خبر ما الذي يخيف إسرائيل ؟!.. د. ناجي شراب

الساعة 05:55 م|17 نوفمبر 2010

ما الذي يخيف إسرائيل ؟!.. د. ناجي شراب

الدول مثل ألأفراد قد تتعرض لحالة من القلق والتخوف على مستبلها ووجودها ، وتتباين حالات الخوف من دولة ألى اخرى وفقا لمعطيات القوة المتاحة لديها ، ووفقا للتحديات التى تحاط بها ن وأيضا لما هو متاح لديها من قدرات لمواجهة وعالجة الخوف الذى قد يتحول الى حالة مزمنة . ,أسرائيل تقدم نموذجا لحالة الخوف والقلق الدائمة اتلى تعيش فيها ‘ فعلى الرغم من أن أسرائيل دولة قوة متفوقة على محيطها العربى ، وتندرج فى مراحل متقدمه فى سلم القوة بكل أبعاده ، أللا أنها تنفرد عن غيرها من الدول حتى ألأكثر فقرا فى العالم ، والدول الت تعانى مشاكل الفقر والبطالة ، [أنها دولة تعيش فى هاجس من الخوف الدائم ممن حولها ، ومن نفسها ، ومن تحالفاتها ، وهذا نتاج طبيعى للظروف التى قد نشات فيها كدولة ، بفعل عامل القوة ، وبفعل التحالفات الدولية ، وبفعل موازين القوة ، وكلها عوامل متغيرة وثابته فى نشؤ الدول وزوالها ., وأسرائيل تخاف من أمور كثيرة ، وهذا ما يفسر لنا سلوكها السياسي حول العديد من القضايا وخصوصا من أستحقاقات السلام الشامله ، فأسرائيل تخاف من أن لا تدوم علاقاتها التحالفية ألأستراتيجية مع الولايات ، وهى تدرك ماذا يعنى أنهيار أو تراجع او حتى ضعف هذا التحالف ، فلعل احد مقومات بقاء أسرائيل هو الحفاظ على علاقاتها ألأستراتيجية والحالفية مع الدولة العظمى دوليا ، وهى الولايات المتحده ، ولذلك تخشى التوتر فى علاقاتها ـ ووتخاف من تنامى الضغط من قبل ألأدارة ألأمريكية ، أو بتحديد أكثر دقة وأقترابا ـخاف من وصول رئيس أمريكى قد يؤثر فى عمق هذه العلاقات ، وهذا قد يفسر لنا تخوفها من الرئيس أوباما على الرغم من تاكيده بأمن وبقاء أسرائيل ، ومن هنا وقوف اللوبى الصهيونى فى وجه أى تحول فى سياسات الولايت المتحده ، ومحاولة موازنة قوة الرئيس ألأمريكة بقوة مضاده يقوم بها الكونجرس ، ولذلك شعرت أسرائيل بإرتياح من فوز الجمهوريين بأغلبية مقاعد مجلس النواب ألمريكى الذى يتحكم فة مسألة التمويل والحرب فى الولايات المتحده .وهذا العامل قد يجعلها فى النهاية تقترب من الرؤية ألأمريكية بالنسبة لقضايا المتفاوضات كقضية ألأستيطان ، وأسرائيل تدرك أن تحولات السياسة كبيرة ، وأن للولايات المتحده رؤيتها ألأمنية العليا كدولة عظمى وعلى أسرائيل ان لا تقوم بما يضر بهذه المصلحة ، لأنه ضرر على بقائها وأمنها .

وتخاف أسرائيل كثيرا من قيام الدولة الفلسطينية ، وصدور قرار من مجلس ألأمن بقيام هذه الدولة ، هذه مسألة ليست بسيطة ، وقد تتحكم فى التخوف من التحولات فى السياسة ألأمريكية ، لكنها تبقى متحكمه الى حد كبير فى مؤثراتها ، أما فى الحالة الثانية لا تستطيع أسرائيل أن تحول دون قيام الدولة الفلسطينية ، لنه فى هذه الحالة وحتى مع أستخدام الولايات المتحده لحق النقض يمكن الذهاب بعيدا من خلال قانون ألأتحاد من أجل السلام وأصدار قرار ملزم من الجمعية ، وكل هذا له تداعيات خطيرة على مستقبل أسرائيل ، وقد يعرضها لضغوطات وعقوبات أقتصادية وغير أقتصاديه ن وهذا ما يفسر بنا لماذا أسرائيل تهدد بأجراءات أحادية من جانبها ، أيضا لن تحول دون قيام الدولة ، هذه هو الخوف الثانى الذى تخشاه أسرائيل . وما يزيد أسرائيل تخوفا هو تعاطف الرئيس أوباما وتفهمه للظلم الذى وقع على الشعب الفلسطينيى ، وادراطكه أن قيام الدولة يشكل مخرجا مهما للصراع العربى ألأسرائيلى . وأسرائيل تخشى قيام الدولة الفلسطينية لما لها من أنعكاسات على كل ألأسس التى قامت عليها أسرائيل . ولا أحد يضمن ماذا ستكون عليه الدولة الفلسطينية فى المستقبل .

ومن المخاوف التى تخشاها أسرائيل السلام فى حد ذاته ، فمن ألأدبيات فى علم أدارة المنازعات الدولية أن القوة والسلام لا يلتقيان ، وتعرف أسرائيل أن السلام يعنى التخلى عن كل مقولات القوة ، وأن هناك أستحقاقات كثيرة لا بد من القيام بها كسلطة أحتلال ن منها أنهاء أحتلالها للأراضى الفلسطينية ، وأندماجها وسط محيط من الكثافة السكانية العربية وألأسلامية ن وهذا هو التخوف الرابع الذى تخشاه أسرائيل ، فالخوف الرئي سلأسرائيل هو خوف البقاء ، وينبع ذلك من خبرتها فى أوربا وما تعرض له اليهود من قتل على يد النازيين ن وتخوفها أيضا أن عدد السكان اليهود الذى لا يتجاوز العشرين مليونا ، سيكون معرضا لفقدان ذاتيته وهويته وسط الكثافة السكانية العربية وألأسلامية . والخوف الخامس الذى تخشاه أسرائيل ا، تتكشف صورتها الحقيقية ومقولاتها حول الديموقراطية من خلال العديد من القوانين التى تتخذها وفيها تمييز واضح ضد السكان العرب بداخلها .

هذه هى التخوفات التى تخشاها أسرائيل وهى التى تشكل نقاط ضعف فيها ، فهل أدرك الفلسطينيون أهميتها وكيفية التعامل ؟