خبر يجب فتح الصندوق الأسود.. معاريف

الساعة 11:10 ص|26 نوفمبر 2010

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: القضايا الاخيرة حول تعيين رئيس الاركان والقائد العام للشرطة في اسرائيل تبرهن على الحاجة العاجلة الى الكشف للجمهور عن اعتبارات من يُعيِّن هؤلاء الاشخاص وهوية الذين يتم تعيينهم - المصدر).

لنقُل إن أ. التي تشكو النقيب اوري بار – ليف لم تشكُ. ولنقُل إن الاعتداء الذي تزعم أ. انه وقع لم يقع قط (وأنا بطبيعة الامر لا أعلم هل وقع وكيف). كانت ستظل مستشارة رفيعة المستوى في وزارة الأمن الداخلي ويظل بار ليف مندوب الشرطة في واشنطن. ماذا كان يحدث آنذاك؟ ما يحدث دائما. كنا سنستيقظ ذات يوم، ونسمع من وسائل الاعلام أن وزير الأمن الداخلي قرر أن يُعيّن هذا النقيب أو ذاك قائدا عاما للشرطة.

لماذا؟ هكذا. خلص الوزير الى استنتاج ان هذا المرشح هو الافضل للمنصب. لا تُنشر تقديراته على الملأ، ويظل مسار القرار خفيّا ايضا. وكانت الضغوط السياسية أو غيرها تبقى في الغرفة المغلقة. وكان المنتخَب يحظى بتقارير صحفية تُبيّن عن شخصيته في الصحف، وفيها اصدقاء من الماضي يصفونه بأنه فتى ممتاز كان دائما الاول في الجبهة. وفي اليوم المأمول كان يحصل على وسام آخر على ثوبه ويدخل المكتب ويبدأ العمل.

يجب أن نذكر أن الوزير ليس شخصية سياسية فحسب بل هو شخص بلغ منصبه عرضا. تقول الاحصائيات انه لن يظل فيه زمنا طويلا ايضا: فاسحق اهارونوفيتش هو الوزير السادس في وزارة الأمن الداخلي في العقد الاخير. يقع تعيين القائد العام للشرطة عرضا في ولايته فيُعيّنه. وفي حالته، ولانه كان نقيبا سابقا ومنذ زمن غير بعيد، فان من المؤكد انه توجد مشاعر شخصية نحو المرشحين. وهذا غير ممتنع في اجهزة ينمو فيها الناس جنبا الى جنب، ويتنافسون في المناصب، ويحاول بعضهم تعويق بعض. لكننا لا نعلم. وعلى نحو مشابه، تعسفي غير شفاف، يتم تعيين رئيس الاركان وأصحاب مناصب رفيعة اخرى.

بعد ذلك ما كنا نسمع من شاغل المنصب نفسه شيئا ولا نصف شيء. يسود القيادة في السنين الاخيرة "مبدأ إدلر": فلم يأسف أحد حتى الآن لمقابلة لم يبذلها، ولا يوجد سبب للتفسير أو لمواجهة اسئلة الصحفيين. سيُتم غابي اشكنازي قريبا اربع سني ولاية في رئاسة الاركان، وأشد سؤال أجاب عنه علنا جاء من مُجند أو من أم لأحد الجنود. وينافسه القائد العام للشرطة دودي كوهين في صمته. وفي اسرائيل، بحسب وكلاء وسائل الاعلام، ينشيء هذا صورة شخص بسيط، يستيقظ في الصباح ويمضي الى العمل. فماذا يفعل في العمل ولماذا، لا نريد نحن أن نعلم هذا.

إن القضايا الاخيرة التي يختلف بعضها عن بعض، حول تعيين رئيس الاركان والقائد العام للشرطة، يجب أن تفضي الى نهاية هذا المسار الاشكالي. فقد برهنت لكل من دفن رأسه في التراب على الحاجة العاجلة المفهومة جدا من تلقاء نفسها الى الكشف للعين العامة عن تقديرات من يُعيِّن وهوية من يتم تعيينه. لا لانه يمكن أن يكون للمنتَخب هياكل عظمية في الخزانة، بل لان المنصب أهم لحياتنا من أن نترك لظروف التعيين ولتصور المنتَخب أن يبقيا في الصندوق الاسود.

ليست السبيل أن يُنقل التعيين الى لجنة بل أن يُترك الوزير ليختار – وأن يكشف المرشح لمساءلة علنية في اللجنة الملائمة في الكنيست. كي نعلم كل ما يُستحسن أن نعلم، وكل ما يختار منتخبو الجمهور سؤاله: عن علاقاته، وماضيه وتصوراته عن المنصب. آنذاك ايضا سيضطر الوزير الى أن يكون أشد حذرا في عملية الاختيار، وأن يفحص عن المرشح بنفسه لئلا يُحرج. لا يمكن أن يكون الشيء الوحيد الذي يفتح الصندوق الاسود رسالة مريبة أو شاكية، يُعرَّض صدق كلامها فجأة لامتحان بعد سنتين من الفِعل.