خبر نائب في حزب الله : فيلتمان وكوشنير حذرا بأن تهديدات « إسرائيل » جدية

الساعة 07:15 ص|15 نوفمبر 2010

نائب في حزب الله : فيلتمان وكوشنير حذرا بأن تهديدات "إسرائيل" جدية

فلسطين اليوم-وكالات

تتداول أوساط سياسية لبنانية معلومات مصدرها دوائر غربية، تتوقع حصول تطورات مفاجئة في لبنان، ربما تطغى على الصراع الداخلي الناتج عن الخلاف حول المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وقرارها الظني. وتتحدث هذه المعلومات المستقاة من تقارير أوروبية ودولية عن إمكان قيام إسرائيل بعدوان عسكري على لبنان، بعد أن استكملت الدولة العبرية جهوزيتها العسكرية واللوجيستية لهذا العدوان الذي قد يعيد خلط الأوراق في المنطقة ويبدل في الأولويات. وهذا ما حذر منه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطابه الذي ألقاه يوم الخميس الماضي، عندما أشار إلى حرب إسرائيلية متوقعة تترافق مع القرار الظني. وتشير المعلومات إلى أن زيارات مسؤولين أميركيين وفرنسيين إلى بيروت بحثت مع قيادات لبنانية في احتمالات هذه الحرب، وحملت تحذيرات لما يمكن أن يكون عليه الوضع في الأيام والأسابيع المقبلة.

وقال النائب في كتلة حزب الله، كامل الرفاعي، لـ«الشرق الأوسط»: إن التهديدات الإسرائيلية للبنان جدية وقد تبلغها المسؤولون اللبنانيون من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، ووزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور الديمقراطي جون كيري، خلال زيارتهم للبنان». وأوضح أن «المعلومات تشير إلى أن الإدارة الأميركية أعطت الإسرائيليين ضوءا أخضر ليعملوا ما يشاءون في لبنان، وهذه الرسالة وصلت إلى القيادة السورية بواسطة كيري، وهذا يعني أن الأميركيين لديهم أجندة معينة ينفذونها ضد المقاومة في لبنان وفلسطين، بواسطة ذراعهم الطولى وهي إسرائيل، لأنهم لا يستطيعون أن يتدخلوا عسكريا، وذلك بهدف فرض واقع جديد في المنطقة بعد فشل المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وأضاف الرفاعي: «إن المقاومة لن تعطي إسرائيل أي مبرر للقيام بعدوان، على الرغم من أنها (إسرائيل) لا تحتاج إلى مبررات لحروبها، لكنها على استعداد دائم لمواجهة أي عدوان في أي وقت». واعتبر أن «حرص حزب الله على الوحدة الداخلية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، يقابل بتحريض فيلتمان وكوشنير لفريق 14 آذار للمضي بالتصعيد، وعدم التحاور مع المعارضة، في انتظار ما تحضر له إسرائيل للبنان».

وقال الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا لـ«الشرق الأوسط»: إن «التحضيرات العسكرية التي أتمتها إسرائيل لحرب محتملة على لبنان وعلى حزب الله هي نتيجة للدروس التي استخلصتها من حرب تموز ومن تقرير فينوغراد». ورأى حنا أن «الجهوزية التي باتت عليها إسرائيل والتهديدات التي تطلقها، والعملية التي نفذتها في دير الزور (في سورية) يراد منها إيصال رسالة بأنها استعادت قوة الردع العسكري».

وأضاف: «صحيح أن إسرائيل جاهزة للحرب، لكن هذه الحرب تحتاج إلى ظروف سياسية وضوء أخضر أميركي، والقرار الأميركي غير متوفر حاليا لأن أولويات الإدارة الأميركية مختلفة كليا بسبب انشغالاتها في العراق وأفغانستان والوضع الاقتصادي، لذلك فإن إسرائيل لن تذهب إلى الحرب لوحدها، ولن تقبل بحرب تكون نتائجها مشابهة لنتائج حرب 2006، لأنها حينئذ تثبت أنها أشبه ببيت العنكبوت».

وعن الهدف من السيناريوهات التي يسوقها القادة السياسيون والعسكريون في إسرائيل، أوضح أنها «ليست سيناريوهات إنما هي مجرد حملة وتحضيرات وحرب نفسية ومحاولات لإلغاء قدرة الآخر، فمثلا عندما يهدد حزب الله بأن لديه أكثر من 40 ألف صاروخ قادر أن يطال بها كل المدن والمواقع الإسرائيلية، يقابل ذلك بحديث إسرائيل عن جهوزية الدرع الصاروخي، وإنجاز بناء الملاجئ، كي لا يبقى المدنيون الإسرائيليون رهينة في أي حرب مقبلة، وهذا معناه أنها (إسرائيل) تحاول بذلك انتزاع نقاط القوة الموجودة لدى حزب الله». وقال: «إن الاستعدادات موجودة لكن الظروف للمعركة غير موجودة».