خبر مبارك يقترب من الله -هآرتس

الساعة 09:32 ص|28 نوفمبر 2010

مبارك يقترب من الله -هآرتس

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: السؤال ليس فقط اذا كان الحزب الديمقراطي سينتصر – فهو سينتصر، وليس اذا كانت المعارضة العلمانية ستخسر – فهي ستخسر. الاخوان المسلمون لن يحتلوا البرلمان. الامر الهام هذه المرة سيكون الميل" - المصدر).

        عدد المعتقلين بين الاخوان المسلمين في مصر ارتفع هذا الاسبوع الى نحو 1.300 شخص. نحو 30 شرطيا مصريا اصيبوا في اثناء الاحتفالات والاشتباكات، ولم تقل بعد الكلمة الاخيرة. قبل يومين من الانتخابات البرلمانية التي ستعقد يوم الاحد، يحاول حزب السلطة الا يدع شيئا للصدفة. شطب ترشيح المعارضين بمعاذير غامضة، عبر رفض السماح للمراقبين الاجانب بالتواجد قرب صناديق الاقتراع وحتى اغلاق محطات تلفزيونية تبث برامج دينية واعتقال وتهديد صحفيين يعتبرون معارضي السلطة. مؤخرا تبنت السلطة أيضا شعارا جديدا "الاسلام هو ديني ودينك". بمعنى: لا يوجد لاي حركة احتكار على الدين، كوزن مضاد لشعار الاخوان المسلمين – "الاسلام هو الحل".

        اذا ما حاكمنا الامور حسب دعاية الحزب الوطني الديمقراطي، حزب السلطة، يمكن الاعتقاد بانه في لحظة ما اصبح حزبا دينيا. "الله معكم"، "الله اعطاكم النصر في معركة بدر"، "الله الحارس الامين" – هذه فقط بعض من الشعارات التي ينشرها متنافسو حزب السلطة، ولا سيما في الاحياء الدينية للقاهرة وللقرى الجنوبية المحافظة.

        في الاسبوع الماضي ظهر الواعظ الديني الشعبي، عمرو خالد، امام 5 الاف مواطن دعاهم اتحاد التنمية في الاسكندرية الذي يقف على رأسه وزير التنمية محمد عبدالسلام محجوب. وما كان لهذا الظهور أن يثير التفاؤل لولا حقيقة أن الداعية يمكث منذ ثماني سنوات خارج مصر بعد ممارسة الضغوط عليه من النظام المصري.

        حزب السلطة هو ايضا ملزم بان يظهر كمن لا يهجر الدين. قواعد اللعب في السياسة الدينية واضحة له بقدر لا تقل عما هي واضحة للاخوان المسلمين. مشكلة السلطة هي ان الاخوان المسلمين حتى اكثر من الاحزاب المعارضة من اليسار يمثلون لب الضائقة المصرية: الفقر، ارتفاع الاسعار، اجر عمل منخفض وبطالة. وبينما النخبة المثقفة والمعارضة العلمانية يتحدثون عن حقوق الانسان، حرية التعبير والاصلاحات الديمقراطية ويعارضون توريث السلطة لجمال مبارك، ابن الرئيس، فان الاخوان يطرحون على جدول الاعمال مواضيع جودة البيئة، الاجر النزيه للعاملين وقضايا الفساد الى جانب المطالبة بالاصلاح الدستوري. وهكذا فانهم يجتهدون لتشويش الفارق بينهم وبين الاحزاب الاخرى. الحكومة المصرية ردت على ادعاءات المعارضة بالخطوات التقليدية. فقد اعتقلت النشطاء ودفعت للفقراء دعما حكوميا للمنتجات الاساسية. وزير التجارة والصناعة، رشيد محمد رشيد، قال ان مصر ستزيد ميزانية الدعم الحكومي من 13.6 مليار جنيه مصري (نحو 8.6 مليار شيكل)، في السنة الى 13.8 مليار (نحو 8.8 مليار شيكل).

        نظرية الارقام الكبرى لا تعني الجمهور الكبير. عندما تكون اسعار اللحم، الدقيق والسكر ترتفع، وعندما تبلغ الاجور الدنيا نحو 130 دولار في الشهر (نحو 475 شيكل) ومعدل الفقراء يصل الى نحو 22 في المائة من عموم السكان، نحو 15 مليون نسمة، مشكوك أن تؤدي اقوال وزير الصناعة الى جلب المزيد من الاصوات الى الحزب. مظاهرات لجان العمال في القطاعات المختلفة، الانتقاد في الصحافة المعارضة لاسعار البضائع وجودتها، تدل على أنه قبل الافق السياسي يطالب الجمهور بافق اقتصادي.

        مع أن هذه الانتخابات تطرح مرة اخرى مشاكل قديمة، وان النتائج معروفة الى هذا الحد او ذاك مسبقا، الا ان ثمة لهذه الانتخابات اهمية مميزة. فهي ستشكل "انتخابات تسخين" قبيل الانتخابات الاهم حقا، الانتخابات للرئاسة التي ستعقد في السنة القادمة. السؤال ليس فقط اذا كان الحزب الديمقراطي سينتصر – فهو سينتصر، وليس اذا كانت المعارضة العلمانية ستخسر – فهي ستخسر. الاخوان المسلمون لن يحتلوا البرلمان. الامر الهام هذه المرة سيكون الميل"، قال هذا الاسبوع لـ "هآرتس" صحفي مصري يكتب عن السياسة المصرية في احدى صحف المعارضة. حركة الاخوان المسلمين، ذات النشاط المحظور حسب القانون وهي لا يمكنها أن تقيم حزبا سياسيا، تبعث بمندوبيها كمرشحين مستقلين.

        في الانتخابات السابقة في 2005 حظيت بعدد كبير من المقاعد – 88 من اصل 454 مقعدا. في الانتخابات التي جرت قبل ذلك كان لها 17 مقعدا فقط. هل ستنجح في أن تدخل الى البرلمان مندوبين آخرين عنها أم ان قوتها ستنخفض؟ هل حزب السلطة، الذي حظي بـ 311 مقعدا (مائة اقل تقريبا من عدد مقاعده في العام 2000)، سيواصل التقلص الى أن يفقد الاغلبية اللازمة للتغيير الدستور ام انه سينتعش هذه المرة؟ "النتائج النسبية هذه، وليست المعطيات المطلقة ستؤثر على قدرة المعارضة على التحدي الحقيقي في المنتخبات للرئاسة"، يشرح المحلل المصري.

        وهكذا، مثلا، اذا اظهر الاخوان المسلمون القوة فبوسعهم أن يملوا الشروط على كل مرشح يرغب في التنافس على الرئاسة. اذا كان هذا محمد البرادعي فسيتعين عليه أن يجد قاسما مشتركا مع الحركة، التي لا تمثل قيم الليبرالية ولكن بدونها لا يمكنه أن يفوز. اذا كان هذا جمال مبارك، فسيكون بوسع الحركة أن تحاول الحصول على مكانة رسمية كشرط لتجنيد الجمهور لتأييده. في مصر تنتشر منذ الان تخمينات بانه بعد الانتخابات كفيل حزب السلطة أن يغير سياسته تجاه الاخوان المسلمين بل وان يمنحهم غطاءا دائما من اعضاء البرلمان وبالتالي عمليا الاعتراف بهم، شرط الا يؤيدون البرادعي.

        كل ذلك حين لا يكون واضحا بعد من سيكون المرشح عن حزب السلطة. هل مبارك الاب سيتنافس لولاية اخرى ام أن جمال ابنه هو الذي سيتنافس؟ كلاهما يمتنعان عن قول كلمة واضحة، على الاقل حتى يوم الاثنين القريب القادم. بعده تبدأ عمليا حملة الانتخابات الحقيقية.