خبر المرض الملازم لمواطني قطاع غزة

الساعة 08:37 ص|13 نوفمبر 2010

المرض الملازم لمواطني قطاع غزة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

مازالت الأحوال الإنسانية السيئة والظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة تلقي بظلالها الأسود على المواطنين في قطاع غزة، فمن وضع مأساوي يعيشونه إلى أمراض مزمنة تنتشر فيما بينهم أهمها الضغط والسكري الناتج عن الانفعالات النفسية التي تعكسها هذه الظروف الصعبة.

 

فمرض السكري يعد من أكثر الأمراض انتشاراً في قطاع غزة، وهو مرض مزمن يصيب الإنسان عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من هرمون الأنسولين، أو عندما لا يستطيع الجسم الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، ويؤدي كل من فشل إنتاج الأنسولين أو فشله في العمل إلى رفع مستويات الجلوكوز في الدم الذي يرتبط على المدى البعيد بحدوث مضاعفات مزمنة، مسؤولة عن فشل مختلف الأجهزة والأنسجة بالجسم.

 

وفي الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين ثاني من كل عام يحتفي العالم أجمع باليوم العالمي للسكري، حيث قام الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية بتحديد هذا اليوم اعتباراً من عام 1991 وذلك استجابة للمخاوف المتزايدة من التهديد المتصاعد على الصحة والذي يفرضه داء السكري في المجتمع العالمي.

 

"فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت إلى الدكتور سلامة التتر أخصائي أمراض السكري والباطنة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الذي أكد أن معدل إصابة المواطنين بمرض السكري بلغت 9% من السكان، منوهاً إلى أن هذا المعدل يعتبر قريباً من معدل انتشار المرض في البلدان المجاورة كالأردن ومصر، فيما يعد أقل من دول الخليج.

 

وأوضح الدكتور التتر، أن مرض السكري في غزة يكون بنوعين أولهما يصيب الأطفال والشباب، أما النوع الثاني وهو المشاع في غزة فيصيب الشباب فوق الثلاثين وكبار السن.


وعن أسباب المرض، فقد عزاها الدكتور التتر، إلى الوراثة والسمنة وقلة النشاط الجسماني  والضغط النفسي فضلاً عن عوامل أخرى، موضحاً أن المواطنين في غزة يعانون من انفعالات نفسية كبيرة نظراً للأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة تساهم في تزايد حالات المرض.

 

وأضاف أخصائي مرض السكري، أن الشعار لهذا العام بالنسبة لمرض السكري هو التثقيف الصحي والتوعية الجماهيرية ", لافتاً إلى أن وزارة الصحة بغزة تقوم بعمل ورشات عمل وتوزيع بروشورات تثقيفية حول مرض السكري، وسبل الوقاية.

 

وأشار، إلى أن الوزارة تدرس إنشاء مركز تخصصي لمرضى السكري، مؤكداً أن مجمع الشفاء الطبي يخصص يومين في الأسبوع لعيادة مرضى السكري.

 

وأوضح الدكتور التتر، أن غزة تعد من أفضل المناطق العربية التي تستخدم الأنسولين، حيث تقوم الوزارة بتوفير الأدوية بشكل وفير للمرضى، فضلاً عن توفير أفضل أنواع الأنسولين لمرضي السكري وشرائها لمرضى محددين.

 

ودولياً، يصيب مرض السكري حالياً ما يزيد عن 300 مليون شخص في أنحاء العالم مما سيكلف الاقتصاد العالمي ما لا يقل عن 376 مليار دولار أمريكي في عام 2010 بالإضافة إلى وجود 344 مليون شخص معرضين للإصابة بالنمط 2 من السكري، وهو أكثر أنماط داء السكري شيوعًا.

 

وفي حال لم يتم اتخاذ إجراءات كفيلة بمواجهة هذا الداء فإن الاتحاد الدولي لمرضى السكري يتوقع في بيان له أنه بحلول عام 2030، سوف يعاني 438 مليون شخص من هذا الداء مما يتطلب تكلفة علاجية تزيد عن 490 مليار دولار أمريكي.

 

وللوقاية من المرض، يوصي الدكتور التتر بضرورة إتباع عادات صحية في الأكل، وممارسة الرياضة ونشاطات بدنية بصورة مستمرة، فضلاً عن إتباع حمية غذائية ومحاولة الابتعاد عن الضغوطات النفسية المتزايدة.