خبر محور الظلام والشر -هآرتس

الساعة 09:13 ص|14 نوفمبر 2010

محور الظلام والشر -هآرتس

بقلم: افنير يهودئي

(المضمون: أخذ ينشأ محور للشر أوسع من المحور الذي كان انضمت اليه دول قوية كالصين وروسيا وكانت صفقة السلاح الاخيرة بين روسيا وسوريا تعبيرا عن ازدياد هذا المحور قوة - المصدر).

أدت صفقة السلاح الاخيرة بين روسيا وسوريا الفوضى العالمية – التي أخذت تعظم منذ اصبحت امريكا جورج بوش الصارمة ضابطة ليّنة تحت حكم اوباما – الى ذروة جديدة.

صحيح ان الصواريخ الروسية ليست سلاحا يكسر التساوي في ميزان القوى في الشرق الاوسط، لكن تنفيذ الصفقة، والروس يتجاهلون على عمد محاولات الاقناع، ليس سوى تحدٍ واضح لزعامة الولايات المتحدة وللنظام القديم. كذلك يشبه توقيت الاعلان بالصفقة بصقة في وجه اسرائيل ووزير دفاعها، الذي زار روسيا وحاول منع تطبيقها قبل ذلك بأيام معدودة.

اذا كان يمكن التعليل لصفقة السلاح السعودية – الامريكية بتحصين مكانة الغرب والدول التي يرعاها في الخليج العربي ازاء ازدياد ايران قوة – فان صفقة السلاح الروسية – السورية لا يمكن تفسيرها سوى بأنها عَرَض آخر على المسيرة المقلقة التي تحدث في السنين الاخيرة، وتقسم العالم الى كتلتين من جديد، وعلى نحو أخطر وأكثر تطرفا مما كان في الماضي هذه المرة. فبازاء المحور القديم لامريكا واوروبا أخذت تنشأ كتلة عالمية جديدة مسلحة، ومتطرفة ومشبعة بالكراهية. انضم الى محور الشر التقليدي (كوريا الشمالية وايران وسوريا وحزب الله وحماس) سواء كان ذلك بالتأييد أو بالتمويل والتسليح، دول كثيرة القوة مثل الصين وروسيا وتركيا وفنزويلا.

        أقلّت وسائل الاعلام الانشغال بواقعة دراماتية وقعت في المدة الاخيرة ألا وهي تغيير الدستور في تركيا. هذه زيادة ذات شأن كبير على الموجة الاسلامية العظيمة التي تُغرق العالم، وهي موجة تسونامي أحدثها الزلزال الذي أسسها في الحادي عشر من ايلول 2001. ان الامتناع عن فرض عقوبات على ايران، وتزويد المفاعل الذري الايراني بمواد خام، ومحاولة بناء مفاعل ذري في سوريا، وتزويد مواقع ايران الامامية بالسلاح أي حزب الله وحماس، والقافلة البحرية التركية كلها جزء صغير من هذه الظاهرة.

        تزداد هذه المسيرة زخما ازاء ضعف امريكا الاقتصادي، ولا سيما ازاء سياسة الولايات المتحدة الليّنة مع اوباما. كانت امريكا مع حالات أقل من هذه ترد في الماضي بشدة ولا تكتفي بتصريحات سخيفة كتصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على صورة "الولايات المتحدة قلقة للتطورات الاخيرة".

        كذلك سياسة اسرائيل الرسمية (اذا استثنينا وزير خارجيتها) التي تستوعب في صمت إهانات وتنديدات من قبل رؤساء ايران وتركيا وغيرهما تصب الزيت على الشعلة العدوانية. إن انطواء امريكا عن العراق، وتزويد لبنان وغزة بالسلاح، وتدفق اللاجئين العراقيين على الاردن، والفوران الكردي في دول كالعراق وايران وتركيا – كل هذا يُحدث برميل مواد متفجرة عظيما في الشرق الاوسط، اسرائيل في مركزه.

        منذ خطب اوباما خطبته السيئة الذِكر في القاهرة، وانحنى أمام "الحاكم المتنور" ملك السعودية – أخذ زعماء دول الشر لانفسهم حرية مطلقة في الانقضاض على اسرائيل – بالتحريض والتسلح لمواجهتها وإهانتها. إن عدم وجود رد امريكي زاد الوضع اشتعالا والذي بلغ ذروة جديدة عندما أهان الرئيس الامريكي بنيامين نتنياهو في مكتبه.

        يجب على اسرائيل أن تنظم نفسها سريعا وبحكمة لمواجهة الاخطار التي تجابهها. ويجب أن تشتمل سياستها على ردود حازمة (كذاك المنسوب اليها بحسب مصادر اجنبية في سوريا) من جهة، ومبادرات سلمية جريئة من جهة اخرى.

        ينبغي الرد على صفقة السلاح الروسية ردا يؤلم الروس – كبيع جورجيا أو اوكرانيا سلاحا متقدما، وتشجيع الحلف مع اليونانيين، واعادة السفراء للتشاور من دول معادية، والكف عن تقديم الخد الثاني. ينبغي تشجيع سياسة سلام فياض بفتح الحواجز والحدود. عندما يتمتع الفلسطينيون فقط بنماء اقتصادي سيكون من الممكن التوصل الى اتفاقات سلام مع الاخذ في الحسبان دولا معتدلة مثل مصر والاردن والسعودية وغيرها – من اجل تثبيط كتلة الشر والظلام التي أخذت تنصاغ في وجهنا.