خبر المعوِّقون المتناوبون .. هآرتس

الساعة 09:19 ص|17 نوفمبر 2010

بقلم: يوسي فيرتر

(المضمون: لن يصعب على نتنياهو أن يُجيز قرار التجميد الاضافي لثلاثة اشهر اخرى في الحكومة لكن الصعب ما ينتظره بعد ذلك في التفاوض في الحدود مع الفلسطينيين - المصدر).

يتعلم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اليوم ما جربه أسلافه وهو انه في كل جيل وجيل ينشأ مُعوِّقون جدد لرؤساء حكومة من الليكود لتعويقهم وتثبيطهم والعرقلة عليهم – والاستبدال بهم في نهاية الامر. فقد كان اريئيل شارون، مع دافيد ليفي واسحق موداعي المعوِّق الرئيس لاسحق شمير؛ والتف نتنياهو وهاجم، بصفته مواطنا قلقا ووزيرا مستقيلا، شارون من اليمين؛ ويجد نفسه الآن في موقف مشابه: فهو مطوق مراقب مستهدِف لليمين، من اثنين من وزرائه الكبار عيّنهما نائبين لرئيس الحكومة: موشيه يعلون وسلفان شالوم.

في جلسة وزراء الليكود أمس، كان يعلون وشالوم الأولين ممن ثاروا، وكل واحد واسلوبه، على نتنياهو. قبل أن تُصاغ الرزمة الامريكية نهائيا وتُعرض على الوزراء، قام يعلون وشالوم بالهجوم. ولماذا؟ لا بسبب انسحاب، ولا بسبب إجلاء مستوطن واحد عن بيته ولا بسبب قضية استراتيجية – بل بسبب خطوة تكتيكية، حيوية للمناورة في الساحة السياسية الضاغطة وللحفاظ على علاقات معقولة بين اسرائيل والولايات المتحدة. يمكن فقط أن نتخيل ماذا سيفعل به هذان الزوجان عندما تحين لحظة الحقيقة الاولى، في التفاوض في الحدود – وليس بعيدا – عندما يكشف نتنياهو عن خريطة تسويته النهائية.

بدأ شالوم ويعلون حرب الوراثة. يعتقد كلاهما ان نهجا يمينيا صارما لا هوادة فيه، ملائم لرسائل مجلس "يشع" الذي قصف رجاله أمس في الصباح الهواتف المحمولة لوزراء الليكود برشقات رسائل قصيرة، سيخدمهما حينما يحين الوقت. سيحين هذا الوقت في تقديرهما عندما يجد نتنياهو نفسه في مواجهة دعامة مكسورة، متورطا من هنا ومن هناك: إما مع الامريكيين وإما مع اليمين في حكومته وحزبه وإما مع الاثنين.

هناك اقتناع في المحيط القريب من نتنياهو بأن موقف النائبين بريء من كل تقدير عقائدي. وليس عجبا أن ذكَّر رئيس الحكومة أمس في جلسة الوزراء وكأن ذلك على نحو عارض بـ "خريطة الطريق" التي أُجيزت في حكومة شارون. اليكم لغزا: أي من نائبي رئيس الحكومة كان وزير الخارجية الذي أيد الاتفاق وسوقه في العالم؟ ليس يعلون.

لن يصعب على نتنياهو أن يُجيز التجميد الاضافي في حكومته. فاحراز الاكثرية ليس مشكلته. ستبقى شاس وستبقى "اسرائيل بيتنا". فليست لهما حكومة اخرى. مشكلته هي سلوكه في السنة الأخيرة: فقد جمد البناء عشرة اشهر، وهو يعلن ويلتزم ويكاد يُقسم أن البناء سيُجدد وعلى آثاره سائر وزرائه جميعا. والآن واوباما "الضعيف" يضغطه الى الجدار على أثر الانتخابات في الولايات المتحدة، يُرغم على أن يضع على المائدة تجميدا آخر في مقابلة الثقة به.

انه يَجُّر ويُجَّر. فهو إما يَجُّر رجليه وإما يَجُره الامريكيون الى تنفيذ اجراءات لا يرضى بها. لو كان وضع خطة سياسية جريئة بعد ان انشأ حكومته فلربما بدا كل شيء مختلفا بعد أول لقاء له مع اوباما، فكان المبادر والرائد ومخترق الطريق.

بدل أن يصبح بيبي الجديد، تلوّى وتعوّج وأضاع زمنا وأغضب البيت الابيض عليه. وهذه المقدمة فقط لما ينتظره في التفاوض في الحدود والامريكيون معنيون بانهائه في خلال ثلاثة اشهر منذ اللحظة التي تسكت فيها محركات الجرافات في مناطق الضفة الغربية للمرة الثانية.