خبر هكذا يمنع المستوطنون وصول الفلسطينيين الى مصادر مياه في الضفة .. هآرتس

الساعة 06:16 م|21 نوفمبر 2010

بقلم: تسفرير رينات

(المضمون: احتاز المستوطنون لانفسهم في الضفة الغربية ينابيع كان يستعملها المزارعون الفلسطينيون على مر السنين بان جعلوها مواقع سياحية او مواقع تخليد لقتلاهم - المصدر).

ما يزال استعمال مياه الينابيع ذا أهمية وجودية للمزارعين الفلسطينيين، لكنه في المدة الاخيرة تصبح ينابيع كثيرة وراء الخط الاخضر، وبمبادرة من المستوطنين، مواقع سياحية لا يصلها الفلسطينيون في واقع الامر. فقد نصبت بجوار ينابيع كثيرة لافتات مع اسماء جديدة في العبرية واصبح بعض الاماكن مواقع تخليد للمستوطنين الذين قتلوا في أعمال ارهابية أو زمن خدمتهم العسكرية.

يستطيع من يسافر اليوم في شوارع السامرة ان يلحظ في أماكن كثيرة لافتات باللون البني عليها اسم عبري لينبوع قريب. ومن المعقول افتراض ان يظهر هذا الاسم في قائمة مواقع "طريق الينابيع" التي تشتمل عليها خريطة المواقع السياحية لمجلس اقليمي مثل ماتيه بنيامين الواقع جنوبي السامرة.

في منطقة مستوطنة تلمون التي يمكن دخولها بعد المرور بابواب عليها حراس، نصبت في المدة الاخيرة لافتة موجهة الى موقع يسمى "عينوت تال". زمن زيارة هذا الموقع ظهر مستوطن مع قطيع ماعز زعم أنه مسؤول عن الارض ويجب أن تنسق كل زيارة معه. وأضاف: "بفضلي لا ترون عربا هنا". وفي ينبوع مجاور، ضم الى قائمة المواقع السياحية، بُيّن لسكان المنطقة غير اليهود انهم غير مرغوب فيهم بوساطة لافتة كبيرة على مبنى مجاور كتب فيها "الموت للعرب".

بحسب تحقيق اجراه درور اتكس، الذي يبحث منذ سنين في البناء في المستوطنات، يوجد اليوم 25 ينبوعا على الاقل يجري عليها تطوير سياحي. "منع وصول الفلسطينيين الى هذه الينابيع، وتوجد عشرات ينابيع اخرى اعلمها المستوطنون على أنها هدف للسيطرة"، يزعم.

ان بعض الينابيع هي تأليف بين موقع سياحي وموقع تخليد. ففي ينبوع البطولة "عين عريك" لافتة تخلد اثنين من سكان المستوطنة المجاورة عاليه قُتلا في عملية. "في المكان الذي قطعت فيه الحياة ستنمو حياة جديدة". كتب في اللافتة، "الماء سينشىء الحياة ويروي الارض ويزهرها. سنستمر على البناء والانبناء".

في زيارة للمكان، تمت فيه نزهة لمجموعة امريكيين مسيحيين أتوا للعمل في مستوطنات في المنطقة. وأصبح ينبوع مجاور يسمى "عين عز" موقعا لتخليد هرئيل عز وهو من سكان احدى المستوطنات قتله فلسطينيون. "وهب نفسه لخلاص التلال في جبال السامرة، وسار في سبل البلاد"، كتب عن عز في لافتة التخليد، وغرس المستوطنون في المكان بستانا وصور في الجدار الحجري شمعدان البؤر السبع.

وضع في مواقع كثيرة طاولات ومقاعد للمتنزهين. في واحد منها، عين عمشة المجاور لمستوطنة براخا، التي هي جزء من المجلس الاقليمي السامرة يوجد اليوم "برك غمس للارجل"، واحدة للرجال فقط وواحدة للنساء فقط. ومهدت طرق لوصول بعض المواقع، وانشئت برك جديدة ورصف بعض الارض لجعلها أبهى للزيارات. ينبغي أن نذكر أن أكثر الينابيع التي نتحدث عنها ليست نبوعا طبيعيا للماء فقط بل هي جزء من نظام زراعي قديم يشتمل على برك وقنوات يسير فيها الماء الى اراضٍ يفلحها فلسطينيون.

"ان السيطرة على الينابيع مع منع الفلسطينيين وصولها تعبير واحد فقط عن مسار واسع يقوم به المستوطنون بدعم كامل من الدولة"، يزعم أتكس. "يحاولون ان يمتلكوا نقاط ذكر ذات قيمة تاريخية ومناظر طبيعية خاصة كمحميات طبيعية ونقاط مراقبة ومواقع أثرية".

طُلب الى متحدث الادارة المدنية ان يتطرق الى الوضع في أربعة مواقع ينابيع حدث فيها تطوير سياحي واسع على نحو خاص، عين عمشة، وينبوع البطولة، وعين عز وعين مئير قرب نافيه تسوف. بحسب ما قال المتحدث، تمت اعمال البناء ونصب اللافتات في هذه المواقع خلافا للقانون ولذلك تم الاخذ باعمال تطبيق للقانون وفي حالة ينبوع مئير ازيلت اللافتات. كذلك وزعت أوامر وقف عمل في عدة ينابيع تمت فيها أعمال بناء غير مرخص. لم يكن كما يبدو لاعمال فرض القانون التي تناولتها الادارة تأثير كبير لان جميع المواقع التي نتحدث عنها مليئة في هذه الايام بلافتات ومبان انشأها المستوطنون.

يزعم متحدث الادارة أنه لا تعلم مشكلة في وصول المزارعين الفلسطينيين الى مناطق الينابيع. ذكروا في الادارة والجيش ان منطقة عين مئير اعلنت بانها منطقة عسكرية مغلقة في ايام الجمعة بسبب مظاهرات تمت في المنطقة. الحديث عن مظاهرات فلسطينيين على ما يرونه سيطرة للمستوطنين على ينبوع استخدموه للحاجات الزراعية.

جاء عن المجلس الاقليمي ماتيه بنيامين ردا على ذلك: "يوجد في السنتين الاخيرتين تطوير عظيم في مجال السياحة. وكجزء من خطط تطوير وزارة السياحة والمجلس، نرمم أيضا ينابيع راكدة ونجعلها مواقع سياحية بهيجة. ليست الينابيع ملكا خاصا للمجلس وهي مفتوحة للجمهور العريض. لاسباب أمنية واضحة وعلى اثر عمليات حدثت في الماضي، لا يمكن الجيش العرب من وصول الينابيع الواقعة قريبا جدا من المستوطنات. اما ينابيع اخرى فهي مفتوحة يمكن الجميع وصولها".

جاء عن وزارة السياحة، في مقابلة ذلك، ان الحديث عن مبادرة محلية للسلطات في يهودا والسامرة لا تشارك في تمويلها او تسويقها. "تبارك الوزارة كل مبادرة تفضي الى زيادة حجم السياحة الداخلة او السياحة الداخلية، بشرط أن تتم بحسب القانون"، ورد في رد الوزارة.

جاء عن متحدث الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك ان الجيش لا يمنع مجيء المواطنين الفلسطينيين او الاسرائيليين الى الينابيع الا في حالات يكون فيها منع لدخول مواطنين اسرائيليين المناطق أ والفلسطينيين مناطق البلدات اليهودية. مع ذلك، وبحسب التطورات الامنية، توجد حالات يجري فيها فحص من جديد لمنع الاحتكاك بين السكان في المنطقة.