خبر توهم الإصابة بالمرض.. مرض نفسي خطير

الساعة 05:12 ص|25 نوفمبر 2010

توهم الإصابة بالمرض.. مرض نفسي خطير

فلسطين اليوم-وكالات

كثيرا ما تتردد في ذهن الكثير من الأطباء عبارة 'يا إلهي إنه هو أو هي مرة أخرى'، وذلك عندما يعود إليه مريض أو مريضة بسرعة في غرفة الفحص يشكو من أعراض أكثر غموضا. فقبل أسبوع ربما كانوا يشعرون بآلام صدر شديدة من اشتباه في نوبة قلبية، والآن صداع يمكن أن يكون مؤشرا على ورم بالمخ.

ولا يعني عدم وجود شيء خطأ من الناحية البدنية في المريض وحسب أن هذه الأعراض تكون مختلقة. ولكن على العكس، فالمريض بحق لديه مشكلة خطيرة أنها بالتحديد الوسواس المرضي أو التوهم بالمرض أو إضطراب صحي حاد.

وفي حين أن المخاوف الصحية يمكن أن تكون ضرورية من أجل البقاء، فإن المصابين بالوسواس المرضي يميلون إلى تفسير احاسيس أو متاعب جسمانية عادية على إنها بوادر مرض عضال.

وقال أوته هابيل عضو الرابطة الألمانية لعلم النفس الجسماني والعلاج النفسي والعصبي 'إنهم 'يسببون كوارث' لأنفسهم.

وحسبما تقول ماريا غروباليس الطبيبة النفسانية في معهد علم النفس بجامعة ماينز فإن تفسير المتوهمين بالمرض للأعراض التي يشعرون بها يذهب إلى الإتجاه الخاطئ.

وتجلب زيارات الطبيب إعادة الطمأنينة ولكن لفترة قصيرة فقط. ثم يبدأ المرضى في التشكك في إنه لا يوجد شيء خطأ بهم، وتطلق الأعراض الجديدة مخاوف جديدة يتبعها المزيد من الزيارات للأطباء.

وأشار توماس جايرتنر كبير الأطباء في عيادة سيشوين للطب النفسي في باد أرولسين إلى أن 'الزيارات تصبح إدمانا'.

والخوف من المرض هو نوع من اختلال على شكل وساوس والذي لا يمكن معه تفسير أي أعراض جسمانية بشكل كامل بأنها إعتلال جسماني محدد. وقال جايرتنر إن أكثر الناس عرضة للخطر بشكل خاص هم الذين لديهم إحساس كبير من الإدراك و'يقظة الجسم' وتلعب الأمراض السابقة وخاصة الى أصيب بها المقربون منهم في الغالب دورا أيضا.

وكما تشرح غروباليس فإن مرضى الوسواس المرضي لديهم صعوبة في التوافق مع المشاعر السلبية 'وأحيانا تنبع مخاوفهم من التوتر الشديد'. وقال جايرتنر إنه بالنسبة للذين يدخلون في علاج نفسي فمن المهم أن يكونوا متأكدين بأنهم 'ليسوا مجانين'.

وأشارت غروباليس إلى أن القلق المستمر على صحة الإنسان هو حالة قهرية للغاية. وقالت 'من الطبيعي أن مرضى الوسواس المرضي في الحقيقة يخجلون من مشاكلهم' وأحد أسباب ذلك إنهم يزورون العديد من الأطباء المختلفين. وتصف هابيل هذه العادة بأنها 'إدمان الطبيب'.

وغالبا ما تمر السنون قبل أن يتلقى مرضى التوهم بالمرض العلاج السليم. في ذلك الوقت يكونون قد قاموا بسلسلة من زيارات الأطباء وأحيانا يخضعون لإجراءات تشخيص مؤلمة. وللتغلب على مخاوفهم يجب أولا أن يعترفوا بأنهم يعانون من إضطراب نفسي.