خبر ممثل « الجهاد » في طهران: العدو متخوف من أي حرب قادمة بسبب فشله في حروبه السابقة

الساعة 09:01 م|28 نوفمبر 2010

ممثل "الجهاد" في طهران: العدو متخوف من أي حرب قادمة بسبب فشله في حروبه السابقة

 

فلسطين اليوم- الاستقلال

أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف، على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية أمر واجب شرعا ومقدس يجب الحرص عليه، محذرا من خطر استمرار الانقسام وحالة التيه التي تعيشها قيادة السلطة الفلسطينية، ومن التآمر العربي الرسمي لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.

وطالب أبو شريف في حوار مع صحيفة "الاستقلال" بضرورة وضع أرضية واضحة للمصالحة، وبرنامج سياسي ونضالي مقاوم ومشترك لمواجهة الاحتلال، إضافة إلى إعادة بناء مؤسسات الشعب الفلسطيني على أسس صحيحة، مشيرا إلى أن المنقسمون في الساحة الفلسطينية بعيدون جدا عن المصالحة. مشددا على أن معيار الصدق في ملف المصالحة هو التوافق على برنامج مشترك يجب أن يكون قائما على مواجهة المحتل لا استجدائه".

ودعا أبو شريف إلى ضرورة طرح مشروع بديل لمواجهة العدو الصهيوني ووضع آليات التعامل مع الاحتلال بعد مراجعة ملف المفاوضات الذي لم يؤد إلا إلى ضياع الحقوق ومضاعفة الاستيطان ومواصلة التهويد والعنصرية والاعتداء على المقدسات والبشر والحجر وكل ما هو فلسطيني.

المفاوضات والضمانات!!

وفيما يتعلق بالمفاوضات والضمانات الأمنية الأمريكية للكيان الصهيوني، قال أبو شريف: "إن المفاوضات هي لإعطاء الكيان مزيدا من الوقت للعيش ولتحقيق انتصارات صغيرة بعد فشله في تحقيق انتصارات كبرى، وتقوقعها حول نفسها وانحسارها وراء الجدر"، معربا عن أسفه لكون الفلسطينيين أدوات للاحتلال في تحقيق هذه الانتصارات الصغيرة بدلا من مواجهتها. وقال: "للأسف المفاوض الفلسطيني يتفاوض على الحقوق ولا يفاوض من أجل تحصيل الحقوق".

 

وأردف قائلا: "إنني لا أثق بالفريق المفاوض، الذي سيلعق تصريحاته بعدما يعقد مجلس "الإفتاء العربي" جلسته ويعطي الفتوى لأبي مازن للذهاب إلى تلك المفاوضات التي أثبتت التجربة أنها لن تحقق أي شيء ايجابي في صالح الفلسطينيين". واصفا النظام العربي الرسمي بالمعاق، وسبب كل المصائب التي تعيشها الأمة. مضيفا: "أبشرهم بصفعة جديدة كما في كل مرة والكاسب الوحيد هو العدو".

مستقبل حروب

وحول تضخيم وتهويل الاحتلال الصهيوني لقوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، علّق أبو شريف بالقول: "هذا جزء من عملية التحضير لعدوان جديد على غزة".

مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المحتل الصهيوني الآن في مأزق كبير، فهو لا يريد "السلام" من جهة ولا يريد أن يقدم أي شيء للطرف المفاوض من جهة أخرى".

وبيّن أن الكيان الصهيوني يعد الآن حروبا على جبهات متعددة في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران، والتي أخطرها ما يواجهه الكيان الصهيوني في شمال فلسطين من طرف حزب الله، وثانيها جبهة قطاع غزة. مشيرا إلى أن الكيان يجهز نفسه لعدوان جديد على قطاع غزة ويريد أن يهيئ الأجواء والمناخ الملائم لها. مضيفا: "الكيان الصهيوني إلى هذه اللحظة متخوف من أي حرب قادمة بسبب فشله في حروبها السابقة؛ لذا فهي تنتظر الوقت الملائم".

وحول استعدادات المقاومة للرد على أي عدوان صهيوني جديد، أوضح أبو شريف أن المقاومة زادت من درجة استعدادها لأي حرب محتملة على قطاع غزة وتملك إمكانات أفضل مما كانت عليه أثناء العدوان السابق إلى جانب إرادة صمود لا تملكها أمم.

وطالب ممثل الجهاد في طهران بضرورة الرد على أي عدوان صهيوني حتى لا يتجرأ العدو على استهداف المواطنين ليل نهار، مضيفا: "التهدئة مع العدو يجب ألا تستمر، ويجب التفكير بحل بديل".

مواجهة عسكرية

وفي شأن تواصل المساعي الصهيونية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، أوضح أبو شريف أن الحرب على إيران لم تتوقف، ولكن تمارسها دول أخرى عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية عليها، مشيرا إلى أن إيران دولة كبيرة ومقتدرة واستطاعت أن تحول الحصار المضروب عليها إلى قوة كبيرة، حيث امتلكت عبر هذا الحصار ناصية التكنولوجيا والمعرفة وزادت من اعتمادها على ذاتها.

وتابع: "إن هذا الأمر يجعلنا مطمئنين حتى في حالة حصول مواجهة عسكرية أيضا، وكذلك الأمر عند سوريا، فهي عازمة أيضا على المواجهة في حال حصل أي اعتداء عليها كما أكد وزير خارجيتها".

وذكر أبو شريف أن رسالة إيران عبر تطوير قدراتها العسكرية ليست موجهة ضد دول الجوار كما يحاول أن يروج البعض، بل هي دائما رسائل طمأنة إلى الدول العربية المجاورة تتكرر على لسان المسئولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين، "وفي المقابل هي رسائل سياسية لأعداء الجمهورية الإسلامية وكل من يحاول أن يعبث معها وخاصة الكيان الصهيوني الذي يهدد بضرب المنشآت النووية الإيرانية".

وأكد أبو شريف أن إيران لن تترد ثانية واحدة في الرد على أي اعتداء يوجه إليها وهي تعلن جهوزيتها لمثل هذا الخيار، وتطور قدراتها الذاتية، وهي في أغلبها دفاعية وليست هجومية لتدافع عن أراضيها.

 

 

 

معتبرا أنه بإمكان الكيان الصهيوني أن تورط الغرب -وأمريكا تحديدا- في حرب على الجمهورية الإسلامية، "لكن لا أحد يمكن أن يعرف تطورات هذه الحرب وكيف ستنتهي"، مشيرا إلى أن إيران لديها من نقاط القوة ما يجعل أعداءها مترددين حتى اللحظة لتوجيه ضربة عسكرية لها. وأردف: "ضرب إيران يعني وضع المنطقة فوق برميل بارود، وكما يعرف الجميع هذه المنطقة منطقة مصالح إستراتيجية وخاصة فيما يتعلق بالنفط؛ لذلك لن يقدم أحد على مثل هذه التجربة، أما الكيان فهو يحرض على ذلك، ولا يمكن أن يقوم بهذا العمل لوحده، لذلك هو يريد جر غيره لمثل تلك الحرب".

وأشاد أبو شريف بالدور الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية سياسيا وماديا، مشيرا إلى أنها ما زالت على هذا النهج بل باتت أكثر وضوحا في عدائها للكيان الصهيوني.

نصر المقاومة

وبالنسبة للوضع الداخلي اللبناني ومساعي العدو لإحداث فتنة طائفية تتهدد هذا البلد العربي، قال أبو شريف: "إن الوضع في لبنان خطير، وخطر الفتنة الداخلية موجود، ولكن حزب الله يتمتع بأعلى درجات الحرص واليقظة لما يخطط له، ولن ينزلق إلى حرب أهلية، وكما قال السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بأن الفصل الخامس سينتهي بإذن الله بنصر للمقاومة".

وأضاف: "الكيان هو من قتل الحريري لإخراج سوريا من لبنان وضرب المقاومة، وما زال هذا المسلسل مستمرا حتى الآن، لكن حزب الله كما عودنا بإبداعاته سوف يخرج منتصرا من هذه المواجهة".

واعتبر أن المجتمع الدولي "كذبة كبيرة" وهو مؤسسة تعمل لمصلحة المخابرات الأمريكية لتحقيق أهداف سياسية ترغب فيها، والموساد الصهيوني موظف لأغراض لا علاقة لها بالمواثيق الدولية.