خبر يوجد (القليل) من الجديد تحت الشمس- هآرتس

الساعة 09:07 ص|29 نوفمبر 2010

يوجد (القليل) من الجديد تحت الشمس- هآرتس

بقلم: أمير اورن

(المضمون: لا يوجد في الوثائق السرية التي كشف عنها موقع "ويكيليكس" مواد كثيرة تثير العناية والاهتمام - المصدر).

اعتادت نكتة قديمة لكنها واقعية لدبلوماسيين امريكيين يخدمون في اسرائيل اثبات الفرق بين قواعد لعب الصحف في واشنطن وفي القدس: فثمة إرشادات للاقتباس واخرى للنسبة، ونوع آخر للخلفية فقط ونوع آخر – لخلفية "عميقة"، لا يجوز حتى استعمال موادها في توقيع المكتوب، أما هنا، فكل اولئك موجود لكن الستار بينها يُزال في غضون اسبوعين.

        الى أمس اعتادت وزارة الخارجية الامريكية أن تنشر مجلدات وثائقها بعد عشرات السنين. بلغت هذه المجلدات حتى الآن ادارتي نيكسون وفورد في السبعينيات. إن ما فعله موقع "ويكيليكس" هو في الحقيقة خصخصة للمجلدات، وبدل أن يكون ذلك بعد 35 سنة فقد أصبح بعد 35 دقيقة أو 35 اسبوعا على الأكثر.

        كان في البرقيات القديمة تلك احيانا جواهر ولا سيما في فترات ولاية اشخاص حاذقين مثل هنري كيسنجر. وكان هناك في الأكثر رماد – فلا يقف وراء كل برقية شخص لامع. وكذلك ايضا في الوثائق الجديدة، بقدر ما يمكن أن نحكم من القليل الذي طُرح أمس بملعقة صغيرة من الكومة الكبيرة. يوجد الكثير جدا من التفاصيل الجديدة ولا يوجد الكثير من التغيير في الصورة الكبيرة المعروفة اذا استثنينا ربما زلّة لسان في شأن التجميع الاستخباري في اسرائيل – ما هو رقم الهاتف (للتنصت) وكيف يقررون عملية للجيش الاسرائيلي (من اجل الاحباط).

        أحد اسباب ذلك مصدر الوثائق وغايتها أي وزارة الخارجية الامريكية. لقد هبطت عن عظمتها منذ زمن. لا يوجد اسرائيلي واحد من مائة يعلم أن كيننغ هام لم يكن اسم آخر مندوب سامٍ للانتداب البريطاني فقط بل من يتولى اليوم السفارة الامريكية في تل ابيب. ليس مهما، والسفارة التي يديرها ليست مهمة لعلاقات الدولتين (وكذلك ايضا سفارة اسرائيل في واشنطن). فالعلاقات المهمة تجري بين الرئيس الامريكي ومساعديه وبين رئيس الحكومة ومبعوثيه، وفي القنوات السرية للجهات الاستخبارية والأمنية ايضا. ما زالت المادة المخبوءة عما يجري في هذه القنوات لم تُسرب الى الآن؛ ربما في الاسبوع القادم.

        إن من توقع أن يرى تحت تصنيف "سري" كشوفا مدوّية في الحقيقة، خاب أمله. ففي حالات كثيرة تبدو لقاءات الموظفين الامريكيين مع نظرائهم الاسرائيليين، وفيها لقاءات رئيس الموساد مئير دغان ورئيس "أمان" عاموس يادلين مثل حفل صحفي. اسرائيل تخاف الذرة الايرانية. وبجدية. فشلت الاستخبارات الروسية: فلم تكشف عن البرنامج الذري السوري الذي قصفته اسرائيل في ايلول 2007. هذا أكثر إثارة للاهتمام لكنه ليس مصيريا.

        تجري الاستعدادات للعمليات بعيدا عن اللقاءات التي تُبلغ عنها برقيات وزارة الخارجية الامريكية. في نهاية آب 2007 التقى دغان مع وليام بارنس، نائب كونداليزا رايس. تحدثا عن سوريا ايضا لكنهما لم يتحدثا عن المنشأة الذرية التي كانت ستقصف بعد ايام قليلة. وقبل اشهر من ذلك، قُبيل زيارة رايس، طلبت اليها السفارة أن تداعب على نحو حسن وزير الدفاع عمير بيرتس ونائبه افرايم سنيه، لمساعدتهم في التغلب على المعارضة العنيدة للجيش الاسرائيلي لإزالة الحواجز في المناطق. "المستوى المدني هو المستوى المدني والمستوى العسكري هو المستوى العسكري ولن يلتقيا أبدا". وكأن السفارة تُحدث ما قال "كيبلينغ" (روائي وشاعر انجليزي مشهور – المترجم) عن الشرق في مواجهة الغرب.

        في الحاصل العام، هذه مادة تثير اهتمام مُحبي الوثائق السرية، لكنها بعيدة عن السطور الساحقة وشتائم نيكسون في الشرائط المسجلة وكيسنجر في البرقيات. كان يمكن الانتظار سنين اخرى بعد؛ فالتخيل أكثر إثارة من الواقع.