خبر معسكر مفتوح- يديعوت

الساعة 09:29 ص|28 نوفمبر 2010

معسكر مفتوح- يديعوت

افريقيا كبيرة علينا

بقلم: سمدار بيري

يسمى دين، ونقرر بانه حصين، عيونه طيبة، مسلم ابن 28 في الحد الاقصى 35. لديه في السودان او في ارتيريا امرأة وطفلان – ثلاثة اطفال، ابوان، أخوان وكتيبة من أبناء العمومة. لا جدال في أن حياته بائسة. لا رزق له، لا أمل له. في لحظة واحدة كفيلون بان يبيعوه الى العبودية، وان يلقوا به هكذا في محطة شرطة، يضربوه، يعذبوه، يغتصبون زوجته، شقيقته او بناته.

ذات يوم يسمع دين في قصتنا بانه يوجد مسار أمل في تغيير حياته. أحد ما يوصيه بان يترك كل شيء وان يفر الى اسرائيل. أحقا؟ فهو لا يعرف بالضبط من نحن، ولكن بسرعة شديدة يتعلم كيف يتم هذا، ومن هم رجال الاتصال، والى أين ينبغي الوصول وكم ستكلفه المغامرة.

 يجمع دين صرة صغيرة، يودع، وينطلق في رحلته. ليس مؤكدا أنه سينجو.

الحكومة ستبحث اليوم في خطة لاقامة "معسكر مكوث مفتوح" من أجل دين، وكل من يصلون بعده بطريقة صديق يجلب أكبر قدر من الاصدقاء. بل انهم حددوا منذ الان مكانا في هضبة النقب. ولكن كيفما نظرنا الى هذه الفكرة فاننا لان نخرج منها نورا للاغيار او طيبي النفس.

حسب التقارير، 1.300 بائس يجربون حظهم كل شهر. وحسب التعريفات القانونية، معظمهم ليسوا لاجئين. وهم لا ينجحون في الاثبات بان خطرا يحدق بحياتهم في بلدانهم الاصلية. هؤلاء هم بالاساس مجتازو حدود، باحثون عن عمل، متسللون، مساكين. الشائعة عن النزل مع وجبات ساخنة وملابس، وخدمات صحية، بل وحتى برامج تعليمية، ستشجع وتضاعف فقط موجة المهاجرين.

بلدات النقب سبق أن قالت ما لديها لتقوله، بالكلمات الاكثر حدة. وهم يرون المشاكل اساسا. وبالفعل، كم من الزمن يمكن ان يحتجز دين في قصتنا محبوسا في معسكر مفتوح؟ فقد جاء الينا كي يرتزق ويبعث بالمال الى دياره. ماذا سيحصل اذا ما مرض واضطر الى دخول المستشفى. من سيدفع؟ ما العمل بالاطفال؟ النساء الحوامل؟ ومن يقرر اقامة معسكر للمتسللين ينبغي له أن ينتظرهم قرب الحدود، وان يعد خطة استيعاب للمرحلة الاولى، ويفكر ماذا سيحصل في اللحظة التي يمتلىء فيها المعسكر حتى آخر مكان.

صحيح، مؤسسات الامم المتحدة تتابع القصص التي يتمزق لها القلب والتي تصدر عن افريقيا، ولكن لديهم تعريفات متشددة على مكانة اللاجئ. الامم المتحدة غير جاهزة ولا تعتزم ايجاد حلول لمتجاوزي الحدود. أنتم بنيتم لهم معسكرا، سيقولون لنا، فكلوا ما طبختم. لا احد سيأتي ليقترح أخذ مئات البؤساء في طائرة وانزالهم في بلاد اخرى. لا توجد دولة ساحرة تنتظر اللاجئين من افريقيا. لا توجد بلاد مستوعبة.

دين، في قصتنا سيبقى في المعسكر، شبعا ولكنه يائس. وعندما يعصف به السأم، سيحاول البحث عن عمل في احدى البلدات المحيطة. اذا ما وجد سيجلب رفاقه. واذا لم يجد فسيستدعي وسائل الاعلام. قصة كهذه تلتقط دوما عن نحو جيد، ونحن سنخرج منها أشرارا نبث الشر. استوعبنا، حرصنا، ساهمنا، ولكننا لم ننجح في جلب النور.

إذن معسكر مغلق غير ممكن، ومعسكر مفتوح لا ينجح. ولم نسدد بعد الديون للعملاء الفلسطينيين ولرجال جيش لبنان الجنوبي. ولم ننهي بعد الحرص على الاشخاص الذين سبق أن وصلوا الى هنا من افريقيا.

ما العمل؟ مع كل الصعوبة، مع الضمير الموجع، والقلب اليهودي المتفطر، وصدمة الكارثة – محظور ان نقيم مركز استيعاب للمتسللين. القلب اليهودي، وبالاساس قلب منظمات حقوق الانسان، يعمل ساعات اضافية في موضوع اللاجئين، ولكن ينبغي الان التنفس بعمق، والامساك بقوة بالبطن والتصويت ضد. يريدون الهروب؟ نأسف جدا، نحن لسنا في البيت.