خبر مُشاغبو قطاف الزيتون الحقيقيون.. هآرتس

الساعة 11:18 ص|26 نوفمبر 2010

مُشاغبو قطاف الزيتون الحقيقيون.. هآرتس

بقلم: كارني الداد

(المضمون: تزعم الكاتبة ان عربا ويساريين متطرفين يهودا يُفسدون الكثير من اشجار اليهود في المستوطنات ولا تتدخل الشرطة والجيش لمنع هذه الظاهرة - المصدر).

في يوم الاحد الماضي زار ضيوف غوش عصيون. جاء ستة فوضويين وفلسطينيين الى اراضي بلدة بات عاين وأحرقوا اشجار الاحراج الطبيعية التي نبتت فيها. لم تكن هذه اول مرة. فقد اجتمعت في بلدات غوش عصيون عشرات الشهادات على فلسطينيين يأتون، برعاية اليسار المتطرف، الى اراضي يهود أو اراضي دولة، فيحرقون ويقتلعون ويسرقون. ضُبطوا هذه المرة مُتلبسين وصُوروا واعتُقلوا. أشك في أن يُعاقبوا لكن يستطيع الجمهور على الأقل أن يرى وجههم الحقيقي، وأن يسمع طرف الجبل الجليدي من فرية الدم التي تُسمى "العنف في موسم قطاف الزيتون".

وعاء بنزين، وشظايا، وبقايا اطارات محروقة وآثار أقدام أفضت الى القرية المجاورة. وجد قصاصو أثر الجيش الاسرائيلي الذين جاءوا في 14 آب الى اراضي بلدة إيش كوديش كل هذا. ومن الغد نفذوا إحراقا آخر في المكان نفسه بالضبط. هذه المرة أفنت النار 70 دونما من اراضي الرعي وتضررت كروم نبيذ. عمل رجال الاطفاء ثلاث ساعات الى أن أخمدوا النار. لاحظ برج مراقبة الجيش الاسرائيلي جرارا هرب من مكان الحريق الى القرية نفسها.

بعد ذلك باسبوع أُحرقت ارض بين بلدة أحيا وإيش كوديش. فني 80 دونم. وتضرر انبوب الماء الى المستوطنة وتضرر كرم زيتون لأحد سكانها. أُجلي عدد من السكان عن بيوتهم خوفا على حياتهم. ولوحظت مركبة سوداء تهرب الى قرية جلّود.

شكى يهودا كوهين من بات عاين أن 900 دونم له، فيها اراضي مرعى، واسطبل و30 شجرة رمان قد أُحرقت. وفي كرم شلماي فوزس من عوفرا قُطعت غراس صغيرة، وأُفسدت أطنان من الغلال قبل العصر وأُحرقت انابيب الري. واقتُلعت 500 شجرة زيتون لموشيه كوهين. وعند مناحيم لفني من سديه كيلف، أُحرق أكثر من 100 شجرة كرز وأُشعلت مبانٍ ومخازن. واقتلع مشاغبون عرب ايضا أكثر من 400 دالية.

هل سمع شخص ما عن هذه الأحداث؟ هل يعلم الجمهور الاسرائيلي بأعمال التنكيل المتكررة من الفلسطينيين بالمستوطنين، برعاية منظمات يسار متطرف؟ تُبلغ وسائل الاعلام كل سنة عن آلاف اشجار زيتون أُفسدت لفلسطينيين – على أيدي يهود في ظاهر الامر. هل يوجد توثيق لهذا الإفساد؟ هل صور شخص ما ذات مرة يهوديا يحرق أو يقتلع شجرة فلسطيني؟ إن عدد عدسات التصوير التي توزع على الفلسطينيين يكاد يساوي عدد الاشجار في الارض. فأين الشهادات؟.

في أكثر الحالات، تأتي الشرطة الى قطع الارض التي تم افسادها لليهود بعد زمن طويل من هرب المشاغبين. ولا تكاد تتم اعتقالات حتى لو حضر رجال الشرطة الأحداث أنفسها. زمن اعمال شغب يساريين وعرب قرب كرم شلومي كوهين من ناريا مثلا، حضر الى المكان جنود ورجال شرطة. وشاهدوا العرب يقتلعون آلاف غراس الكرمة لكنهم لم يفعلوا شيئا.

إن القوة الشرطية التي تأتي الى المواقع التي تتضرر فيها قطع أرض ليهود تختلف جوهريا في تركيبها عن القوة التي تُستصرخ لأحداث يكون فيها خوف من المس بزراعة عربية: فهي لا تشتمل على رجال الشرطة الخاصة، المختصين بتنفيذ اعتقالات تشتمل على استعمال القوة، وسيارات شرطة لنقل المعتقلين أو مصورين لتوثيق المشاغبين. ولا يفعل الجيش والشرطة الكثير لمحاربة الظاهرة. يتبين أن هذا ليس عملهم. فلهم عملية يفترض أن تخدم الطرف الثاني: عملية "حتى آخر شجرة زيتون"، حيث تأتي قوات كبيرة لتأمين قطاف العرب.

لا ينبغي أن يُستنتج من كل ما قلناه أنني أطلب تطبيقا للقانون يوالي اليهود، كما يمكن أن يتوقع من قوات دولة اسرائيل. لست أطلب سوى تطبيق للقانون على نحو متساوٍ. أطلب المساواة ببساطة.