خبر رمزي أبو جزر يكتب.. كرامة رئاسية

الساعة 05:11 ص|09 ديسمبر 2010

رمزي أبو جزر يكتب.. كرامة رئاسية

تصريحات رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة ومكاشفته المثيرة ليس للجدل وإنما لحفيظة الإنسان السياسية والتي هدد فيها بحل السلطة وهو الخيار الذي أصبح أكثر واقعية وقبولا لدي الجميع من الوجهة السياسية النخبوية أما كرامة الرئيس فليست ذا معني أو مغزى وطني أو سياسي بالنسبة للفلسطينيين ولا تشكل مكونا أساسيا من مكونات القضية أو الصراع على اعتبار أنها مهدورة سياسيا منذ أوسلو ونحن بالطبع نفهم هذا التصريح في هذا التوقيت بينما ينتظر عباس الرد الأمريكي بخصوص المحادثات مع الجانب الصهيوني لاستئناف المفاوضات فهو تصريح وكرامة تكتيكية كما يبدو من قبله وقد سمعنا بها كثيرا ولم يتم التعاطي معها بجدية حتى أمريكيا وصهيونيا على اعتبار أن الرجل قد دخل هو وكرامته مرحلة اللاعودة فلا ( فلا احد يبكي على الشعر بعد قطع الرأس )

 

 السيد عباس لم ينسي أن يؤكد لنا في سياق مقابلته المتلفزة على أن المفاوضات هي خياره الأوحد وان البدائل المطروحة أمامه في حال فشل المفاوضات هي تلك التي لوح بها من قبل مثل اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية المستقبلة على حدود عام 1967  وهي بدائل غير ذات أهمية في ظل التوازنات الدولية الراهنة وان صحت وتحققت ستكون بحاجة لأكثر من المفاوضات لتنفيذها على الأرض وهو الأمر الذي يرفضه عباس ويراهن على سلميته مستلهمين جميعهم هذه المرة  النموذج الجنوب الإفريقي لإعلان دولة بلا كرامة .

 

الشجون السياسية التي أثارها السيد عباس وتلويحه بحل السلطة والذي فهم على أكثر من محمل لان كرامته لا تقبل أن يستمر رئيسا لسلطة غير موجودة باعترافه لكن الأخطر من هذا الاعتراف بعد 17 عاما وانقسام يكشف لنا بان الرجل أما بطئ في فهمه السياسي في رهانه على إحداث اختراق في السلوك السياسي الصهيوني أو الأمريكي أو أن كرامته رئاسية من النوع الذي يقبل المهانة والواضح أن عباس وان صدق في تصريحه لا يريد أن يكون انسحابه من المشهد السياسي الفلسطيني مكلفا بالنسبة له أو دمويا وعليه أن يدرك تماما أن إعلانه هذا لا يشكل إضافة أو موقفا أخلاقيا يحسب له وان اعتقد الكثيرين بذلك ولا بهذه التصريحات ينسحب القادة من الحياة السياسية وعليه أن يستلهم من تجربة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات المعاني الحقيقة للكرامة .

- كاتب وصحفي من غزة