خبر اقتراح لنتنياهو لو كان بوسع الكلمات أن تطفيء الحريق.. يديعوت

الساعة 03:16 م|06 ديسمبر 2010

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: رئيس الوزراء ملزم بأن يحاول فحص قناة الحوار مع سوريا بهدف الوصول معها الى اتفاق. وإلا، فانه لم يُخترع بعد الشيء الذي يطفيء النار التي قد تنتشر في المستقبل في مدن اسرائيل - المصدر).

الرسائل القصيرة والبلاغات الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء هددت بأن تحرق في نهاية الاسبوع أذن كل صحفي مسجل لهذه الخدمة: نتنياهو تحدث مع بوتين، مع اوباما، مع رؤساء دول في الغرب وفي الشرق؛ رئيس الوزراء أخذ القيادة عن اطفاء النار في غابات الكرمل؛ رئيس الوزراء طلب منذ اشهر الصيف، بعد زيارة في اليونان، شراء مروحيات لخدمات الاطفاء.

لو كان بوسع الكلمات أن تطفيء الحريق الفظيع في الكرمل، لما كنا بحاجة الى طائرة أليوشن من روسيا.

وابل البلاغات عن نشاط رئيس الوزراء قد يحميه في الفصل التالي الذي سيحل بنا: البحث عن المذنبين. ولكن قبل ذلك، يجدر أن نُذكر انفسنا ببضع إنارات في المجال السياسي: عندما سيطير الصاروخ الاول على رأس مواطني اسرائيل من الشمال أو من الجنوب، من بعيد أو من قريب، لن يكون بوسع القيادة السياسية أن تعول على زعماء اليونان، قبرص أو روسيا.

سيتعين على اسرائيل أن تعالج مصائبها المتوقعة بوسائلها وبالمعدات التي ستصل من امريكا.

الدرس المقترح لأصحاب القرار: يجدر البحث عن السبل لاختراق سياسي مع الفلسطينيين، مع سوريا ومع الدول العربية التي تُسمى معتدلة. هكذا فقط يمكننا أن نطفيء الحريق الذي من شأنه أن يمس بمواطني اسرائيل.

تجميد البناء في المناطق؟ أضحكتم كبار الوزراء في حكومة نتنياهو. فهم على ما يبدو يفضلون فحص جملة "شعب وحده يسكن".

تجند هذا العدد الكبير من الدول للمساعدة في اطفاء النار في الكرمل يلمح بالذات بأن ثمة ايضا طريقا بديلا: ليس كل العالم ضدنا.

ومع ذلك، فان رئيس وزراء تركيا اردوغان سارع الى تبريد الحماسة وتقدير نتنياهو اللذين بموجبهما توشك العلاقات بين الدولتين على العودة الى مكان الصداقة التي كانت فيه قبل أحداث الاسطول. فقد قال اردوغان ان ليس لهذا أي أساس وانه بداية على اسرائيل أن تعتذر وأن تدفع التعويضات لعائلات الأتراك الذين قُتلوا في الاسطول الذي حاول الوصول الى غزة.

بتعبير آخر، سيواصل اردوغان السياسة التي يقودها: تركيا ستكون المدافع عن الشعب الفلسطيني، واسرائيل ستواصل تلقي الانتقادات على سلوكها في المناطق. وفضلا عن ذلك: اذا كان نتنياهو يرغب حقا في تفكيك العبوات الناسفة والصواريخ بعيدة المدى الموجهة نحو أهداف في وسط البلاد من جانب حزب الله في لبنان وأن يوقف ايضا التيار الذي لا ينقطع للسلاح المتطور من سوريا الى حزب الله في لبنان – فان عليه أن يقوم بفعل ما. رئيس الوزراء ملزم بأن يحاول فحص قناة الحوار مع سوريا بهدف الوصول معها الى اتفاق. وإلا، فانه لم يُخترع بعد الشيء الذي يطفيء النار التي قد تنتشر في المستقبل في مدن اسرائيل.

خلاصة الامر، فان الاختبار الحقيقي الذي يقف أمامه نتنياهو ليس في اقامة لجنة للتحقيق في الاخفاقات التي انكشفت في غياب الاستعداد للمصيبة التي وقعت في الكرمل. اختبار رئيس الوزراء هو اذا كان يعرف كيف يحدد من هم المسؤولون وأن يزيحهم عن مناصبهم، ويحرك المنظومات الحكومية لاستعداد سريع للتصدي لاوضاع الازمة.

الزعامة تُختبر في أخذ المسؤولية والمبادرة التي هدفها التأكد انه في يوم بارد ايضا، لا سمح الله، ستكون هناك دول تقف الى جانب اسرائيل. على نتنياهو أن يثبت للجمهور في البلاد بأنه جيد ليس فقط في المكالمات الهاتفية والحرص على نشر البلاغات والرسائل بوتيرة مجنونة بعد كل مكالمة، وبعد كل زيارة لدى المصابين.