خبر السلام: من أجل الأمن.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:25 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: يهوشع سوبول

(المضمون: مثلما هي المواقع الاستيطانية لم تحمي اسرائيل من المواجهة التي فقد فيها حياتهم أكثر من 2.800 جندي اسرائيلي، هكذا نسمع الان حديثا لا لبس فيه من فم رئيس شعبة الاستخبارات المنصرف تدحض الادعاء الديماغوجي وكأن المستوطنات في الضفة الغربية تحمي وسط البلاد - المصدر).

رئيس شعبة الاستخبارات المنصرف اللواء عاموس يدلين وعدنا في احتفال اعتزاله منصبه بانه في المواجهة التالية ستصبح تل أبيب جبهة. كل من عيناه في رأسه وبعض العقل بين اذنيه يعرف أن هكذا سيكون الامر منذ زمن بعيد، ولكن خير ان نسمع الامور من فم رئيس شعبة الاستخبارات. خير سماعها من فمه، إذ يمكن الثقة بانه يقول الحقيقة دون أي محاولة لتجميلها.

والحقيقة الناشئة عن أقوال اللواء عاموس يدلين هي أن كل عشرات المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك ارئيل التي ضمت مؤخرا الى توقعات حالة الطقس، لا تحمي تل أبيب ولا تحمي بيتح تكفا وكفار سابا، او نتانيا والخضيرة. الحقيقة البسيطة، كما خرجت من فم رئيس شعبة الاستخبارات، هي ان كل المستوطنات في الضفة الغربية لا تحمي أي شيء في اسرائيل غربي الخط الاخضر، الذي أصبح في معظمه جدار فصل وبالطبع ايضا لا تحمي نفسها. في المواجهة القادمة مضمون لنا اذا ما فشلت مساعي السلام – تل أبيب وكل مدن البلاد وقراها ستكون جبهة، بما في ذلك مطار بن غوريون، وفي نفس الوقت سيضطر الجيش الاسرائيلي ايضا الى فرز القوات لحماية اولئك المواطنين الاسرائيليين الذين يعيشون شرقي الخط الاخضر والذين ادعوا بان بتواجدهم هناك يحمون مطار بن غوريون وتل أبيب.

***

كل هذا ليس جديدا، وهو ايضا لن يمنع الجوقات اليمينية من مواصلة اسماعنا النشيد الممزوج عن ارئيل التي تحمي تل أبيب وعن عمانويل التي تحمي الخضيرة. عندما زارت نوعامي شيمر، طاب ثراها، زارت مواقع قوات الشبيبة المقاتلة "الناحل" في سيناء عادت من هناك متأثرة باغنية جديدة في القلب. فقد رأت هناك الكثير من الامور الجميلة، مثل المجندة حافية القدمين التي تلقي بجدائلها على كتفيهاا. وفي الساحة كان الجنود يشوون سمكات كبيرة على الفحم. ولم ترى هناك بعد كل السارات والداليات والرينات تسرن ببطء ودلال. واذا لم يكن هذا بكافٍ، فقد رأت هناك أفعالا ساحرة – قصائد صغيرة على الرفوف وهذه هي كتب قصائد راحيل و "نجوم في الخارج" مثلما قبل سنة الف في الكيبوتس. باختصار، رأت هناك ثقافة. واذا لم يكن هذا بكاف فقد التقت هناك في الزاوية ببلاد اسرائيل القديمة، تلك التي مدت لها اليد كي تعطي – لا أن تأخذ.

شيء واحد لم تره المغنية العظيمة: لم ترى بان المواقع الاستيطانية الناحل في سيناء ومعها باقي المواقع الاستيطانية في بيتحات رفيح التي مدت للمغنية يدها "كي تعطي – لا أن تأخذ"، على حد قولها، أعطتهاحقا واعطتنا جميعا. كما أن حرب يوم الغفران التي ما كانت لتأتي الى العالم لو تمكنت غولدا من قبول عرض السادات لتسوية سلمية، بدلا من أن تقيم المواقع الاستيطانية في سيناء.

مثلما هي المواقع الاستيطانية لم تحمي اسرائيل من المواجهة التي فقد فيها حياتهم أكثر من 2.800 جندي اسرائيلي، هكذا نسمع الان حديثا لا لبس فيه من فم رئيس شعبة الاستخبارات المنصرف تدحض الادعاء الديماغوجي وكأن المستوطنات في الضفة الغربية تحمي وسط البلاد.

* * *

تذكروا هذه الاقوال. ولا سيما مهم للوزراء في حكومة اسرائيل، الذين يفترض بهم ان يصادقوا على استمرار تجميد البناء – التصويت الذي يعني منح فرصة ما لمواصلة محاولة انهاء النزاع بطرق سلمية – ان يتذكروا ذلك. رفض التجميد معناه جعل كل الدولة ضحية للحرب القادمة، التي لا يمكن لاي مستوطنة أن تنقذنا منها.