خبر أتجميد أم مصادرة؟ .. هآرتس

الساعة 11:11 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: في المرة القادمة عندما تتنحى الحكومة جانبا عندما يطرد المستوطنون الفلسطينيين في الشيخ جراح عن بيوتهم، لن يكتفي الامريكيون بجواب الاسرائيليين التقليدي ان الحديث عن نزاع مدني - قانوني - المصدر).

"لا يمكن أن نعطي بيبي رخصة بناء في شرقي القدس"، قال الموظف الامريكي في غضب غير خفي. "لن تذكر رسالتنا ولو رمزا، الاسم الصريح القدس". إن انشاء منطقة يهودية في منطقة البلدة القديمة يضايق العرب (لا الفلسطينيين فقط)، وبالتالي الامريكيين، أكثر منهم لزيادة عدة شقق على مستوطنة في ظاهر رام الله. ومن جهة ثانية، أدرك الرئيس براك اوباما انه لا احتمال أن يلتزم بنيامين نتنياهو رسميا أن يُجمد ولو لساعة واحدة البناء في شرقي القدس.

التسوية الوحيدة التي يمكن، في يوم طيب أن ترضي جميع الاطراف هي هدوء عقاري في مناطق قابلة للانفجار. على سبيل المثال يستطيع رئيس الحكومة أن يطلب الى وزير الداخلية، ايلي يشاي، أن يوجه موظفيه الى علاج خطط بناء المقاولين اليهود بنفس الايقاع الذي تُعالج فيه طلبات رخص بناء المقاولين العرب.كذلك اذا وعد نتنياهو بأن يُبرّد شيئا ما خطط البناء في جبل أبو غنيم ورمات شموئيل، لصالح بناء ثقة مع الامريكيين (والفلسطينيين؟)، فلن يسقط شرقي القدس عن جدول العمل.

تدل التجربة على أن هذا هو الوقت الذي تدخل فيه عائلة موسكوفيتش، التي ترفع علم الصهيونية من شواطيء فلوريدا الذهبية، وفرعها المقدسي، النشوة. بعد ايام قليلة من مرور موعد التجميد الاول، وفي ذروة التفاوض في تجديده، أعلن رجل اليمين اريه كينغ، المقرب من عائلة موسكوفيتش، خطة لاسكان عشر عائلات يهودية اخرى في حي الشيخ جراح.

يعتمد المستوطنون على قرار حكم المحكمة العليا قبل عدة اسابيع، الذي يُمكّن من اجلاء السكان الفلسطينيين الذين يسكنون القسم الغربي من الحي. وفي الآن نفسه تُعد روابط المستوطنين لانشاء مبانٍ جديدة على اراض اشتراها اليهود في القرن التاسع عشر.

عندما تبث قنوات تلفاز من العالم كله مشهد رجال شرطة عبريين يرمون عجائز فلسطينيات في شوارع الشيخ جراح (أو سلوان)، لن يستطيع نتنياهو والرئيس شمعون بيرس استرجاع التفسير من أزمة رمات شلومو وأن "الحديث عن حي سيظل تحت سيادة اسرائيل في كل تسوية". وسيصعب عليهما أن يختبئا وراء تعليل أن "الحكومة لا تستطيع التدخل في نزاع مدني، فضلا عن قرارات المحكمة العليا". قرأ مُتخذو القرارات في واشنطن الآراء الاستشارية لمستشارين قانونيين للحكومة، قضيا بأن المستوى السياسي يستطيع بل يجب عليه أن يمنع التحرشات في القدس.

الاول، اليكيم روبنشتاين، اعتمد في 1997 على توصية رئيس "الشباك" آنذاك، عامي ايلون، باجلاء مستوطنين عن موضع موسكوفيتش في رأس العامود، خشية أحداث شغب في شرقي القدس. أقنع رأيه الاستشاري، وشيء من الضغط من قبل ادارة كلينتون، رئيس الحكومة آنذاك، بنيامين نتنياهو، باخراج السكان من بيوتهم. وبيّن أن القرار "يخدم وحدة المدينة المقدسة، ووحدة الشعب واستمرار المسيرة السياسية". بعد مرور سنتين عزز ميني مزوز، الذي كان آنذاك نائب المستشار القانوني وحل بعد ذلك محل روبنشتاين، عزز رأيه الاستشاري. فعلى أثر توجه من المحامي داني زايدمن، مؤسس جمعية "مدينة الشعوب" (عير عميم)، أكد مزوز أن على المستوى السياسي أن يحتفظ بحرية العمل السياسي في مرحلة حساسة جدا من الجهة السياسية، "وأن يمنع شخصا فردا، فضلا عن مواطن اجنبي، تكبيل يديه وإملاء اجراءات ذات آثار سياسية بعيدة المدى".

لم يكتف مزوز بذلك، وأشار الى خروج طواريء من الضرر الآتي. كتب انه ليس مما يقبله العقل أن تكون الحكومة مخوّلة بمصادرة ارض من اجل الحفاظ على آثار أو غرس غابة لكنها غير مخوّلة أن تصادر ارضا لاعتبارات سياسية. تستعمل الدولة وسائل المصادرة استعمالا سخيا للحاجات العامة ما بقي الحديث عن مصادرة ملك خاص لعرب في شرقي القدس من اجل جمهور يهودي، لكنها تقدس الملك الخاص عندما يكون الحديث عن ملك كان يملكه اليهود قبل 1948. وهي احيانا تفعل هذا بواسطة قانون أملاك الغائبين، وفي حالات اخرى بواسطة قانون ترتيبات النظام والادارة من سنة 1970.

يذكر مستشار قانوني ثالث، هو ميخائيل بن يئير، الذي سبق روبنشتاين ويحرص على المشاركة في المظاهرات على طرد الفلسطينيين من الشيخ جراح، يذكر أن وزير المالية السابق يغئال هوروفيتش استعمل هذه الوسيلة لاعادة مسجد حسن بيك الى مالكه، الوقف الاسلامي في يافا. ويساعد بن يئير أناس "التعاطف مع الشيخ جراح" على اعداد خطة مفصلة لحل القضية القضائية/ العقارية في الشيخ جراح وفي أحياء اخرى في شرقي المدينة، يطمع فيها اليمين. ستوضح الوثيقة ان الحكومة لو أرادت لاستطاعت منع مظلمة وحماقة طرد العرب عن بيوتهم واستيطان اليهود بدلا منهم. قال لي عدد من الوزراء، وفيهم وزير رفيع المستوى من الليكود، انه اذا قرر نتنياهو مصادرة الارض في الشيخ جراح فلن يعارضوا. فهم يدركون ان المستوطنين يفتحون من جديد ملف 1948 ويشوشون بذلك طالِبين الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية.

يأمل أناس "التعاطف"، الذين تلقوا أكثر من مرة ضربات من رجال الشرطة بل زُج بهم في السجون، أن يصد سكان الشيخ جراح الاشاعة التآمرية (التي بلغت صفحات الصحيفة اليومية "القدس" المقربة من السلطة الفلسطينية)،  بأن نشطاء السلام يريدون اجلاء المستوطنين عن البيوت ليحلوا محلهم.