خبر جفعاتي التي تحت المصباح .. هآرتس

الساعة 11:18 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: عميره هاس

(المضمون: المجتمع الاسرائيلي في أكثره غير معني بتحقيق الحالات التي قُتل فيها فلسطينيون مدنيون في الحرب الاخيرة على غزة - المصدر).

يستحق جنود جفعاتي الذين حوكموا بسبب "اجراء الطفل" وأُدينوا، أن يشعروا بأنهم ضحايا. لكن لماذا لا يشعرون بالفخر الوطني؟ بتأثيمهم أمروا برئاسة الاركان ليوآف غالنت وبالحصانة القضائية للمستوى السياسي وعلى رأسه اهود اولمرت واهود باراك.

في الحاصل لوالب صغيرة، جرى عليها غسل دماغ في شأن قوة العدو. وكما تُبين أحاديث جنود مع "نكسر الصمت"، كان من أدركوا أن قادتهم سقوهم أكاذيب قبل الهجوم البري على القطاع في الثالث من كانون الثاني 2009. لكن حتى لو كان عند المدينين بـ "اجراء الطفل" تقدير أن يلاحظوا أن ليس الحديث عن حرب البطولة التي أُعّدوا لها، فمن الواضح أنهم عملوا صادرين عن خوف عندما أمروا ولدا في التاسعة بفتح حقائب. وقد أُنشئوا ايضا في ظل تصور انه يجوز صنع كل شيء لمواجهة الفلسطينيين في غزة. ليسوا هم من أوجدوا هذه الطريقة لكنهم الصغار الذين سلط الجهاز المصباح عليهم.

تخلص الاثنان بخلاف جندي سرق بطاقة اعتماد وأُرسل الى السجن، من سجن فعلي. يعلم رفاقهما الذين تظاهروا من اجلهم أن ليسوا هم فقط استعملوا المدنيين لمهام عسكرية بتهديد السلاح. فهذا الاجراء سائد بين جنود جولاني. ففي البيوت التي أصبحت مواقع مراقبة واطلاق نار وثكنات ضخمة مُعرضة للبرد، تم احتجاز مدنيون مكبلون غُطيت أعينهم ليكونوا درعا بشرية للجنود. لم تكن هذه نزوة أفراد. كان هناك جنود أطلقوا النار مباشرة على مدنيين رفعوا رايات بيضاء. وبأمر من القادة، لم يُمكّن الجنود فرق انقاذ فلسطينية من الوصول الى الجرحى. هذا ما حدث عندما نزف عدد غير معلوم من الناس وفيهم أولاد حتى الموت. تدل كثرة الحالات المشابهة على أن الجنود عملوا بحسب توجيهات موحدة.

تُكثر تحقيقات الشرطة العسكرية الاشتغال بجنود شاركوا في الهجوم البري. لكن الجيش الاسرائيلي قتل أكثر المدنيين الفلسطينيين باطلاق نار محوسب ومن بعيد. قُتل اولاد قاموا على أسطح بيوتهم بألعاب فيديو كهذه، وبضغط زر من محارباتنا ومحاربينا المجهولين الذين لن يُحاكموا. يبدو أن قائد لواء جفعاتي، العقيد ايلان مالكا، هو أرفع من تم التحقيق معهم في الشرطة العسكرية مستوى، بسبب أمره بقصف طائرة لبيت جمع فيه جنوده مائة من المدنيين. اعتمد الأمر العسكري على تفسيره لصورة أرسلتها طائرة صغيرة بلا طيار. لكنه هو ايضا من الصغار بهذا المعنى.

ليس مالكا هو الذي أوجد الأمر بأن كل فلسطيني تلتقطه طائرة صغيرة بلا طيار وهو يقوم بنشاط مدني (الحديث بالهاتف المحمول قرب نافذة، أو خبز الخبز في ساحة، أو البحث عن الماء أو ركوب دراجة نارية) – هو مريب يستحق الموت. لهذا قُتل مدنيون كثيرون جدا – بصواريخ من الجو لا لأنهم دُفعوا الى معركة برية، وليس مالكا هو الذي أوجد عبادة الهاي تيك الحربية وعرضها على أنها أداة لا تخطيء. هذه العبادة تصب الزيت على عجلات الدعاية الاسرائيلية التي ترفض كل تقرير فلسطيني عن قتلى مدنيين بزعم انه كاذب.

وليس مالكا ايضا أبى التصور الذي يقول إن على اسرائيل أن تستعمل أداة ابادة فتاكة أكثر بأضعاف مضاعفة من السلاح الذي في أيدي الفلسطينيين. هل قُتل مدنيون أكثر من المسلحين؟ هذه مشكلتهم.

عندما يُحاكم جندي أو جنديان، يسهل على الجهاز العسكري أن يزعم أن الحديث عن شواذ وعن اعمال مفصولة تخالف روح الجيش الاسرائيلي. لكن الجهاز العسكري ايضا يعمل بوحي من الجهاز المدني وإلهامه. المجتمع الاسرائيلي في أكثره غير مكترث لقتل مدنيين ليسوا يهودا. انه يؤيد التصور العام وليس معنيا بتحقيق جميع الحالات التي قُتل فيها المدنيون الفلسطينيون. في هذا التحقيق، ستفضي الأدلة التأثيمية مباشرة الى القيادة الأمنية والسياسية الاسرائيلية.