خبر القائد العام للشرطة كمثل.. معاريف

الساعة 11:13 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: ايبون كوزلوفسكي غولان

(المضمون: يتحدث الكاتب عن فساد العلاقات بين الرئيس والمرؤوس في كثير من مكاتب العمل الحكومية وغيرها - المصدر).

إن العلاقات العكرة في قيادة الشرطة وكما رأينا قبل عدة اسابيع في الجيش تُمكّننا من أن نرى فقط طرف الجبل الجليدي الذي أساسه علاقات عمل في اماكن العمل في البلاد، وفي منظمات عامة وحكومية وخاصة على السواء.

أُقيمت دولة اسرائيل في الماضي على أساس الاشتراكية والشراكة في القيم، وكانت مفاهيم أهلية القيادة والتراتبية امتيازا خُصصت لقيادة مؤقتة فقط، وكان من المفهوم من تلقاء ذاته دائما أن لا أحد أكبر من رفيقه. وهذا السبب مثلا الذي جعل الفساد في الجيش لا يكاد يوجد ولم تكن خشية مستويات القيادة أمرا يُخاف منه في الحقيقة. بيد انه يتبيّن أنه كما هي الحال في كل مجتمع بشري، تنشيء القوة علاقة خشية بين القائد والمرؤوس وبين المدير وعمّاله. لقد أصبح اولئك الذين كانوا يفترض أن يكونوا في خدمة الشعب من مديريه وقادته على مر السنين غيلانا. يتمسكون بالقوة في مناصبهم ويفرضون طاعتهم على غيرهم. وكلما كانت علاقتهم أكثر حقارة ضُمن ارتفاعهم في سلّم الرُتب وهكذا حصلوا على تأييد بسبب اعمالهم وكأنهم عباقرة ينبغي غفران افعالهم.

نعجب جميعا لمعارك الديكة التي تحدث في الشرطة – وهي معارك نتنها كنتن جثة الجهاز العام والمناخ التنظيمي في هذه المكاتب. لكنه لا يجب أن نُبعد السير: ففي كل مكتب صغير أو كبير تستطيعون رؤية معارك الديكة هذه أو بين الكلاب والقطط. ويدفع الثمن العامل أو العاملة اللذان هما أدنى منهم رتبة وكأن عملهم كله هو أن يكونا كيس الملاكمة لرب جميع الأرباب. إن التحرش الجنسي أحد الطرق للتعبير عن هذه العلاقة لكنه ليس وحده، فالاستخفاف والتكبّر والتهديدات بالاشارة بتأخير الترفيع، واللغة المُذّلة والساخرة كلها طريقة اخرى. وتعجبون أنني لا أريد أن أشير الى المشكلة هنا. بل أريد أن أشير الى اولئك الذين يصمتون ويسكتون ويعطون الارهابي في المكتب شرعية تغليب الرعب والخوف.

إن أبراج المكاتب الفخمة في تل ابيب وتوابعها مليئة بالطُغاة الذين يظنون انهم اشتروا الناس بمالهم وأن لهم الحق في المس والاهانة. يتربص كبار المناصب في القمة الحاكمة بعضهم ببعض مع اجهزة تسجيل ويجعلون عمالهم مرتزقة، اذا لم نشأ المبالغة، ويهددونهم بأنهم اذا لم يتعاونوا فسيسقطون من قائمة مُتلقي الأجرة أو "يحظون" بتأخير الترفيع. وتُستعمل لجان العمال أكثر من مرة مثل ورقة تين لأرباب عملها وتخاف على انفسها. تراوح المساعدة التي تكون مستعدة لأن تبذلها لعامل أو عاملة في حالات كثيرة بين هز الكتف وتقديم مساعدة أولية لا يوجد بعدها شيء. ليست الرأسمالية الخنزيرية مجرد شأن مالي مجرد، بل هي مسألة علاقات انسانية وآداب وتعامل سوّي. لن تخرج وسائل الاعلام عن طورها لحماية شابة، أم لثلاثة اولاد، أُهينت كلاميا مرة بعد اخرى أمام زبائن على يد مسؤول رفيع المستوى سابق من سلطة الضرائب افتتح مصلحة خاصة، أو حتى عامل (ذكر) اضطر الى تحمل المسؤولية عن مخالفات سفر بدل رب عمله في جهاز حكومي لأن هذا الأخير كان رجل لجنة قويا لا يحسن مواجهته. لان مكانة هؤلاء ليست مهمة ولا يُحسب لها حساب ولن تخصص أي صحيفة أو وسيلة اعلامية تحترم نفسها سطرا واحدا لذلك.

بدل ذلك، تعرف وسائل الاعلام وآكلو الجيف من الجهاز النبش جيدا في لون صبغ شعر مشتكية ومواهبها الاجتماعية وربما الجنسية وكأن هذا هو الأمر. ربما اذا فتحنا الأفواه وتحدثنا في صراحة علامَ ولماذا أصبحت اماكن العمل مكان معركة وربما أن الحديث ليس عن عرض بل عن مرض، فلربما نستطيع أن نفهم ايضا كيف استطاع نقيب في الشرطة أن يسلك كما تم اتهامه بأنه سلك.