خبر انهيار فكرة يتسهار وبوشهر- إسرائيل اليوم

الساعة 02:53 م|04 ديسمبر 2010

 

انهيار فكرة يتسهار وبوشهر- إسرائيل اليوم

 

مع بداية ولاية الرئيس الامريكي براك اوباما ثار نقاش بين اسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة هل حل القضية الفلسطينية يشكل شرطا مسبقا لتشكيل تحالف من الدول العربية ضد ايران. مقالات عديدة نشرت في 2009 اشارت الى أن اوباما شعر بان موافقة اسرائيلية على تجميد البناء في المستوطنات ستساعده على اتخاذ خط اكثر حزما ضد ايران. في اللقاءات معه درج الرئيس على القول: "علينا ان نمنع احمدي نجاد من استخدام الورقة الفلسطينية". في اسرائيل ايضا كان هناك من تبنى التعبير الامريكي "يتسهار مقابل بوشهر"، حيث يقام مفاعل نووي ايراني. بالنسبة الى متبعي هذا النهج، المسألتان مرتبطتان الواحدة بالاخرى. بالمقابل فان النهج الاسرائيلي كان معاكسا: التصدي لايران وحده سيؤدي الى تغيير في الشرق الاوسط يسمح بوجود مسيرة سلمية ذات مغزى.

نتيجة ثانوية واحدة لوثائق ويكيليكس التي نشرت هذا الاسبوع هي ضربة قاضية لنظرية الامريكيين. من مضمون البرقيات التي نشرت يتبين أن الدول العربية لا تحتاج الى تنازلات دبلوماسية من جانب اسرائيل من أجل تبني نهج متصلب تجاه ايران. ففي 4 تشرين الثاني 2009 قال ملك البحرين للسفير الامريكي في بلاده وللجنرال بتراوس انه يجب العمل بكل وسيلة ممكنة ضد البرنامج النووي الايراني. واضاف الملك بان "الخطر الذي في عدم الفعل اكبر من المخاطر التي ينطوي عليها وقف البرنامج".

السعودية، من جهتها، بعثت برسالة حازمة أكثر ضد ايران: من محضر الحديث الذي جرى بين بتراوس والملك عبدالله في ايلول 2008، يتبين أن الملك كان حازما بالنسبة لصد النفوذ الايراني. وحسب السفير السعودي في واشنطن حاول عبدالله اقناع الولايات المتحدة بمهاجمة ايران. موقف الملك السعودي حظي ايضا بتأييد من جانب امراء كبار شاركوا في اللقاء.

في الماضي، درج السعوديون على طرح المسألة الفلسطينية في كل لقاء مع الامريكيين. هذه المرة، بالمقابل، الموضوع الفلسطيني لم يطرح على البحث على الاطلاق. هذا الحدث لم يكن لمرة واحدة. بعد اقل من سنة من اللقاء مع بتراوس في اذار 2009، القى عبدالله مع مستشار اوباما لمكافحة الارهاب. وعاد عبدالله مرة اخرى وركز على الموضوع الايراني ولم يذكر الفلسطينيين.

لم يكن شك في أن الملك السعودي ليس له أي ثقة بسياسة "الحوار" مع ايران. عمليا، عبدالله قال انه يامل بان تعيد الولايات المتحدة النظر في سياستها تجاه ايران وان "تتوصل الى الاستنتاج السليم". ولم يكن عبدالله بحاجة الى أي اقناع من جانب الامريكيين كي يتخذ نهجا مناهضا لايران ولم تكن الولايات المتحدة مطالبة بان تدفع "بعملة اسرائيلية" لقاء تعاونها.

إذن ما الذي يحصل هنا في واقع الامر؟ عمليا لا حاجة الى ويكيليكس كي نفهم النهج السعودي. لم يسبق أن كان منطق في الفكرة التي تقول ان السعوديت ستشترط تعاونها مع الولايات المتحدة، بمزاج ابو مازن او بوتيرة البناء في الفيه منشه.

يحتمل أن بالنسبة للاردنيين، الموضوع الفلسطيني مهم، ولكن من ناحية معظم دول الخليج التي توجد في خط الجبهة مع ايران، فان جدول اولوياتها مختلف. لا ينبغي لاسرائيل أن تقبل الادعاء بان عليها أن تنفذ تنازلات كي تسمح للولايات المتحدة وحلفائها العرب بمكافحة ايران. في اعقاب كشف ويكيليكس يبدو أن هذا المفهوم ببساطة قد انهار.