خبر بيبي على المنصة -يديعوت

الساعة 11:26 ص|22 نوفمبر 2010

بيبي على المنصة -يديعوت

بقلم: اليكيم هعتسني

أنا متشائم. أخاف أن يوجِد دكاترة الحيل الاعلامية من هنا ومن هناك آخر الامر صيغة تزود الساسة بتسويغ منح التجميد أكثرية (ملاحظة: هذه الحادثة تعتبر في وسائل الاعلام "تفاؤلا").

في هذه الاثناء يستمد معارضو التجميد شيئا من التفاؤل من تلاشي فقاعات الصابون الملونة التي أطلقها نتنياهو. أبلغ صحفي القناة السابعة من الولايات المتحدة انه كان جواب اسئلته في وزارة الخارجية والبيت الابيض – هل أُعطي التزام ألا يُطلب تجميد أكثر من ثلاثة اشهر، وألا يشتمل التجميد على القدس وأن يُفرض الفيتو على اقتراحات معادية لاسرائيل – "كان الجواب الحثيث انهم لا يعترفون بهذه الالتزامات".

        بل زعم ابلاغ في الصحف عن "مسؤول رفيع المستوى في الادارة الامريكية" عكس ذلك: فالولايات المتحدة تطلب في صراحة التجميد في القدس ايضا. وهنا اضطر رئيس الحكومة نفسه الى النكوص والاعتراف: "لا يوجد التزام امريكي في شأن القدس، لم يُبحث الموضوع في نيويورك". لكنه أضاف في الحال: "سيستمر البناء في القدس متصلا كما كان". كان؟ انه يحظر البناء شخصيا منذ سنة. وتبيّن في نهاية الامر أن هدية طائرات الشبح العشرين ("الاراضي مقابل الطائرات") كانت باطلة، وأن شراءها بدفع ثمنها عُرض علينا منذ البدء.

        هل أمامنا فرية من نتنياهو دُحضت عندما طُلب اثباتها خطيا، أم أن الامريكيين رجعوا عن ذلك؟.

        يتحدث إصرار نتنياهو على الاستمرار على تسويق التجميد عن فضل الامريكيين حتى بعد أن وُجد أن صفقة الهدايا فارغة. إن بائعا غافلا اذا كشف عن انهم لم يدفعوا اليه يُلغي الصفقة. فمن هو رئيس حكومتنا – أحالم يعيش في عالم الأوهام يكفيه حديث عن بناء في القدس في حين أن البناء مُجمد في واقع الامر؟ أيطلب موافقة امريكية على تذويب معلن للتجميد في يهودا والسامرة بعد تسعين يوما لكنه يلتزم في واقع الامر ان يكون البناء رمزيا فقط؟ أهذه طريقته في أن يعرض على شعبه رنين المال على انه مال ورائحة الشواء على انها شواء؟ بل سنتجرأ ونسأل في صراحة: هل يكذب علينا؟.

        تشرين الاول 2006. نقاش في الكنيست قُبيل يوم الذكرى الخامسة لمقتل الوزير رحبعام زئيفي. رئيس الحكومة نتنياهو يخطب: "عندما تولى وزارة في حكومة اترأسها، سلك دائما في حكمة وتعاطف، وأزيد – في مسؤولية، وفي انسانية دائما.. وعندما أريد تلخيص ما أذكره منه أقول النزاهة. كان احيانا يتقدم إلي قبل أو بعد جلسة الحكومة ويقول، لا أوافق على هذه الخطوة أو تلك.. وأقول لكنني اقترح بحسب نهجك فعل أ لا ب.. وقال ذلك بكلام صدق من صديق.. كان غاندي في الحكومة انسانا عمليا جدا ومسؤولا".

        لكن غاندي في الواقع لم يتولَ عملا قط في حكومة نتنياهو، ولهذا ما كان يستطيع "أن يتقدم قبل أو بعد جلسات الحكومة" وأن "يقترح أ لا ب" وكل ما "تذكره" نتنياهو كان ثمرة خياله فقط.

        من أراد الاحسان الى نتنياهو قال انه لا يكذب بل يلعب دور ممثل على خشبة المسرح، والممثل يجسد يوليوس قيصر أو هاملت لا يكذب بل يعرض تمثيلية فقط. واذا كان ممثلا جيدا فسيعيش دوره ويتماهى معه، وكلما كان تمثيله المسرحي أكثر إقناعا سيحصد قدرا أكبر من التصفيق. ويفضي بنا هذا الى تساؤل أليست صفقة الافضالات من امريكا تمثيلية فقط؟.

        إزاء التناقضات التي أخذت تكثر بين عروض نتنياهو وتصريحاته وبين الحقائق، وبين وعوده والتزاماته، وتنفيذها واقامتها، يُسأل السؤال – ما صلته بالواقع؟ هل ما يصدر عن رئيس الحكومة كذب أم خيال، وتضليل على عمد أم تمثيلية "فقط"؟  والشيء الأساسي: ما هو الأخطر؟.