خبر لا حياة بعد المعلم الاكبر .. معاريف

الساعة 11:26 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: روبيك روزنتال

(المضمون: من طبيعة رد شاس وزعيمها على ادعاءات رجلهم مسلم بضرورة العمل وليس تعليم التوراة ما يدل على ان لشاس لن تكون حياة بعد انصراف زعيمها عوفاديا يوسيف - المصدر).

قضية الحاخام مسلم، الذي سيكون مقاطعا ومضروبا من شاس في ظل الشتم والسباب، تلقي مرة اخرى بالاضواء على ظاهرة الحاخام عوفاديا يوسيف. يوسيف هو شخصية مأخوذة من عالم آخر، عالم الصلاحيات المطلقة. هذه الظاهرة ايضا، مثل ظواهر اخرى يشير اليها مسلم، غريبة على روح اليهودية. لليهودي المؤمن يوجد حاخامون، وهو يختار بينهم الحاخام الاقرب اليه كمصدر للصلاحيات. ظاهرة حاخام واحد يسيطر على منظومة هائلة هي ايضا دينية، تعليمية وسياسية على حد سواء اختفت من المشهد الديني الذي أصبح مختلطا، ملونا وبقدر ما أكثر ديمقراطية.

التعابير المتكررة تجاه الحاخام على نمط "عظيم الجيل"، "عملاق المفتين" وغيرها تدل على ثقافة تزلف ودناءة روح. واذا اضفنا الى ذلك التذمرات والشكاوى، على لسان مسلم ايضافي أن عوفاديا بشكل عام يسيطر عليه المتفرغون من حوله، تظهر صورة لا تبعث على الاحترام. كل هذا يطرح ايضا سؤالا كبير عن قدرة البقاء لدى شاس اذا ما وعندما سينصرف عوفادا من القيادة، وفقط ما يجري في بلاط عائلته يشهد على ذلك.

فضلا عن ثقافة السجون هذه ينبغي أن نقول باستقامة ان عوفاديا يوسيف لم ينجح في أن يحظى بالاحترام الذي يستحقه عظيم الجيل الى ما ابعد من البلاط الشرقي. ظهوره العلني يمثل علاقة تبسيطية، احادية الجانب بل ومتزمتة مع الواقع ومع كل من لا ينتمي الى معسكره. موقف عوفاديا يوسيف من مسائل الثقافة والمجتمع في اسرائيل، والان قضية مسلم لا تدل على مفتي يعيش الواقع الاسرائيلي، الديني والاقتصادي ويعقب عليه بل على من يتمترس في مواقف سبق أن نشأت عنها شروخات واسعة. موقف يوسيف من تعليم المواضيع التدريسية الاساسية ("هذه الترهات"، على حد وصفه) مخزٍ.

يوسيف لا يعقب على ادعاءات مسلم في أن اليهودية لم تشجع ابدا ثقافة تكون فيها الاغلبية الساحقة من الرجال يتعلمون ولا يشتغلون. فقد شجعت على التعلم والقراءة اللذين يترافقان مع الرزق والحرفة، وفي التلموذ يدور الحديث عن مدينة يوجد فيها "عشرة متبطلين" بمعنى: الذين يدرسون التوراة وغير مطالبين بالعمل وليس عن عشرة الاف. الحاخام يوسيف لميكن مطالبا علنا ولو لمرة واحدة بان يرد على الادعاء بان هناك أساسا غير اخلاقي بل وصارخ، في الالاف الكثيرة من الرجال الذين يعتمدون على طاولة الدولة أو الجمعيات الخيرية. وفي ذلك فانه ليس فقط لا يمثل تعليم التوارة كقيمة يمكن قبولها، فهمها وتقديرها بل يجعله أساسا سلبيا بل وغير اخلاقي.

جماعة الحاخام يوسيف وهو نفسه يمكنهم أن يواصلوا عرض مسلم كانسان يتزلف للعلمانيين او الادعاء بان "يئير لبيد ما كان يمكنه أن يقول ذلك على نحو افضل". ولكن مسلم جاء من داخلهم، وهو يتحدث عن أزمة حقيقية في معسكرهم، وعن تشويه نشأ في داخلهم. مسلم يلمس النقطة الاليمة: شاس بعد كل ما اجتازته وبعد كل نجاحها المدهش في أن تكون فما لليهود الشرقيين، فانها فرع للثقافة اليهودية الاصولية الاشكنازية – الليتوانية. لو كانت في شاس حكمة أجيال حقيقية، فان الحاخام يوسيف وحزبه كانا سيتبنيان مسلم في حضنهما، ويفتحان النقاش ويحترمان خلافات الرأي بينهم. وهكذا كانوا سيوضحون بان لشاس هوامش واسعة من التفكير عما يجري في المجتمع الاسرائيلي وداخل المعسكر المؤيد لهم وان لديهم حياة بعد المعلم الاكبر، في اليوم الذي لا يعود فيه قادرا على أن يقودها.