلب نفسه قد طرحه  حسب المصادر الدبلوماسية ذاتها  مبعوث رئيس الحكومة "الإسرائيلية" إسحاق مولوخو الذي وصل إلى العاصمة الأمريكية، أول أمس، إضافة إلى موضوعات أخرى قيل إنها تتصل بالعلاقات الثنائية، إلا أنها على الأرجح تتضمن مناقشة أفكار متعلقة بقضايا أخرى مثل إيران .

 

وتردد وجود طرق أخرى أمام واشنطن لتسلكها على صعيد عملية السلام، ومن ضمنها محاولة تفعيل المسار السوري  "الإسرائيلي"، لا سيما بعد تصاعد مطالبات الكونغرس على مدى الأيام الثلاثة الماضية لإدارة أوباما بممارسة المزيد من الضغوط على إيران بأي شكل .

 

والثلاثاء المقبل يصل صائب عريقات إلى واشنطن حاملاً مطالبات فلسطينية وردوداً محددة، وهي على الأرجح لن تلقى كلها أو بعضها آذاناً صاغية في واشنطن، لاسيما تلك التي تتحدث عن ضرورة إعلان مسؤولية "إسرائيل" عن إخفاق المفاوضات المباشرة . وإن لم يكن من بد، فإن واشنطن لن يسعها سوى تحميل الطرفين المسؤولية، مع إقناع الفلسطينيين بالتوقف عن الحديث عن اللجوء للمجتمع الدولي للتدخل في عملية السلام .

 

وكانت "إسرائيل" قد أعلنت انتصارها في معركة تجميد الاستيطان، بعد أن أكدت واشنطن رسمياً تخليها عن ممارسة المزيد من الضغوط على الكيان بشأن تجميد البناء في المستوطنات، بهدف إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وأعلنت أنها بصدد الإعلان عن "تكتيك جديد" للمفاوضات، غداً الجمعة .

 

وعبرت السلطة عن غضبها للقرار الأمريكي، ودعت واشنطن إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود ،67 رداً على رفض "إسرائيل" تجميد الاستيطان . وقالت إنها ستدرس الرد على الرسالة الأمريكية والبدائل مع القيادة الفلسطينية والعرب، حيث يعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الخميس)، قمة في القاهرة، مع نظيره المصري حسني مبارك لبحث التطورات .

 

وأعلن مفوض العلاقات الدولية في فتح نبيل شعث أن المنظمة تسعى حثيثاً للحصول على اعتراف دول أوروبا الغربية بالدولة الفلسطينية .

 

كما تجتمع لجنة المبادرة العربية، الاثنين المقبل، لبحث الموقف . وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "أسفه" إزاء رفض "إسرائيل" تجميد الاستيطان، ورأى أنه لا حل من دون وقفه.