خبر أمْن بلا رقابة برلمانية.. هآرتس

الساعة 11:36 ص|03 ديسمبر 2010

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: لم تعد لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تؤدي عملها على الوجه الصحيح في السنين الأخيرة وهو الرقابة على الجهاز العسكري والمساءلة والمحاسبة لهذا الجهاز - المصدر).

هل تنبه أحد الى أن لجنة الخارجية والأمن قد أصبحت كرة قدم سياسية؟ لا يوجد رئيس للجنة منذ عدة اسابيع ولهذا لا يحق لها أن تجتمع. يبدو أن زعيمي الحزبين الكبيرين، الليكود وكديما، غير مباليين بسؤال من يحل محل تساحي هنغبي رئيسا للجنة. ويبدو أن عندهما أمورا أهم يعالجانها.

ليس عجبا؛ لانه يمكن أن يؤثر في النفس أن ما كان في الماضي الجهة التي تراقب الجهاز العسكري – تبحث هنا وتدعو الى المحاسبة هناك، وتقدم التوصيات وتوجه الانتقاد – قد غرقت في نوم عميق في السنين الأخيرة. تلتقي اللجنة في الحقيقة على نحو دائم، ولاعضائها فرص الاصغاء للوزراء وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع، ويستطيعون بعد اللقاءات أن يُسربوا لوسائل الاعلام ما سمعوا. ومع ذلك أغفت الجهة التي واجبها أن تراقب الجهاز المسؤول عن الدفاع عن الدولة.

يعتقد أناس الذراع التنفيذية أن الوضع سليم كما يبدو. فهم على قناعة بأنهم يعلمون ما يفعلون، بمثابة "تستطيعون أن تثقوا بنا". كانت ايام، في فترة حكم حزب العمل، لم تكن فيها اللجنة أكثر من ختم مطاطي. وتغيرت الامور في أيار 1977. ففي الادارة آنذاك، التي كانت مؤلفة من لجان فرعية صغيرة، لم توجد زاوية أو صدع في الجهاز العسكري بقيا حصينين من الرقابة البرلمانية.

اذا كان الامر كذلك، فما الذي حدث في السنين الأخيرة؟.

إليكم على سبيل المثال قرار الحكومة على شراء وحدة طائرات اف 35 من الولايات المتحدة. هذا قرار خطير يتعلق بالمساعدة الامريكية مدة سنين كثيرة. هل تم بحث القرار في اللجنة؟ سيكون من يقولون انه لا حاجة لأن يُبحث في اللجنة إرادات سلاح الجو؛ لكن الامور ليست بسيطة جدا. يعتقد خبراء طيران كثيرون، أن الطائرات لا تلائم سلاح الجو الاسرائيلي وأن شراءها سيضيع امكانية شراء نظم بديلة ملائمة بنفس المبلغ من المال. لكن السؤال المركزي الذي ينبغي بحثه في اللجنة هو ما هي امكانات الشراء البديل من طائرات اف 35. كذلك ينبغي أن يُسأل هل يُحتاج الى اتخاذ القرار الآن، لان الطائرات أنفسها ستصل هنا بعد ست سنين فقط؟.

وثمة اسئلة اخرى: كيف سيؤثر دخول طائرات سوخوي 50 الى المنطقة، وهي طائرات تم تطويرها في روسيا ردا على طائرات اف 22 وتعتبر أكثر تطورا من طائرات اف 35؟ وأي تحدٍ ستكون لسلاح الجو في السنين الآتية؟ وما هي قدرة اسرائيل على تطوير طائرة حربية اسرائيلية؟ أما تزال توجد قدرة كهذه أم أن الحديث عن ذخر تقني واقتصادي مهدور؟.

لا شك في أن هذه القضايا تقتضي مباحثة. هل أجرى مهندسو الطيران في اسرائيل، ويُعد فريق منهم الأفضلين في العالم، مشاورات قبل اتخاذ القرار؟ يُدهشنا أن نعلم أن اللجنة تتجاهل ببساطة كل هذا وتثق بالحكومة أن تتخذ القرار الصحيح.

وما هو دور سلاح الجو في المواجهة في المستقبل التي سيكون فيها سكان اسرائيل جميعا كما قيل للجمهور، مُعرضين لهجوم آلاف الصواريخ، وستكون قواعد طيران الدولة مكشوفة؟ هل يمكن الاعتماد على الطائرات في هذه القواعد أن تواجه التهديد كما ينبغي؟ وأي وسائل الرد والمنع الاخرى تُقدّر الآن؟.

ما هو دور اللجنة حينما تُتخذ القرارات في هذه الشؤون؟ وأين كانت اللجنة في السنة الأخيرة، عندما كانت التوترات في أعلى مراحل سلم جهاز الأمن مكشوفة للجميع؟ هل كان لها تأثير سلبي في أمن اسرائيل؟.

أخذت تستطيل قائمة القضايا التي كان يجب على اللجنة أن تتدخل فيها. آثار الوضع الحالي هي أن حلقة مهمة في مسار اتخاذ القرارات لا تؤدي عملها في السنين الأخيرة. إن الابلاغ الدوري لممثلي الحكومة والجيش الاسرائيلي مرحلة اولى فقط في عمل اللجنة. وعندها أمور اخرى كثيرة تفعلها.

ينبغي ان نأمل أن يكون في الامكان عندما يُنتخب رئيس جديد أن يتم بجدية تناول السلطة التي أُعطيت للجنة: وهي أن تجعل الجهاز العسكري جهة مُعرضة للمحاسبة، وأن تبحث عميقا قضايا الأمن وأن تُسهم في أمن الدولة برقابة برلمانية مناسبة.