خبر أكثر من (294) ألف فلسطيني خاضوا تجربة الاعتقال منذ الانتفاضة الأولى

الساعة 10:14 ص|09 ديسمبر 2010

أكثر من (294) ألف فلسطيني خاضوا تجربة الاعتقال منذ الانتفاضة الأولى

فلسطين اليوم- غزة

أكدت اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى اليوم الخميس، أن  الاحتلال اختطف ما يزيد عن (294) ألف مواطن فلسطيني منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر 1987م ، بينهم (210) آلاف حالة اعتقال من بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994 ، و(10000) حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000 ، و(74) ألف حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى.

وحسب اللجنة فحتي الآن ليصل مجموع من ذاقوا مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال (294) ألف مواطن من مختلف الأعمار والفئات والشرائح ، بما فيهم النساء والأطفال وأعضاء المجلس التشريعي والأكاديميين والأطباء وطلاب الجامعات .

واعتبرت اللجنة في تقرير لها بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لاندلاع الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) أن الاحتلال فشل بشكل كامل في تحقيق أهدافه من وراء استمرار سياسة الاعتقالات ، ولم يستطيع أن يوقف هذا الشعب عن مقاومته أو ثنيه عن طريق الجهاد والتضحية من اجل إنهاء الاحتلال استعاده حقوقه ، رغم الأعداد الهائلة التي دخلت السجون والتي وصلت إلى ما يقارب من (750) ألف فلسطيني، يشكلون ما نسبته 20% من الشعب الفلسطيني ،حيث أن الاحتلال لجأ إلى سياسة الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ احتلاله للأرض الفلسطينية عام 1967 ، بهدف وقف مقاومة هذا الشعب المجاهد ، وكسر إرادته ، وإخضاعه لإملاءات الاحتلال ، و بث اليأس والخوف في صدور أبناء الشعب الفلسطيني .

 

الأسر .. مصدر فخر

وقال رياض الأشقر مدير الإعلام باللجنة بان قضية الأسر والاعتقال تحولت إلى مصدر اعتزاز وفخر للشباب الفلسطيني، الذي يدافع عن أرضه ومقدساته ، وأصبح الأسرى يخرجون من السجون أكثر وعياً وتمسكاً بحقوقهم ، وأكثر إصراراً على مواصلة طريق المقاومة ،وخاض الأسرى المحررين بعد أن تشربوا معاني الوطنية والانتماء في سجون الاحتلال، غمار التصدي لمخططات الاحتلال ، وقادوا العمل الوطني لسنوات طويلة ،وهذا دفع بأبناء الشعب الفلسطيني إلى سلوك نفس الطريق الذي سار عليه هؤلاء الأسرى  .

 

وأضاف الأشقر بان أوضاع الأسرى خلال الانتفاضة الأولى كانت أسوء بكثير مما هي عليه الآن ، وكانت السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة البسيطة ، ولا يتوفر فيها العشرات من الأدوات والأجهزة التي تنتشر في السجون في الوقت الحالي ، كالتلفزيونات ، والراديو هات وبلاطات التسخين ،وغيرها ، وكان الطعام سئ كماً ونوعاً بشكل يفوق ما عليه الآن من السوء والقلة، ولا يوجد أغطيه أو فرشات أو ملابس، وكانت السجون تتكدس بالأسرى إلى حد أن ينام الأسير على جانبه لكي يفسح مجالاً لغيره من الأسرى للنوم،  كذلك كان العديد من السجون يمنع فيها الزيارات بشكل نهائي فسجن "كتسيعوت" في صحراء النقب مثلاً والذي افتتح في عام 1988،لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأسرى، الذين كانوا يعتقلون يومياً من مناطق الضفة والقطاع ، لم يسمح بزيارة الأسرى فيه سوى في نهاية عام 1991، وكان العنف الجسدي هو السائد في التعامل مع الأسرى ، حيث استشهد نتيجة ممارسة أساليب التعذيب القاسية والمحرمة دولياً ضد الأسرى (23) أسير فلسطيني، مقابل (5) شهداء من الأسرى سقطوا نتيجة التعذيب خلال انتفاضة الأقصى ، وهذا لا يعتبر تغييراً نحو احترام القانون الدولي ،ولكن الاحتلال بدأ في السنوات الأخيرة يعتمد على أساليب التعذيب النفسي أكثر من التعذيب الجسدي ،الأمر الذي يفسر هذا العدد القليل من شهداء الحركة الأسيرة الذين سقطوا نتيجة التعذيب خلال انتفاضة الأقصى ،في المقابل هناك ارتفاع في عدد الأسرى الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد .

 

الأسرى القدامى

وبين الأشقر بأنه لا يزال في سجون الاحتلال (306) أسير معتقلين منذ الانتفاضة الأولى وقبلها وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم بعد اتفاق أوسلو ، منهم ( 123 ) أسيرا من الضفة الغربية، وأقدمهم وأقدم الأسرى جميعاً الأسير ( نائل البرغوتى) والمعتقل منذ4/4/1978، ومنهم (121) أسيراً من قطاع غزة، وأقدمهم الأسير(سليم الكيال) والمعتقل منذ 1983.،و هناك ( 41 أسيراً ) من الأسرى القدامى، من أبناء القدس وأقدمهم فؤاد الرازم، المعتقل منذ1981، و( 20 أسيراً ) من أراضي 1948وأقدمهم الأسير (سامي خالد يونس )، ومعتقل منذ 1983، وأسيراً واحداً  من الأسرى العرب وهو الأسير السوري " صدقي المقت " .

 

وقدمت الحركة الأسيرة خلال الانتفاضة الأولى (43) شهيداً ، منهم (25) من الضفة الغربية و(18) شهيد من  قطاع غزة ، بينهم(23) شهيد قضوا نتيجة التعذيب، و(11) أسير استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد و(2 ) من الشهداء استشهدا نتيجة إطلاق النار عليهما مباشرة ، وكذلك استشهد (7) أسرى نتيجة القتل العمد بدم بارد بعد الاعتقال .

 

وأوضح التقرير بأن الاحتلال اعتقل منذ 1967 ما يزيد عن (750) ألف فلسطيني، لا يزال منهم (7000) أسير داخل  سجون الاحتلال ،بينهم (300) من الأطفال وهو العدد المتبقي من أكثر من (8000) طفل اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى ،وهناك (36) أسيرة لا يزلن رهن الاعتقال، وكذلك هناك (200) أسير يخضعون للاعتقال الإداري الظالم، وقانون المقاتل الغير شرعي، وهناك (10) نواب في المجلس التشريعي مختطفين لدى الاحتلال ، وحوالي (1500) أسير مريض في ظل إهمال طبي متعمد ومقصود ، كما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (199) أسير شهيد ،منهم ( 71 ) أسيراً استشهدوا نتيجة التعذيب ، و( 52 أسيراً ) سقطوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد و ( 70 ) استشهدوا نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال ، و(6) نتيجة إطلاق النار المباشر على الأسرى .

 

ولا تزال سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط القانون الدولي فيما يتعلق بحقوق الأسرى، فى ظل صمت عالمي مقيت شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق الأسرى

 

النقب أكبر تجمع للأسرى

وأوضح الأشقر أن نسبة الاعتقالات خلال الانتفاضة الأولى كانت كبيرة جداًً قياساً بالانتفاضة الثانية نظراً للاحتكاك المباشر بين المواطن الفلسطيني وقوات الاحتلال التي كانت تسيطر على الاراضى الفلسطينية بالكامل ، لذلك لجأ الاحتلال إلى افتتاح سجون جديدة لاستيعاب هذا العدد الهائل من المعتقلين ، ومن ابرز واكبر السجون الذي افتتحها الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى (سجن النقب) حيث اعتقل في هذا السجن ما يزيد عن (100) ألف أسير ، كانت تمارس فيه سلطات الاحتلال كافة أشكال الاهانة والتنكيل بالمعتقلين ،من اقتحام الأقسام والاعتداء على الأسرى بالضرب ورش الغاز السام ،هذا عدا عن عمليات الاقتحام بعد منتصف الليل بحجة العدد الأمني للمعتقلين ،ولا تبالي إدارة السجن بالأوضاع المناخية حيث يعتبر الجو الصحراوي من اشد المناطق برودة فى فصل الشتاء وأشدها حراً في الصيف مما يزيد من معاناة المعتقلين ،بالإضافة إلى العدد اليومي لثلاث مرات ،والتنغيص على حياة الأسرى بالنقل والعزل والقمع ، وعدم السماح بزيارة المحامين والأهل ، وعدم تقديم العلاج اللازم للمرضى ،و كان العلاج الوحيد الذي يقدم للمرضى هو الماء ، ثم اصبح يقدم لهم (حبة الاكامول) علاجاً شافياً لكل الأمراض بما فيها الخطيرة  .

 

واستشهد في هذا السجن وتحديداً في 16/8/1988 اثنين من الأسرى هما الأسير(اسعد جبر الشوا) من غزة والأسير (بسام إبراهيم الصمودى ) من جنين نتيجة قيام حراس السجن بإطلاق النار المباشر عليهم، وقد أغلق هذا السجن نتيجة تقلص عدد المعتقلين بعد اتفاق أوسلو الذي أفضى إلى إطلاق سراح عدة آلاف من الأسرى ، وأعيد افتتاحه في عام 2002 لاستيعاب الإعداد الكبيرة من المعتقلين بعد اندلاع انتفاضة الأقصى ،في ظروف قاسية حيث عمدت إدارة السجن إلى إقامة جدران أسمنتية عازلة بين الأقسام يصل طولها إلى ثمانية أمتار، لمنع التواصل بين المعتقلين وحجزهم في كانتونات الهدف منها مزيد من الضغط والقهر بحق الأسرى .