خبر تل ابيب مقطوعة ومُتهربة من الخدمة العسكرية.. هآرتس

الساعة 11:28 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: يسرائيل هرئيل

(المضمون: نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية في تل ابيب أعلى نسبة في دولة اسرائيل ويرى الكاتب أن هذا ليس في مصلحة الدولة ولا مدينة تل ابيب - المصدر).

في عاصفة المعركة الملوثة على القيادة العامة للشرطة بقي القليل من المكان لنبأ مركزي، لا يثير الاهتمام كثيرا لكن من المؤكد أنه لا يقل عن ذلك أهمية، وهو أن نحوا من 50 في المائة من الرجال في أعمار 18 – 40 الملزمين بخدمة عسكرية نظامية واحتياطية، لا يخدمون. يُحذر رئيس قسم القوى البشرية، اللواء آفي زمير، من انه اذا استمر هذا التوجه فستكون نسبة المتهربين من الخدمة بعد عشر سنين نحوا من 60 في المائة. وتُقارب تل ابيب التي نشأ وتعلم فيها (في الدورة الاولى لمدرسة هرتسليا الداخلية) الياهو غولمب ودوف هوز، وهما من مؤسسي قوة الدفاع العبرية، تُقارب بني براك في نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية فيها.

تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية هو من الامور المشهورة. وكذلك وقاحتهم بأن تتم مكافأتهم عن ذلك ماديا. وهنا يتصاعد وينمو تهرب علماني من الخدمة العسكرية، وهو مؤيَّد بـ "رجال دين" ورُعاة "روحيين". وكما يجد الحريديون عقلانية "دينية" لاعفاء أنفسهم من واجب الدفاع عن شعبهم وبلدهم، كذلك الحريديون العلمانيون – وفيهم ممثلون، وسينمائيون واكاديميون – الذين يجدون ألف عقيدة وعقيدة لاعفاء أنفسهم من المسؤولية عن المجموع والتمتع هم ايضا – بعد أن صبوا جام غضبهم بالطبع على الطفيليين الحريديين – بسخاء الدولة، التي يعارض غير قليل منهم مجرد وجودها.

إن ثلاثة من سكان تل ابيب فقط، كتب في المدة الاخيرة عاموس هرئيل، يتولون اليوم قيادة سرايا. ويسكن المدينة العبرية الاولى أكثر من 400 ألف ساكن. وفي "بروخين" في السامرة وفيها أقل من 600 ساكن، يسكن ستة من قادة السرايا. وخمسة في "عليه" في بنيامين وعدد سكانها نحو من ألفين. كتب رام كوهين، وهو مدير المدرسة البلدية أ في تل ابيب، أن شبان المستوطنات "يرون الجيش أداة لاستمرار سيطرة اسرائيل على المناطق المحتلة". فلا عجب من أن نسبة المجندين للخدمة القتالية من مدرسة هذا المربي هي من النسب الدنيا حتى بالنسبة لما هو موجود في تل ابيب. والمدرسة الداخلية هرتسليا، التي ربّت محاربين وقادة كثيرين، منهم غابي اشكنازي، تتخلف وراء البلدية أ. لان لمديرها، زئيف دغاني، أجندة سياسية مشابهة (فقد عارض كما تذكرون، لقاءات الضباط للطلاب في المدرسة).

تعلم أكثر المتهربين من الخدمة العسكرية من بني براك والقدس وتل ابيب في مؤسسات ذات صيت. فاولئك في مدارس دينية من نوع ما. وهؤلاء في مدارس ما. وهذه هي النتائج. وبرغم انه يوجد في سن النضج تمرد الشباب بادي الرأي، فانه يتبيّن أن الطلاب يلتزمون الاطار كثيرا. والى ذلك فان البيئة الأوسع ولا سيما في مكان مثل تل ابيب، تبث جوا ما.

يفخر الجمهور المتدين القومي بالدافعية العالية عند شبان هذا الوسط. وهذا لا بأس به. وهم يشمتون بفشل تربية أوساط اخرى. وهذا توجه قيمي مرفوض. يجب أن نأسف لا أن نفرح. لا لأن كتفي هذا الوسط ليستا عريضتين بقدر كافٍ – ولن تكونا أبدا – لحمل جُل العبء الأمني. إن كل من يشعر بمسؤولية عن مستقبل الدولة يفترض أن يقلقه أن جزء من النخب القديمة – الحركات الكيبوتسية مثلا – غيّرت وجهتها، وأن أمن اسرائيل لم يعد، كما كان، في رأس اهتماماتها.

صحيح، إن تل ابيب في المكان الثالث والخمسين بين مدن اسرائيل في "درجة التجنيد" في قسم القوى البشرية (حتى إن رهط تتقدمها!). لكن الوضع مختلف تماما في مكابيم – راعوت – موديعين التي لا تختلف كثيرا من ناحية اجتماعية – اقتصادية عن تل ابيب. تقع المدرسة الثانوية التي يدرس فيها شبان هذه البلدات في المكان الاول بحسب عدد المجندين للوحدات القتالية وبلوغ مراكز القيادة. تليها هود هشارون، وبعدها مدينة يفنه. نستنتج من هنا أن ليست "علمانية" هذه الاماكن أو مستوى العيش العالي فيها هما اللذان يؤثران تأثيرا سيئا في الدافعية.

يجب على رون حولدائي أن يتدخل فيما يجري في مدينته في مجال التربية، ولا سيما في المدرسة الداخلية التي أدارها وبنجاح. فمدينته توحي – وليس عبثا انهم يسمونها "دولة تل ابيب" – بقدر من الانفصال عن احتياجات اسرائيل الوجودية. ليس هذا التوجه لمصلحة المدينة ولا لمصلحة الدولة.