خبر فولك يختتم جولة ناجحة في بريطانيا رغم محاولات تشويش « إسرائيلية »

الساعة 06:46 م|04 ديسمبر 2010

 فولك يختتم جولة ناجحة في بريطانيا رغم محاولات تشويش "إسرائيلية"

فلسطين اليوم-وكالات

أنهى مقرر الامم المتحدة الخاص بحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية ريتشارد فولك زيارة لبريطانيا استمرت أربعة أيام ألقى خلالها عدداً من المحاضرات واللقاءات حول القضية الفلسطينية، وسط اجراءات أمنية استثنائية عمدت الجهات الراعية للزيارة الى تأمينها خوفاً على سلامته من ردات فعل المؤيدين لاسرائيل.

واختتم البروفسور فولك زيارته بندوة عامة نظمها مرصد الشرق الأوسط وحملة التضامن مع فلسطين مساء الأربعاء في جامعة لندن وحضرها جمع غفير من المهتمين والمتضامنين. وتخللت الكلمة التي ألقاها فولك خلال الندوة محاولات تشويش قام بها أفراد مؤيدون لاسرائيل، آثروا المغادرة بعد أن قاطعوا كلمة المسؤول الأممي اليهودي الذي أزعج الدولة العبرية من قبل بمواقفه الرافضة لسياساتها الاجرامية ووجهوا اليه اتهامات بمعاداة السامية.

وبدا وجود ثلاثة حراس شخصيين على الأقل أحاطوا بالبروفسور فولك خلال القائه كلمته أمراً مبرراً مع توالي محاولات التشويش والاعتداء اللفظي الخارج عن حدود آداب الحوار والنقاش التي قام بها أنصار اسرائيل خلال الندوة على مرأى ومسمع من مئات الحاضرين.

وكرر فولك مواقفه التي تدين اسرائيل وسياساتها بحق الفلسطينيين ولم يتراجع عن أي من التصريحات والمواقف التي جلبت عليه غضب اسرائيل وأنصارها في أنحاء العالم. وتحدث بلهجة هادئة وواثقة طيلة وقت الندوة التي استمرت لنحو ساعتين ولم يمانع في الرد على أسئلة مجموعة الصهاينة رغم مقاطعتهم له وتوجيههم اتهامات 'الكذب' و'اللاسامية' دون توضيح أسبابهم لذلك.

وقال فولك في كلمته ان أشد ما تواجهه اسرائيل في الوقت الراهن يتمثل في تشوه صورتها في كل أنحاء العالم، معتبراً أن جهود اسرائيل التي تبذلها من أجل استعادة صورتها السابقة لن تجدي نفعاً ما لم تتخل عن السياسات العدوانية التي تنتهجها ضد الفلسطينيين، معرباً عن سعادته في الوقت ذاته لأن القضية الفلسطينية تجاوزت الحدود المناطقية للصراع بين الفلسطينيين واسرائيل ولم تعد محصورة في اطار ما يسمى 'عملية السلام' وأصبحت قضية انسانية وأخلاقية يتبناها الكثير من الشعوب والأفراد في كل أنحاء العالم.

وجدد فولك مواقفه من سياسة بلاده الداعمة لاسرائيل، وانتقد على وجه الخصوص المساومات الجارية بين البلدين من أجل وقف مؤقت للاستيطان. واعتبر أن ما تعرضه الولايات المتحدة من حوافز لاسرائيل مقابل الموافقة على وقف التوسع الاستيطاني يمثل هزيمة دبلوماسية لأمريكا التي توظف حتى جهودها الدبلوماسية في اذكاء الصراع في الشرق الأوسط حيث من المحتمل أن تقوم اسرائيل باستخدام الأسلحة الهدايا ضد أعدائها في المنطقة ومنهم ايران.

وانتقد فولك مجداً سياسات اسرائيل العدوانية في المنطقة وقال ان جرائمها على أرض الواقع فاقت كل تصور بما في ذلك حدود القوانين الدولية التي ما تزال في وضعها الحالي غير قادرة على استيعاب كل أنواع الجرائم التي اقترفتها اسرائيل بحق الفلسطينيين، لافتاً الى أنه اقترح وضع بروتوكول جديد لاتفاقية جنيف من أجل الاحاطة بجرائم اسرائيل غير المنصوص عليها في القوانين، مشيراً الى التأثير السايكولوجي لجرائمها على الأجيال الفلسطينية المتعاقبة والآثار غير المباشرة للحصار الذي تفرضه منذ ثلاث سنوات على قطاع غزة كنماذج على الجرائم غير التقليدية التي أضافتها اسرائيل الى سجلات البشرية.

واعتبر أن ما تقترفه اسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة يرقى الى مثابة 'التعذيب' حيث تطبق اسرائيل فكرة تعذيب الفرد الواحد بالاستباحة وشل القدرة على الرد على شعب بأكمله، معيباً على المجتمع الدولي اخفاقه في وضع حد لهذا الصراع، ومعتبراً أن كل المحاولات الغربية لحل الصراع تتم وفقاً لنظرة كولونيالية لا تعامل طرفي الصراع على قدم المساواة.

وقال ان استمرار طرح حل الدولتين رغم الفشل في تطبيقه طيلة سنوات يعكس حالة من النفاق أو أنه أمر غير ملائم على الاطلاق، مشدداً على أن الحل الأمثل من وجهة نظره يتمثل في دولة واحدة ديمقراطية علمانية يعيش فيها المواطنون على اختلاف أديانهم وأعراقهم بسلم ومساواة، ولكنه لم يؤيد أن يسعى المتضامنون الدوليون الى تلقين الشعب الفلسطيني خياراته في تقرير المصير، واعتبر أن ذلك يجب أن يكون مرهوناً بالكامل بارادة الشعب الفلسطيني.