خبر نستحق أكثر.. يديعوت

الساعة 11:24 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان

(المضمون: حتى لو تبيّن أن بار ليف لم يغتصب المرأة التي قدمت الشكوى عليه فانه لم يعد ملائما لتولي منصب القائد العام للشرطة كما ترى الكاتبة - المصدر).

يبدو أن ايلي بومرانتس صديق جيد حقا للنقيب اوري بار ليف، وإلا فانه يصعب أن نفهم كيف تطوع للتلوي في مقعد من تُجرى معهم اللقاءات الصحفية، مرة بعد اخرى، في قنوات التلفاز المختلفة. وأمس مثلا في الآن نفسه ايضا. بيد أن هذا للأسف الشديد هو القول الايجابي الوحيد في كل ما يتعلق بهذه المقابلات الصحفية. لا بسبب بومرانتس بل بسبب صديقه. عندما انقضت أجوبته عن الاسئلة عن الجوانب الاخلاقية لسلوك المرشح للقيادة العامة للشرطة، سدد الصديق نظرة معذبة الى مُجري اللقاء. وقال في النهاية اذا كان هذا هو المقياس فمن أين نأتي بقائد عام للشرطة؟.

سؤال جيد، ولا يوجد ما نقول.

والحقيقة أن بومرانتس عرق عبثا أمس. لا يجب أن تكون عبقريا للتنبؤ بالغائب لتقول إن بار ليف لن يصبح القائد العام الآتي للشرطة. وبحق. لا أعلم أكان قبل القضية التي تفجرت متقدما في السباق، لكن المؤكد الآن انها أبعدته عن المسار. وكان بومرانتس أو صديق جيد آخر يحسن العمل لو كشف لبار ليف عن السر واقترح عليه أن يمضي الى البيت ايضا. كما فعل المدير العام التارك لعمله حجاي بيلغ بالضبط. توجد ايام لا يحسن فيها الخروج من البيت، والافضل عدم الخروج من السرير ايضا.

هذا محزن، لان بار ليف كان نوعا من الوعد، لكن لا يجب أن تكون بيوريتانيا تقيّا كي تعتقد انه يوجد أكثر من شيء غير ملائم في سلوكه. حتى لو كان ما حدث مع أ. بحسب وجهة نظره ليس أكثر من عدم فهم، وما حدث مع م. علاقة جنسية ثلاثية بالموافقة، وما كان مع ش. علاقة غرامية فقط، ومن يعلم ربما يُكشف عن امرأة اخرى في قائمته الـ ألف بائية.

لا يجب عليه أن يُلاعب أيتاما سودانيين في مركز استيعاب للاجئين أو أن يقرأ شعرا لامرأة عجوز عمياء في ملجأ عجزة كي نشعر بالارتياح له، لكنني لا أريد قائدا عاما للشرطة تكون هذه ثقافة فراغه، ومن المؤكد أنني لا أريد من يُنظم علاقات ثلاثية في ساعات العمل.

إن الفصل الذي يقوم به أنصاره بين الشخصي والمهني أمر مُتكلّف. حتى دون أن ندخل في تفصيلات الأحداث التي ما زال يُحقق فيها، ودون أن نتطرق الى نتائج الفحوص بآلة الكشف عن الكذب، التي نعلم جميعا انها قد تضللنا ايضا، ودون أن نتناول شخصيات من قدمن الشكاوى – يمكن أن نقول إن سلوك النقيب بار ليف يدل على عالم قيم اشكالي، نحن لا نستحق هذا.

كذلك زعم أنه يكمن وراء كل هذه القضية تآمر مخطط له موقوت لم يعد مقنعا، وقول إن هؤلاء النساء لسن سوى شخوص بلا رأي في ميدان القتال استهانة بذكائنا. لا يستوي هذا وما نعلمه عنهن، ولا يستوي ايضا وكلام بار ليف نفسه – الذي لا يُنكر اللقاءات لكنه يترجمها على نحو مختلف.

لسن هن اللاتي يبحثن عنه بل هو الذي ضاع. ولا يمكن أن ننهي دون أن نعود الى بومرانتس الصديق المخلص. تنهد في نهاية اللقاءات وقد رأى أن بار ليف قد أدى عمله على نحو ممتاز مع تلك المعايير إذ كان قائدا لدفدفان وقائدا لـ "جدعونيم" (وحدة المستعربين في الشرطة)، وقائد الشرطة الخاصة في القدس ورئيس الشعبة الاستخبارية وقائد المنطقة الجنوبية.

برغم أن السجل مذهل جدا، وبرغم أن الرجل بحسب ما يقول مُقدّروه محارب مجيد، النظر الدقيق في تفاصيل القضية يكشف عن أن النقيب بار ليف أهمل جمع المعلومات الاستخبارية، ووسخ في التنفيذ وخلّف سبيلا بارزا من آثار الأقدام.