خبر قُدس الأكاذيب.. هآرتس

الساعة 09:16 ص|17 نوفمبر 2010

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: تدل حقائق واقعية كثيرة في القدس على انها يجب أن تُقسم بين الشعبين وإلا أصبحت اسرائيل برغم ارادتها دولة للشعبين – المصدر).

لا يوزع الرئيس براك اوباما إفضالات الولايات المتحدة بنصف المجان. لا يكفيه تجميد مؤقت للبناء في المناطق. طُلب الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كي يحظى برزمة البواعث السخيّة أن يعرض قائمة المستوطنات التي ستُمحى عن الخريطة الى الأبد. يجب ان تشتمل هذه القائمة على الخليل وشيله، وغور الاردن وشمالي البحر الميت وعلى شرقي القدس ايضا.

إن مناطق واسعة من تلك المُعلمة على انها من القدس في الخريطة المعلقة في مكتب نتنياهو، تُعلم في خرائط اخرى في العالم بأنها "مناطق فلسطينية محتلة". لم تعترف أي دولة بضم 70 كيلومتر مربع من مناطق الضفة الى ارض القدس البلدية (كانت مساحتها زمن الحكم الاردني 6.4 كيلومتر مربع). ومعارضة الانسحاب في شرقي القدس وصفة لفشل التفاوض والرجوع عن حل الدولتين.

يُنسب الى فضل رئيس الحكومة السابق اهود باراك اول جهد لكسر الحظر المتعلق بالتقاسم السياسي للقدس (بقيت القدس منقسمة من كل جانب آخر). ومضى اهود اولمرت على أثره ورسم خطا بين الأحياء اليهودية والأحياء العربية في شرقي المدينة. بيّنت استطلاعات الرأي العام ان الجمهور الاسرائيلي – اليهودي بدأ يفطم نفسه عن الكليشيهات الكاذبة التي تغطي على عجز أفقر مدينة في اسرائيل. كيّف كثيرون انفسهم لفكرة انه سيجب عليهم الانفصال عن مخيم اللاجئين شعفاط وعن ربع مليون من الفلسطينيين. منذ نشب الخلاف في تجميد البناء، لم يكد يمر يوم دون أن يطلق نتنياهو أو مُتحدثوه أكذوبة لتمجيد اعادة بناء أسطورة "العاصمة الأبدية التي لن تُقسَّم أبدا".

نتنياهو: "لا ترى اسرائيل أي صلة بين المسيرة السلمية وسياسة التخطيط والبناء في القدس، التي لم تتغير منذ اربعين سنة.. لم يشوش البناء في القدس قط على المسيرة السلمية".

الحقائق: على أثر قرار رئيس الحكومة نتنياهو، في مطلع 1997، على انشاء حي جبل أبو غنيم، عقدت الجامعة العربية مؤتمرا طارئا خاصا. ندد الامين العام آنذاك، عصمت عبد المجيد، بـ "سياسة تهويد القدس، التي ترمي الى إقرار حقائق على الارض عشية بدء التفاوض في التسوية الدائمة". وأرسل الحسين ملك الاردن رسالة شديدة اللهجة الى نتنياهو، حذر فيها من أن الخطة ستُحدث عاصفة انفعالات. وعبّرت مصر عن خشية الضرر الذي سيسببه القرار لمسيرة السلام. ووعد الرئيس الامريكي آنذاك، بيل كلينتون، رئيس السلطة ياسر عرفات، بأن يضغط على نتنياهو لتجميد الخطة. رفض نتنياهو الطلب واحتفلت حماس بانتصار آخر في معركتها لمقاومة المسيرة السلمية.

نتنياهو: "القدس موحدة، وهي عاصمة الشعب اليهودي ولا يمكن الاعتراض على سيادتها".

الحقائق: بحسب خريطة الطريق التي أجازتها حكومة شارون (التي كان نتنياهو من وزرائها الكبار) في أيار 2003، الاتفاق الدائم الذي كان يفترض أن يوقع في 2005، "سيشتمل على حل متفق عليه وعادل وواقعي لقضية اللاجئين والقرار المتعلق بمكانة القدس". وتقرر هناك أن تفتح اسرائيل في المرحلة الاولى من جديد مكتب التجارة الفلسطيني ومؤسسات فلسطينية اخرى أُغلقت في شرقي القدس. وكما قلنا آنفا، أقر رئيسا حكومة اسرائيليان سابقة أن سيادة اسرائيل في شرقي القدس يمكن الاعتراض عليها.

نتنياهو: "كل سكان القدس يستطيعون شراء شقق في جميع أنحاء المدينة".

الحقائق: في عقود ايجار مديرية اراضي اسرائيل مادة تسمح بالغاء الشراء اذا لم يكن المشتري مواطنا اسرائيليا أو مستحقا للهجرة بحسب قانون العودة (أي انه يهودي). يكشف تحقيق نشره نير حسون ("هكذا تساعد الدولة روابط اليمين على استيطان شرقي القدس"، "هآرتس"، 5/11) عن العلاقات التكافلية بين الحكومة وعناصر اليمين الذين يرمون الى ابعاد العرب عن شرقي القدس. خوّلت حكومة نتنياهو الاولى رابطة إلعاد الحديقة الوطنية في مدينة داود (سلوان) بلا مناقصة. أعلن أحد اعضاء ادارة الرابطة في الماضي ان هدفها هو "وضع اليد على بؤر في شرقي القدس وإحداث وضع لا ينعكس في الحوض المقدس".

حتى في القدس، الاكاذيب التي تُكرر مرة بعد اخرى لا تصبح حقيقة. كانت الحقيقة وما تزال هي إما أن تصبح القدس عاصمة الشعبين وإما أن تصبح اسرائيل دولة الشعبين.