خبر النار الكبرى انتظروا لحظة مع المحفظة.. يديعوت

الساعة 03:51 م|07 ديسمبر 2010

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

(المضمون: مهم حل مشاكل اطفاء النار في اسرائيل. مهم أكثر ان نتعلم كيف نصنع سلم اولويات وطني، كي لا تندلع الحرائق الكبرى- المصدر).

مصائب كبرى تبتلع كل اهتمامنا. دفعة واحدة أصبحت خدمات الاطفائية مثيرة للاهتمام بعد أن كان قلائل جدا ينشغلون بها، وقلائل اكثر يفهمون فيها، لتصبح موضوعا الكل يفهم فيه. لكل واحد رأي منمق عن الاطفاء بالطيران.

هذا طبيعي وهذا مفهوم، ولكنه خطير ايضا. اثارة الاهتمام الجماهيري تجبر السياسيين على العمل في المكان الذي الميل السياسي فيه هو الرفض. وهذا مدخل هام للتغيير إذ فضلا عن الثمن الباهظ الذي جبي حتى الان، فان الاخفاق المنظوماتي في جبل الكرمل يثير القلق على ما يمكن أن يجبيه في حالة الحرب. بعض من النار ستوجه في حينه عن عمد الى مناطق حساسة، وسيكون أصعب بكثير تجنيد المساعدات الدولية.

المشكلة واضحة إذن لكل من له عينان في رأسه. يخيل أنه لغرض التغيير حتى حكومة اسرائيل واعية للمخاطر. المشكلة هي أن الخطاب الجماهيري يوفر الاتهامات والتبريرات بدلا من الحلول الحقيقية. يجب الحذر من سكب المال الذي يأتي بدلا من التفكير واخذ المسؤولية.

بعد حرب يوم الغفران وسعت الحكومة دراماتيكيا الجيش الاسرائيلي وميزانياته. ولم تكن النتيجة امنا أكثر، بل ربما بالذات تعقيدات أكثر، ثقة زائدة بالحجوم وقمع كل تفكير ابداعي.

ليس دوما تكون فيه الزيادة المنفلتة العقال للميزانيات هي الامر الصحيح عمله. الفشل لا يدل بالضرورة على اخطاء من الحائط الى الحائط مثلما هو الانتصار لا يدل بالضرورة على حكمة كبرى ما للمنتصرين. حكومة جدية تحلل الاحداث بجدية، وتوازن المخاطر حيال الكلفة بشكل مسؤول. آمل أن هكذا يتم الان، بعد ان خبت ألسنة النيران.

بالذات على خلفية الصخب الجماهيري العظيم الذي يلفنا من المهم قول شيء عن الاليات التي تدفعنا المرة تلو الاخرى لان نفاجأ، ونمتنع عن اطفاء النار وهي صغيرة ومحاولة السيطرة عليها بجهود عظيمة عندما تصبح نارا كبرى.

الاسرائيليون يعيشون على شفا جبل بركاني. ليس في كل مكان يثير حريق غابة، مهما كان كبيرا، القلق الوجودي. ليس في كل مكان يعتبر فيه الاخفاق – سواء كان نتيجة غباء انساني ام نتيجة حظ متعثر – كتهديد على مجرد الوجود. ولكن في اسرائيل توجد فجوة هائلة بين الحياة، بمتعها الصغيرة وأزماتها الصغيرة، وبين الظلام العظيم الذي يهدد بابتلاعنا.

كي نعيش حياتنا الصغيرة دون استهلاك مستمر لاقراص التهدئة، نجتهد الا نتذكر، الا نقول لانفسنا كل يوم بيومه بان حاضرنا يعيش خطرا مستمرا. تعلمنا كيف نكبت، كي نتغلب على تلك الفجوة بين الحياة اليومية اللطيفة لدولة العالم الاول وبين التهديدات التي تتميز بها بقدر أكبر دول العالم الثالث. المشكلة هي، ان الكبت الذي يستهلك دون انتقاد يتحول من اداة ناجعة لتخفيف القلق الى مخدر مسكر.

على القيادة المسؤولة أن تجد التوازن بين الحاجة الطبيعية والصحية لعيش حياة طبيعية حتى في عالم المخاطر الوجودية وبين واجب وقف سياقات الكبت، التي من شأنها ان تمنعنا من الاستعداد كما ينبغي لسيناريوهات غير عاطفة.

القيادة في اسرائيل تميل الى التعاطي مع مواطني الدولة كأطفال عديمي المسؤولية: وهي تتأرجح بين "سيكون الحال على ما يرام، تلك النزعة الاهمالية، التي سبق أن أدت بنا الى أكثر من مصيبة، وبين الفزع والهستيريا عندما فجأة تنهار نزعة "سيكون الحال على ما يرام"، أو عندما يكون مريحا للحكومة أن تضخم المخاطر كي تأخذ لنفسها صلاحيات زائدة.

المجتمع المحب للحياة لا يمكنه أن يعيش في واقع خيالي، لا يوجد فيه أبدا نقاش صادق وجدي في التحديات القومية الحقيقية التي يقف امامها، والخيار فيه هو بين تهديدات نهاية العالم وبين الحياة التي يكون فيه النقاش الجماهيري الاكثر عصفا هو عن ابطال "ذوي الواسطة".

مهم حل مشاكل اطفاء النار في اسرائيل. مهم أكثر ان نتعلم كيف نصنع سلم اولويات وطني، كي لا تندلع الحرائق الكبرى.