خبر لن نتخلى عن سلب الشرعية- هآرتس

الساعة 09:08 ص|29 نوفمبر 2010

لن نتخلى عن سلب الشرعية- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: يتعلل الاسرائيليون بازدياد سلب الدولة العبرية شرعيتها في العالم لتنفيذ مآربهم وأفاعيلهم التي تخالف القانون الدولي وتزيد في عدم الشرعية دون نظر الى انتقاد العالم - المصدر).

        تقع دولة اسرائيل تحت تهديد سلب الشرعية "الذي لا يقل إقلاقا عن حماس وحزب الله" – هذا خطاب اهود باراك في الاسبوع الماضي. "ينبغي وقف محاولات أعدائنا والضالين الذين ينساقون وراءهم لسلب الدولة اليهودية شرعيتها" – حذّر قبل ثلاثة اسابيع بنيامين نتنياهو ردا على صيحات احتجاج من نشطاء سلام في المؤتمر اليهودي في نيو اورليانز. "اذا استمر سلب الشرعية فسيكون عقبة للسلام"، قال مؤخرا نائب وزير الخارجية داني ايلون وأضاف قائلا: "نواجه أعداء مُحكمين يعملون بسبل شتى لاساءة سمعة اسرائيل". كلمات كالصواريخ، وساعة طواريء، واهدأوا لأننا نطلق النار.

        إن النظر في "المرشد"، الذي تعرضه وزارة الاعلام والشتات على الاسرائيليين عند أبواب الخروج من البلاد، يعزز الارتياب في أن تضخم تعبير "سلب الشرعية" (سموه ذات مرة مجرد "معاداة السامية") ليس تعبيرا عرضيا. "كم مرة عرض لك أن تلقى معلومات عُرضت عن اسرائيل وكانت بعيدة من أن تكون واقعية؟" يُسأل السائح – السفير قبل أن يُطلب اليه "المشاركة في تغيير صورة دولة اسرائيل". وتُذكره كراسة "ندعو لاسرائيل" بتواريخ الحروب (وفيها "سلامة الجليل") والانتصارات (وفيها فوز مكابي تل ابيب بكأس اوروبا)، وبوفود المساعدة واختراع قرص – "أون – كي".

        لا توجد ثمة كلمة واحدة عن مؤتمر مدريد، الذي مهد الطريق للتفاوض المباشر في السلام وعلاقات دبلوماسية بدول كثيرة مهمة كالصين. ولا اشارة الى أن اتفاق اوسلو فتح لاسرائيل أبوابا في الدول العربية، ولا ذِكر للسلام مع الاردن الذي هو زيادة على اتفاق اوسلو. ولا شيء عن مبادرة السلام العربية التي ما زالت تنتظر ردا اسرائيليا. ولا تُبين وزارة الاعلام ان الاتحاد الاوروبي قرر تطوير العلاقات، وتجميد المسيرة في أعقاب الازمة حول الهجوم على سفينة مرمرة.

        تسخن اسرائيل في ضوء سلب الشرعية. لن تسمح بتلويث إناء الزيت الذي لا ينفد هذا بأي رمز للشرعية. فأسهل من ذلك كثيرا رفع الاصبع الوسطى للعالم الذي يُضادك كله. اذا قلنا ما يكفي من المرات "سلب الشرعية"، فان الجمهور سيؤمن بأنه لا علاقة بين ما تقول الأمم وما يفعل اليهود.

        اذا قُضي علينا أن نكون غير شرعيين في العالم الذي كله ضد لنا – فيمكن أن نرمي الناس من بيوتهم في الشيخ جراح، وأن نسيطر على سلوان وأن نبني في المستوطنات والبؤر الاستيطانية. واذا كانوا في اوروبا يصادرون الخضراوات من اسرائيل بسبب كراهية اسرائيل – فانه يمكن اليوم أن نُجيز في الكنيست قانون لجان القبول وأن نزعزع أركان الديمقراطية ألا وهي الحق في المساواة والحرية والملكية. اذا أعطوا فسيأخذون؛ اذا أعطونا سلب الشرعية فسيأخذون قانون الجنسية.

        وكما يمكن ان يكون للفصاميين أعداء فان لاسرائيل اعداء لا يُسلمون لوجودها. لكن اليد الخفيفة على سلب الشرعية تجعله سيفا ذا حدّين؛ فعندما يمد وزير الدفاع خطا مستقيما بين سلب الشرعية وبين حماس وحزب الله، فان هناك اشخاصا سيفهمون من كلامه ان الاسرائيلي الذي يكشف عن اقامة بؤرة استيطانية، أو ينتقد الاستعمال المفرط للقوة في "الرصاص المصبوب"، يتعاون مع اسوأ أعدائنا. ومن هنا تقصر الطريق نحو سن قانون ثعباني لتحديد حرية تعبير أناس الجامعات ومنظمات حقوق الانسان وتهديد مصدر عيش الفنانين، فهذه ساعة طواريء لاسرائيل.

 شكا إلي دبلوماسي اسرائيلي رفيع المستوى في اوروبا أن أصحاب أعمدة صحفية وأدباء يساريين يزودون في هذه الساعة الصعبة كارهي اسرائيل بالسلاح ويُفسدون جهود دعاية السفارة. ومن هنا تقصر الطريق الى الدعوة المقلقة لمقدم البرامج في التلفاز والمذياع يعقوب احيمئير لرفاقه الصحفيين أن يحموا اسرائيل من "صنوف العيّابين الذين يحاولون ضعضعة الشرعية". اقترح الفائز بجائزة "مفعال حاييم" لرابطة الصحفيين في تل ابيب جعل مكافحة سلب الشرعية احدى مهام "الصحافة الوطنية".

اجل، يجب ألا نستخف بسلب الشرعية الطاغي لاسرائيل في دول البحر. وبدل أن نركب على ذلك وأن نندب ونتهم المبعوثين، يحسن أن يُغير الربابين اتجاه السفينة. وكما قال عقبيا بن مهليلل: "أفعالك تُقربك وأفعالك تُبعدك".