خبر في غزة.. فرص عمل على استحياء

الساعة 09:12 ص|25 نوفمبر 2010

في غزة.. فرص عمل على استحياء

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

اضطرت أم حسام إلى الكذب على أطفالها الصغار وأن توهمهم بأنها تعمل في إحدى المؤسسات الأهلية لتخفي عليهم حقيقة عملها في أحد البيوت لتؤمن لهم لقمة عيش وحياة بسيطة عجز والدهم عن تأمينها بسبب مرضه الذي أطرحه الفراش.

 

أم حسام من سكان قطاع غزة تخرج منذ الصباح الباكر وتعود لمنزلها بعد ظهيرة اليوم تحمل في جعبتها طعام وملابس لأطفالها وبعضاً من احتياجات منزلها الأساسية، ترددت كثيراً قبل أن تجيب عن سؤال وُجه إليها عن طبيعة عملها.

 

تشير أم حسام في حديث لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أنها اضطرت للعمل خارج المنزل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي وصلت لها عائلتها بعد إصابة زوجها بمرض وبقائه في المنزل، وعدم وجود معيل لأسرتها، حتى وجدت نفسها تعمل عند إحدى العائلات حيث تقوم بتنظيف المنزل وأعماله مقابل مبلغ مالي.

 

وأضافت، أن ربة المنزل تقوم بإعطائها ملابس وأغراض منزلية لأطفالها الأمر الذي يخفف عن كاهلها، معربةً عن حزنها من الانتقادات التي تتعرض لها من بعض الجيران والأقارب الذين ينظرون لها بمنظور سيء ولكنها تعود مجدداً لتؤكد أنها خرجت للعمل بسبب ضيق الحال.

 

مهنة العمل في البيوت بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث تقوم بعض النساء بالعمل لدى العائلات من ذي الطبقة العالية، فمنهم من يعمل بشكل يومي مقابل راتب شهري، وأخريات يعملن بشكل متقطع يصل قيمته في اليوم الواحد لـ50 شيكل وذلك حسب طبيعة العمل الذي تقوم فيه.

 

أم حسام لم تكن وحدها التي تعمل في أحد المنازل، فها هو الشاب الذي أطلق على نفسه أبو الساعد يقوم ببعض الأعمال المنزلية عند العديد من العائلات مقابل مبلغ مالي زهيد، يعقب على هذا الوضع قائلاً:"شو رماك على المر قالوا اللي أمر منه".

 

أبو الساعد أنهى دراسته الثانوية قبل عام، وظروفه الاقتصادية تمنعه من مواصلة دراسته، اضطر للعمل المتنقل بين البيوت، على الرغم من عدم رضاه لكنه يضطر لذلك لعدم وجود فرص أخرى، نظراً للظروف الصعبة العامة التي يعاني منها كافة أبناء شعبنا.

 

وأضاف، أنه لا يخجل من عمله هذا بل يفخر أنه يعمل في مهنة شريفة، دون أن تجبره الظروف الصعبة على الاتجاه إلى طريق خطأ في الحصول على لقمة عيش.

 

وللتعرف على رأي الدين في هذا، أوضح الدكتور حسن الجوجو الداعية الإسلامية في حديث لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الدين الإسلامي لا يمانع في خروج المرأة للعمل، ولكن بشرط أن يكون عملاً لائقاً ولا يتنافى مع آدمية هذه المرأة، وألا يكون عملاً شاقاً لا تستطيع تحمله.

 

وشدد الشيخ الجوجو على أن تتمسك المرأة بالضوابط الشرعية عند خروجها للعمل، بحيث لا يجر إلى مفسدة وخلوة بالرجال، فضلاً عن استئذان زوجها، أو ولي أمرها.

 

وبين الدكتور الجوجو، أنه في حال وُجدت الضوابط الشرعية في العمل فليس عيباً أو عاراً عليها أن تعمل في حال احتاجت لذلك، بشرط أن تبتعد عن الفتنة.

 

وفي تعليقه حول نظرة البعض لعمل النساء في البيوت، قال الشيخ الجوجو:"ليس دائماً نظرة الناس صائبة، طالما أجاز الشرع هذا الأمر ضمن ضوابط معينة، فلا يمكن الانتباه لحديث الناس"، مشيراً إلى أن الناس عليهم مساعدة النساء والعائلات المستورة.

 

جدير بالذكر، أن الأوضاع الاقتصادية المزرية بقطاع غزة وندرة فرص العمل، اضطرت الكثير من المواطنين نساء ورجال لامتهان مهن مختلفة وجديدة، والبحث عن حلول بديلة لأوضاعهم لتأمين الحصول على لقمة عيش وحياة كريمة لأطفالهم.