خبر مسئول روسي:‏ لا فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية في القرن الـ 21

الساعة 03:26 ص|20 نوفمبر 2010

مسئول روسي:‏ لا فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية في القرن الـ21

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

رسالة موسكو‏:‏د‏.‏ سامي عمارة

 خذوا الأمر علي محمل الجد‏.‏ لا تقولوا أنه كلام صحافة‏.‏ تذكروا قرار مؤتمر بازل حول انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين عام‏1887‏ والذي نفذوه في‏.1948‏ تذكروا وعد بلفور الذي صدر في‏1917‏ ووجد فرصة الوفاء به في عام‏.1948‏ هل تريدون حقا إنشاء الدولة الفلسطينية.

 

إن كانت الإجابة بنعم ويجب أن تكون‏,‏ فاقرأوا وعوا معي هذه تصريحات افجيدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلية التي أدلي بها الي الصحفيين الروس ممن زاروا إسرائيل مؤخرا بمناسبة الذكري العشرين لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع موسكو التي كانت قطعتها بمناسبة عدوان يونيو‏.1967‏ كشف ليبرمان أكثر المهاجرين الروس تطرفا وتشددا عن حقيقة الوساطة الروسية في الشرق الأوسط‏,‏ قال صراحة في حديثه الي صحيفة فريميا نوفوستي ما نصه‏:‏ أن ما يقال حول الوساطة الروسية مجرد ثرثرة‏.‏ صحيح أن مشاركة روسيا في الرباعي الدولي تتسم بالنشاط‏.‏ وما من يوم واحد يمر دون أن نستقبل في إسرائيل ممثلين روس علي مستوي عال ممن نسعد بهم دائما لكن الجزء الأكبر مما نناقشه مع ممثليها من قضايا لا علاقة له بالقضية الفلسطينية‏.‏ فلدينا المطاعم والفنادق الفاخرة‏.‏

ولا داعي للتعلق بالأوهام‏.‏ أن روسيا إحدي الدول الكبري ولها مصالحها الجيو سياسية‏.‏ طبعا لسنا بحاجة الي تفسير معني توقف ليبرمان عند المطاعم والفنادق الفاخرة في وقت يحذرنا فيه من مغبة التعلق بالأوهام وهو الذي استطرد ليؤكد أن تحقيق الاتفاق وإعلان قيام الدولة الفلسطينية خلال عام واحد مجرد أوهام و كلام فارغ‏,‏ وأضاف ليبرمان أن أفضل حل للنزاع مع الفلسطينيين يكمن في أن ينسي أعضاء الرباعية الدولية وجودنا معهم وأن يرحلوا عن المنطقة بمن فيهم ممثلو الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسوف نجد حلا بدونهم‏.‏ أما عن هذا الحل فقال إنه يجب تركه للأجيال القادمة والتفرغ للعيش المشترك علي نفس النحو القائم الآن‏.‏

وأضاف ليبرمان أن العالم يشهد من القضايا المزمنة الكثير مما لا يحول دون وجود العلاقات الطبيعية بين أطرافها بعيدا عن أية أخطار لنشوب النزاعات العسكرية‏.‏ وأشار ضمنا الي مشكلة جزر الكوريل بين روسيا واليابان ومشكلة جزر فوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين والمشكلة القبرصية وغيرها من المشاكل المزمنة التي انصرف اطرافها الي البحث عن حلول جدية عملية لأهم المشاكل التي يحتدم أوارها علي مقربة مباشرة من المنطقة‏.‏

وتوقف ليبرمان بالكثير من التفاصيل عند الأوضاع في العراق واحتدام الموقف في لبنان الي جانب تطورات الأوضاع في السودان قبيل الاستفتاء المرتقب ومشكلة توزيع المياه بين دول حوض النيل‏.‏ ولم يغفل الوزير الاسرائيلي بطبيعة الحال التحذير من مغبة ما يزعمه حول اخطار إمداد سورية بالأسلحة الروسية واخطار ما وصفه بالتحالف الثلاثي بين سورية وإيران وكوريا الشمالية‏.‏

ما قاله ليبرمان يأتي في سياق ما سبق وأشار اليه الرئيس ديمتري ميدفيديف بشأن أولوية البراجماتية في السياسة الروسية‏,‏ وهو قول تاريخي مأثور لبالميرستون رئيس وزراء بريطانيا اليهودي الأسبق يؤكد أن المصالح هي الدائمة‏.‏ وهو نفس ما سمعناه من أكثر من مصدر رسمي مسئول ممن حرصوا علي أن يبدأوا كلامهم معنا بأن الحديث ليس للنشر‏.‏ وكان فلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما الذي طالما أعلن عن تأييده للعرب وقضاياهم أبان سنوات رحلاته الدورية الي الزعيمين العراقي الراحل صدام حسين والليبي الحالي معمر القذافي لتقاضي ثمن هذا التأييد عاد ليقول في حديثه معنا في مكتبه بمجلس الدوما أن القضية الفلسطينية لا حل لها‏.‏ وأوصي جيرينوفسكي بقبول الأمر الواقع وتناسي مطلب انشاء الدولة الفلسطينية المستقلة‏.‏ قال إن الفلسطينيين لا يقبلون بالمساحة المتاحة لإقامة دولتهم والإسرائيليون يرفضون التنازل عما في حوزتهم من أراض فضلا عن قضية القدس التي قال إن الإسرائيليين لا يقبلون بتقسيمها ويرفضون التخلي عنها عاصمة موحدة للدولة اليهودية‏.‏ وكان جيرينوفسكي أعلن خلال أول زيارة يقوم بها لإسرائيل بحثا عن مقبرة أبيه أن القدس الموحدة هي عاصمة الدولة العبرية ولا حق فيها للفلسطينيين‏.‏ وأعلن أيضا أن إسرائيل لها الحق في ترسيم حدودها عند أي منطقة تريدها‏.‏ وأضاف أن في العالم العربي متسعا للفلسطينيين‏.‏ إذن عن أية وساطة روسية يمكن أن يدور الحديث؟

قد تكون هذه الآراء صادمة لكنها تعبير عن واقع تقول مفرداته إن الكثير من مصالح روسيا في مجالات التعاون العسكري وتحديث الدولة يرتبط اليوم بإسرائيل وليس بالعرب الذين يجيئون الي موسكو ينشدون دعمها ويسألونها التدخل في الوقت الذي يذهبون فيه الي واشنطن يؤكدون لها انها تظل صاحبة اليد العليا في المسألة حسبما قال لنا يفجيني بريماكوف أكبر خبراء المنطقة في روسيا‏.‏ ولعل ما نشهده اليوم من تقارب روسي إسرائيلي في مختلف المجالات يقول باعتماد البراجماتية نهجا ونبراسا ما يعني ضمن أن يدرك العرب حقيقة اعتبار أن السياسة الخارجية هي امتداد طبيعي للسياسة الداخلية التي هي في روسيا علي علاقة وثيقة بالدوائر الإسرائيلية المتنفذة والنافذة من خلال ممثليها في دوائر الأوليجاركيا والأوساط العلمية والإعلامية في اطار الاستجابة لمبادرة ميدفيديف حول المشاركة في تحديث روسيا ومن منظور ما سبق وقاله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في حديثه مع فلاديمير بوتين حول ضرورة تكثيف التعاون والاستثمارات بين روسيا وإسرائيل وتأكيده أن الرؤوس النيرة أفضل من أي نفط في تلميح يرقي لحد التصريح الي ما تبذله روسيا من محاولات لتوطيد علاقاتها بالدول النفطية العربية‏.‏