خبر خبير بيئي: القطاع دخل مرحلة الخطر لاستنفاد الخزان الجوفي

الساعة 06:17 ص|22 نوفمبر 2010

خبير بيئي: القطاع دخل مرحلة الخطر لاستنفاد الخزان الجوفي

فلسطين اليوم-وكالات

أكد الخبير في قضايا المياه رئيس مجموعة الهيدرولوجيين في قطاع غزة المهندس رياض جنينه أن من المتوقع أن يدخل قطاع غزة قريباً مرحلة الخطر الشديد بعد أن دخل الآن مرحلة الخطر في استنفاد مياه الخزان الجوفي بسبب تأخر هطول الأمطار حتى هذا الوقت.

وأوضح جنينه لـ "الأيام" أن قطاع غزة شهد خلال صيف العام الحالي أزمة حادة في المياه لعدة أسباب، أولها عدم وجود مصادر متجددة أو مصادر بديلة باستثناء الخزان الجوفي الذي تعرض لتغيرات مناخية بفعل قلة وتذبذب معدلات هطول الأمطار التي تعتبر المصدر الوحيد لتغذيته.

وأضاف أنه وبسبب قلة مياه الأمطار خلال الشتاء الماضي، وعدم تغذية الخزان الجوفي بما يحتاجه وزيادة حجم الاستهلاك الآدمي للمياه فقد وصل العجز السنوي فيه إلى حوالي 60 مليون متر مكعب الأمر الذي يُنذر بزيادة هذا العجز إلى أكثر من ذلك حال استمرار تأخر هطول الأمطار.

وبيّن جنينه أن موسم الشتاء الحالي جاف وبالتالي فإن معدلات استهلاك المياه فيه لم تختلف عن معدلات استهلاك المياه خلال فترة الصيف أي أن معدل استهلاك المياه للمنازل أو للري لم ينخفض بالمطلق، الأمر الذي زاد من حجم استهلاك المياه من الخزان الجوفي لري بعض المزروعات الشتوية التي يجب أن تروى بمياه الأمطار مثل الخس والجزر والبطاطا والكرنب والقرنبيط.

وأشار إلى أن تذبذب هطول الأمطار خلال الموسم الحالي وعدم هطول الكميات المطلوبة اللازمة لتغذية الخزان الجوفي وسد العجز الكبير فيه، يُنذر بزيادة في حجم معاناة المواطنين خلال الصيف القادم على غرار ما عانوه خلال صيف العام الحالي جراء تواصل انقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى وجود حالة إرباك شديدة شهدتها البلديات في عملية تشغيل الآبار التابعة لها والتي تزود من خلالها المنازل بمياه الشرب، لاسيما أن معظم البلديات تعتمد اعتماداً كلياً على الكهرباء كمصدر طاقة أساسي في تشغيل هذه الآبار.

وذكر جنينه أن نقص تغذية الخزان بالمياه واستنزافه إلى أبعد حدود ممكنة يزيد من معدلات ملوحة المياه في جميع مناطق القطاع وتركيزها بشكل كبير في المناطق التي تعاني أصلا من الملوحة، علاوة على زيادة نسبة التلوث الكيميائي للمياه.

وقال: "إن هذا يتطلب منا جهداً إضافياً في البحث وإيجاد مصادر بديلة، سواء بالاعتماد على مشاريع تحلية مياه البحر القائمة أو الاعتماد على مياه الصرف الصحي بعد إعادة معالجتها ضمن المعايير التي تضعها منظمة الصحة العالمية لاستخدامها في ري أشجار الزيتون والحمضيات والنخيل".

وشدد على ضرورة التركيز على استخدام المياه العادمة المعالجة في ري مثل هذه المزروعات، مشيراً إلى أن مجموعة الهيدرولوجيين انتهت مؤخراً من مشروع تحلية مياه بئر بلدية البريج التي تغذي معظم سكان مخيم البريج والعمل على إعادة تأهيل محطة تحلية مياه البحر في دير البلح والتي تعتمد اعتماداً كلياً على تحلية مياه البحر وتزويدها لمنطقتي دير البلح والزوايدة.

وقال إن المشروعين ساهما في توفير كميات كبيرة من المياه المحلاة والصالحة للشرب.

وأضاف أن عمل المجموعة على إعادة تأهيل ورفع كفاءة المحطة بتمويل من المؤسسة الإيطالية الطوعية (JVC) ساهم في التخفيف من حدة المشكلة في الزوايدة ودير البلح وبعض المناطق المحيطة بهما، داعيا المواطنين إلى مراعاة الأزمة القائمة في القطاع قدر الإمكان وترشيد الاستهلاك.

وطالب جنينه المزارعين والمؤسسات العاملة في قطاع الزراعة والمياه والجهات الحكومية المختصة باستغلال موسم الشتاء الحالي وهطول أية كمية من الأمطار مهما كان حجمها، من خلال عمل مصائد لمياه الأمطار وفصلها كليا عن مياه الصرف الصحي، من أجل إعادة استخدامها في ري المزروعات الحقلية والأشجار المثمرة.

وبين أن مجموعة الهيدرولوجيين ومنذ سنوات طويلة تعمل على تجميع مياه الأمطار الهاطلة على أسطح الدفيئات الزراعية من خلال مصارف خاصة تقيمها خصيصا لهذا الغرض، وذلك في برك وخزانات مفتوحة، وتعمل على تخزينها وإعادة استخدامها في أعمال ري أنواع الخضراوات والفواكه التي تُزرع داخل هذه الدفيئات، الأمر الذي يساعد في عدم تجمع المياه في برك قد تؤدي إلى مكرهة صحية، ويُساهم في خفض التكاليف المادية اللازمة لشراء المياه أو استخراجها من باطن الأرض لأغراض الري.

وتوقع جنينه أن تؤثر التغيرات المناخية سلبا على منطقتنا، وألا يكون هناك هطول قريب لمياه الأمطار، لاسيما أن دائرة الأرصاد الجوية لدى حكومة الاحتلال تدرس حاليا تقديم توصية بتمديد العمل بالتوقيت الصيفي إلى وقت لاحق.