خبر القدس العربي في افتتاحيتها: مفاجآت إسماعيل هنية

الساعة 05:27 ص|02 ديسمبر 2010

القدس العربي في افتتاحيتها: مفاجآت إسماعيل هنية

 فلسطين اليوم-القدس العربي

فاجأنا السيد اسماعيل هنية رئيس حكومة حركة 'حماس' في قطاع غزة بتصريحاته التي ادلى بها يوم امس وجدد فيها موافقته على قيام دولة فلسطينية على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حزيران (يونيو) عام 1967، مثلما فاجأتنا اكثر تأكيداته لمجموعة من الصحافيين الاجانب الذين زاروا قطاع غزة، ان حركة المقاومة الاسلامية ستقبل بعرض اي اتفاق تتوصل اليه السلطة في رام الله مع اسرائيل على استفتاء شعبي، وستلتزم بنتائجه حتى لو جاءت متعارضة مع قناعات حماس السياسية.

تضيف الصحيفة: مصدر المفاجأة هو توقيت صدور هذه التصريحات، والرسالة المراد توصيلها من خلالها، وما يمكن ان يترتب عليها من انعكاسات سلبية على الحركة نفسها التي ينطق باسمها السيد هنية.

وحسب القدس العربي، فإنها ليست المرة الاولى التي توافق فيها 'حماس' على قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس على الاراضي المحتلة عام 1967، ولكنها المرة الاولى التي تقبل فيها الحركة بإجراء استفتاء حول اي اتفاق تتوصل اليه سلطة رام الله.

فالسيد هنية لم يذكر ان هذه الدولة ستكون في اطار 'الهدنة' التي تعرضها حركة 'حماس' على الاسرائيليين والمحددة بفترة زمنية محددة اي عشرين او اربعين عاما، كما انه لم يؤكد على طرح حركته الذي يقول بتحرير الاراضي الفلسطينية من البحر الى النهر، اللهم الا اذا كانت الاخبار التي وزعتها وكالات الانباء الغربية جاءت مجتزأة، وهذا ممكن على اي حال.

والأهم من ذلك-حسب الصحيفة- هو ثقة السيد هنية المطلقة بالسلطة في رام الله في التوصل الى اتفاق مرض للشعب الفلسطيني من خلال اسلوبها التفاوضي اولا، وعرض هذا الاتفاق على الشعب الفلسطيني في استفتاء شعبي نزيه. ثم اي شعب فلسطيني سيشارك في هذا الاستفتاء، هل هو الجزء المقيم منه في الضفة والقطاع فقط، ام المقيمون في المنافي ايضا ويمثلون النسبة الاكبر اي ما يعادل الثلثين؟ ثم ما هي آليات الاستفتاء في الحالة الثانية؟

تصريحات السيد هنية جاءت في زمن توقفت فيه المفاوضات، وانهارت العملية التفاوضية بالكامل، وتبخر حل الدولتين، وتراجعت الولايات المتحدة راعية العملية السلمية عن اي ضغط على حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف، بعد ان قوبلت جميع اغراءاتها وحوافزها واستجداءاتها بتجميد الاستيطان بالرفض المهين.

وتساءلت الصحيفة، لا نعرف لماذا يتعجل السيد هنية وحركته بتقديم مثل هذه 'المرونة' في المكان الخطأ، ودون ان يطلب أحد ذلك، فهل هي رسالة للولايات المتحدة لفتح حوار مع الحركة، واعتمادها كخيار بديل للسلطة؟ ثم ما هو الفرق بين حركة 'حماس' والسلطة في هذه الحالة؟

وختمت القدس العربي افتتاحيتها بالقول، ندرك صعوبة الاوضاع في قطاع غزة في ظل الحصار الخانق، مثلما ندرك التهديدات الاسرائيلية المستمرة باجتياح القطاع، ولكننا نعتقد ان هذه 'المرونة' ربما تعطي نتائج عكسية على الحركة وتأييدها في الشارع الفلسطيني، حتى لو كانت من قبيل التكتيك والمناورة السياسية.