خبر أكثر من 2.5 مليون حاج يبيتون غدا في منى استعدادا للوقوف على صعيد عرفات

الساعة 07:20 ص|13 نوفمبر 2010

أكثر من 2.5 مليون حاج يبيتون غدا في منى استعدادا للوقوف على صعيد عرفات

فلسطين اليوم-وكالات

في الوقت الذي يتوجه فيه غدا قرابة 2.5 مليون حاج، منهم 1.7 مليون قدموا من الخارج - حسب إحصائية أصدرتها الخارجية السعودية- نحو مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أدى نحو مليوني حاج وزائر ومصل أمس صلاة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، بمتابعة من الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، بينما اكتظت جنبات وأسطح الحرم المكي الشريف والساحات المحيطة به، بالإضافة إلى المصليات الملحقة بالمراكز الفندقية المطلة على المسجد الحرام بالحجاج والمصلين، وسط تكامل منظومة الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج، في حين أكمل مشعر منى كافة الاستعدادات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام الذين قدموا من كل فج عميق، وسيبيتون غدا في منى قبل الصعود إلى عرفات للوقوف على الصعيد الطاهر لحج هذا العام (1431).

بينما قامت إدارة مرور العاصمة المقدسة بمنع دخول السيارات إلى المنطقة المركزية لتفريغها للمصلين، والدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، وفصل حركة المركبات عن المشاة ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.

ومن جهتها، وفرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المناخ التعبدي الأمثل داخل المسجد الحرام وساحاته المحيطة به لحجاج بيت الله وتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، وجندت فريقا من القوى العاملة لتنفيذ الخطة، قوامه (5702) موظف، إضافة إلى زيادة عدد أصحاب الفضيلة المدرسين والمفتين في المسجد الحرام.

وأنهت سفارات المملكة العربية السعودية وقنصلياتها في الخارج عملية التأشير لحجاج بيت الله الحرام من مختلف الجنسيات لموسم الحج للعام الحالي (1431هـ)، وأعلن السفير محمد بن عبد الرحمن السلوم، وكيل وزارة الخارجية للشؤون القنصلية، أن وزارة الخارجية أتمت بنهاية دوام الثلاثاء الماضي عملية منح التأشيرات، حيث تم التأشير لأكثر من مليون و761 ألفا و395 حاجا، مبينا أن خدمة حجاج بيت الله الحرام وتسهيل مَقدمهم لأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، يحظيان باهتمام بالغ ومستمر من القيادة السعودية.

وكان الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، أوصى في خطبة الجمعة، أمس، المسلمين بتقوى الله، ودعا الحجاج إلى تعظيم هذه البقاع الشريفة، تأدُّبا وتوقيرا وصيانة وتطهيرا، وحذرهم من كل ما يعكر أمنها وأمانها، وسكينتها واستقرارها، وطالبهم بالتحلي بالأخلاق الكريمة والآداب القويمة، وحذر من الأذى والخصال الذميمة، فالحج عبادة وأمن وسلوك حضاري.

ومع تباشير الساعة الثانية من فجر هذا اليوم، السابع من ذي الحجة، انطلقت أولى رحلات قطار المشاعر، بين المشاعر المقدسة (منى - مزدلفة - عرفات) مرورا بجسر الجمرات، من المسار الأول عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة بطاقة استيعابية تصل إلى ثلاثة آلاف حاج، وصولا عبر طريق الملك عبد العزيز إلى مشعر مزدلفة.

وبانطلاق قطاع المشاعر، تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطورة حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في حركة ترددية آلية من دون سائق، وقدرة استيعابية عالية، حيث ينقل 100 ألف حاج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل، خصوصا في وقت النفرة من عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى، بحيث ينقل نحو نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط، في طاقة استيعابية تُوصف بأنها الأعلى في العالم في حال الاكتمال.

ويعمل قطار المشاعر الآن بثلث طاقته الاستيعابية، ومن المقرر أن ينقل قطار المشاعر في حج هذا العام 175 ألف حاج من الحجاج المستهدفين، بنسبة 35 في المائة بينما سيعمل في العام المقبل بكامل طاقته الاستيعابية.

من جانب آخر، أعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة، تتركز على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة.

وقد شهد جسر الجمرات، أمس، تجربة فرضية للتدرب على إنقاذ حجاج تعرضوا للإصابة بسبب التدافع أثناء رمي الجمرات، بحضور الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مدير عام الدفاع المدني، الذي تابع تجربة لقوة الدفاع المدني بمنشأة الجمرات, وتضمنت الخطة تصورا كاملا لحدوث تدافع وهمي على الجمرة الكبرى بالمستوى الأول من الطابق الأول بمنشأة الجمرات, أدى إلى سقوط عدد من المصابين، لتبدأ مهمة قوات الدفاع المدني بالتعاون مع الوحدات التابعة للجهات المعنية بتشغيل المنشأة في تنفيذ خطة تدابير الطوارئ, والقيام بأعمال الإنقاذ ونقل المصابين إلى أقرب نقطة طبية، وتدرجت مراحل تنفيذ التدريبات عبر بلاغ من أحد وحدات الدفاع المدني المتمركزة في موقع قريب من الجمرة الكبرى عن حدوث تدافع بين الحجاج أدى إلى بعض الإصابات، ليتم تمرير ذلك إلى مركز عمليات الدفاع المدني، وتوجيه أقرب الوحدات لدعم الموقف, وإيقاف تفويج الحجاج في الطابق الذي حدث به التدافع، والإعلان عن بلاغ طبي باللون الأصفر لتبدأ عمليات الطوارئ بالدفاع المدني بالتهيؤ والاستعداد، وتتواصل عمليات الإنقاذ الفرضية في حال ارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 35 مصابا, والإعلان عن بلاغ طبي باللون الأحمر, حيث يتم إنشاء منطقة للفرز الطبي, بمشاركة فرقة الإخلاء الطبي بقيادة الدفاع المدني بمنى, كقوة إسناد, بالإضافة إلى تنفيذ «كردون» عسكري حول منطقة الحادث لإيقاف تدفق الحجاج إلى الطابق الأرضي, وتحويل الحجاج إلى الأدوار العليا، وتتولى فرق الدفاع المدني, تجهيز منطقة الإخلاء الطبي، وتتواصل التجربة مع زيادة حالات الإصابات التي تم رصدها بعد السيطرة على الموقف إلى 45 حالة, ويتم تفريغ موقع الحادث تماما.