خبر كلهم يطلبون « هات » ولا أحد يقول « خذ »

الساعة 09:01 ص|21 نوفمبر 2010

كلهم يطلبون "هات" ولا أحد يقول "خذ"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

أصبح عمال غزة العاطلين عن العمل والخريجين المتكدسين على جانب الطرق في حالة من اليأس والاكتئاب التي تجعلهم لا يفكرون بأمر حالهم، ولكن مايذكرهم بأوضاعهم الصعبة ويضيق صدورهم هو متطلبات الحياة المتزايدة والمصاريف اليومية المتراكمة.  

فالأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها مواطنو قطاع غزة قد تفاقمت، وتعالت أصوات المطالبين بفك الحصار الإسرائيلي الخانق، وفتح معابر الاحتلال لإفساح المجال أمام فتح مجالات العمل لدى المواطنين.

ولكن ما يعكر صفو المواطنين في غزة، هو زيادة المتطلبات الحياتية، ودفع فواتير متتالية لحياة يقول المواطنون الذين التقتهم مراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، تفتقد لطعمها ولذتها حتى في أوقات المناسبات السعيدة.

فالمواطن أبو عادل حميد الذي يعيل أسرة مكونة من 11 شخص، يشكو حاله الذي اعتاد عليه، وأصبح يتدبر أمور حياته فما هو قليل لديه، ليؤكد أن ما ينغص عليه هو تزايد المتطلبات مع قلة الامكانات، مشيراً إلى أن أولاده دوماً "يطلبون" المزيد، في حين لا أحد يقول له "خذ".

وأضاف حميد، أن جل اهتمامه أصبح بتوفير الاحتياجات الأساسية لأولاده أما الكماليات فهي غائبة عن تفكيره وأطفاله، منوهاً إلى أن أولاده حرموا الاستمتاع بالعيد والخروج في رحلات كأمثالهم بسبب ضيق الحال.

أما الحاجة أم سليم الحاج علي، فقالت في نبرة غضب:" لا نعرف لمتى سيبقى حالنا هكذا فلا أحد يهتم بنا والكل يطلب حقوقه ولا أحد يقوم بواجبه، فالكهرباء والماء ومتطلبات المدارس، وأسعار مرتفعة كلها فوق رقاب المواطنين المحتاجين".

وأشارت، إلى أن المواطنين أصبحوا في حالة من اليأس لدرجة أنهم لا يطلبون شيئاً، ودوماً يسكتون عن أوضاعهم، لأن النداءات والمطالبة بحقوقهم لم تعد تجدي مع أحد.

يُشار، إلى أن أكثر من مليون ونصف فلسطيني يعيشون في قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظروف اقتصادية وسياسية صعبة، حيث إغلاق المعابر، وارتفاع الأسعار، وقلة الموارد.

وقد أكد سلامة أبو زعيتر رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في حديث لـ مراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن العمال يعانون الهم المزدوج هّم الاحتلال وممارساته، وهّم الفقر والعوز والحاجة وتداعياته، ويفتقدون لحق العمل بكرامة والحماية والضمان الاجتماعي والحصول على الإعانات الإغاثية التي تعزز صمودهم أمام الحصار والحرمان والغلاء الفاحش.

وأشار أبو زعيتر، إلى أن العمال والعاطلين تعاظمت مشاكلهم الاجتماعية والأسرية أمام متطلبات الحياة التي لا تنتهي، وعلى أرض الواقع لم يفكر أي مسئول جديا بهم.

وتساءل منتقداً كيف يفكروا بالعمال وبعضهم يشتر شبعاً ويعاني وجع التخمة ؟ كيف يناقشوا قضايا العمال وليس هنالك أمل لانتخابات بالقريب ؟ فقد تعودنا أن لا يفتح ملف العمال إلا في فترة الاستقطاب والانتخابات للحصول علي أصوات العمال وتجييشها لصالح أصحاب الوعود الواهية.

ووصف أبو زعيتر، قضية العمال في غزة بالخطيرة والحساسة، مطالباً بوقف سياسة الإهمال بها وتركها بالعراء، مؤكداً على حق العمال في العيش والحصول على إعانات مالية لحين إيجاد فرص عمل وبرامج تشغيلية لهم.

وطالب النقابي أبو زعيتر بضرورة التحرك الملموس وتحقيق بعض مطالب العمال والعاطلين بشكل فوري مثل: دعم السلع الأساسية، وتخفيض سعر أنبوبة الغاز، والتأمين الصحي المجاني، ومجانية التعليم لأبنائهم وخاصة الجامعي، والإعفاء من ثمن الكهرباء والمياه، وتنظيم برامج المساعدات والتشغيل لتكون بعدالة.

وشدد على أهمية تعزيز صمود العمال كونهم يمثلوا القواعد العريضة لبنية المجتمع وحمايتهم هي حماية للمجتمع وبنيته وصون لمقدراته.

ودعا الجميع لأن يتحمل مسئوليته اتجاه العمال ومشاكلهم فواجب النقابات العمالية والمؤسسات الاجتماعية والإنسانية أن تلعب دور اكبر في الكشف عن هموم ومعاناة العمال والضغط علي أصحاب القرار لتحمل مسئوليتهم اتجاه العمال.