خبر الإعلان في طولكرم عن نتائج الفحص المخبري لشاحنة النفايات « الإسرائيلية المهربة »

الساعة 03:32 م|25 نوفمبر 2010

 الإعلان في طولكرم عن نتائج الفحص المخبري لشاحنة النفايات "الإسرائيلية المهربة"

فلسطين اليوم-طولكرم

حمل مسؤولون في محافظة طولكرم اليوم الخميس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية المخاطر الناجمة عن وجود المصانع الكيماوية الإسرائيلية ومخلفاتها في الجزء الغربي لمدينة طولكرم.

وطالبوا بإزالتها أو نقلها إلى إسرائيل، مؤكدين أن وجود هذه المصانع على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 هو مخالف للاتفاقيات الموقعة، ومخالف للشرائع والقوانين الدولية، والاتفاقيات البيئية ومنها اتفاقية بازل للتحكم بنقل النفايات الخطرة عبر الحدود واتفاقية ستوكهولم للملوثات العضوية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته سلطة جودة البيئة في محافظة طولكرم للإعلان عن نتائج الفحوصات المخبرية على النفايات التي كانت تحملها شاحنة منطلقة من المصانع الكيماوية الإسرائيلية غربي طولكرم إلى أراضي المحافظة في السابع والعشرين من الشهر المنصرم، والتي تم ملاحقتها وإلقاء القبض عليها وعلى سائقها.

وأكد محافظ طولكرم العميد طلال دويكات خلال المؤتمر، أن الإنسان الفلسطيني هو أغلى ما نملك لأنه يشكل شوكة في حلق الاحتلال، وأنه يقع على عاتق الجميع مسؤولية حماية هذا الإنسان من كل المخاطر وتوفير الأمن بكافة إشكاله خصوصاً الأمن البيئي والصحي.

واعتبر المصانع الكيماوية الإسرائيلية بما فيها غاشوري المقامة غربي طولكرم خطراً بيئياً بسبب الأبخرة والغازات السامة التي تنفثها في سماء المدينة، مما يشكل تلويثا للبيئة سواء للتربة أو المياه الجوفية وهذا يشكل خطراً كبيراً على صحة المواطن.

وشدد دويكات من هذا المنطلق على أن المحافظة وشتى الجهات المسؤولة تبذل جهوداً كبيرة لمتابعة هذه المخاطر والسعي لكشفها أمام الرأي العام الدولي والمؤسسات الدولية المعنية بالبيئة وحقوق الإنسان.

وأوضح أن الشاحنة التي كانت محملة بالنفايات الصلبة ومنطلقة من المصانع الكيماوية الإسرائيلية باتجاه أراضي طولكرم، تمثل خطورة بالغة جراء دفنها في الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى عدم الاكتفاء بمصادرة وإتلاف المواد المهربة سواء النفايات أو المواد التموينية التالفة بل يجب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.

كما دعا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والجهات ذات الاختصاص لكشف كل المحاولات لإدخال هذه المواد الخطيرة إلى الأراضي أو الأسواق الفلسطينية، معتبراً أن ذلك جزءا من الجهود المبذولة لتوفير الأمن والأمان للمواطن.

بدوره تحدث نائب رئيس سلطة جودة البيئة جميل مطور عن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في مجال البيئة الفلسطينية، مؤكداً على خطورة المصانع الكيماوية الإسرائيلية 'غيشوري' من ناحية بيئية وضرورة تواصل الجهود لجمع الأدلة على هذه المخاطر.

وأوضح أن طواقم سلطة جودة البيئة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ضبطت هذه الشاحنة وهي تحمل مخلفات نفايات صلبة من المنطقة الصناعية الإسرائيلية وتم التحرز عليها وأخذ العينات بالرغم من احتراق الشاحنة لأسباب غامضة، وإرسالها إلى مختبرات جامعة النجاح لفحصها.

وأضاف أن نتائج الفحوصات أظهرت على وجود تركيزات مرتفعة من العناصر الثقيلة التي تفوق الحد المسموح فيه لدى منظمة الصحة العالمية وكل المؤسسات المختصة في هذا المجال في كافة دول العالم، وتبين وجود مواد الحديد والزنك والرصاص بمعدلات عالية وتفوق النسب المسموح بها دولياً، مما يعني تشكيل خطورة على التربة والبيئة والمياه الجوفية وصحة المواطنين.

وشدد مطور على أن وجود هذه المصانع على الأراضي الفلسطينية مرفوض ومخالف لكل الأعراف والقوانين الوضعية والإنسانية، لأنها تشكل خطراً بيئياً واضحاً.

وأهاب بمواطني طولكرم وكل أرجاء فلسطين التبليغ عن أي وسيلة نقل تحاول جلب هذه المخالفات الخطرة إلى أراضينا، وضرورة تكاتف الجهود الوطنية من أجل التصدي لمخاطر هذه المصانع وتكثيف هذه الجهود لطرح هذا الملف على أعلى المستويات محلياً وإقليميا ودولياً.

وطالب الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وخاصة برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإرسال فريق فني مختص لإجراء تحقيق شامل حول هذه المصانع ومساعدة الشعب الفلسطيني للتخلص منها.

من جهته أكد مدير  صحة طولكرم د. سعيد حنون وجود إصابات بأمراض خطيرة، جراء مخلفات وأبخرة المصانع الإسرائيلية السامة حيث تسعى وزارة الصحة بطولكرم إلى بذل الجهود للتخلص من هذه المصانع الخطيرة، موجهاً الشكر للجهود التي تبذلها المحافظة وسلطة جودة البيئة في مواجهة المخاطر الناجمة عن المصانع الكيماوية الإسرائيلية والسعي لإغلاقها، مذكراً أن دفن النفايات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية يتنافى مع المواثيق والقوانين الدولية ويشكل خطراً على البيئة والإنسان الفلسطيني.