خبر أسعار الأضاحي بغزة تصل ل500دولار تقريباً

الساعة 07:15 ص|13 نوفمبر 2010

أسعار الأضاحي بغزة تصل ل500دولار تقريباً

فلسطين اليوم-غزة

تختفي الحقول الزراعية على جانبي الطريق الترابي الذي يشق أقصى الطرف الشمالي الغربي من قرية القرارة، جنوب قطاع غزة، خلف سحب الغبار الكثيفة التي تخلفها العربات التي تجرها الحمير والدراجات النارية ذات العجلات الثلاث «التوكتوك»، التي كانت تحمل صبيحة أمس المواشي في طريقها إلى السوق الشعبية للدواب التي تقع فوق الأرض التي كانت تقام عليها مستوطنة كفار دروم، شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

وأحد الذين حرصوا على التواجد في أرض السوق منذ الصباح الباكر هو عبد الرحمن السموح، 48 عاما، أحد تجار المواشي المعروفين في المنطقة الوسطى، الذي اضطر أن يطلب من أولاده الثلاثة عدم الذهاب للمدارس والجامعة ومرافقته للسوق لمساعدته في عرض المواشي، لا سيما أنه جلب من المواشي ضعف العدد الذي كان يعرضه في كل سوق، بعد أن توقع أن يكون الإقبال شديدا على شراء الأضاحي قبيل حلول عيد لأضحى.

وبكر عبد الرحمن في القدوم للمكان لكي يضمن أن يكون من بين التجار الذين يحتلون الطرف الشمالي من السوق المطل على شارع صلاح الدين، وهي الجهة التي يدخل منها الزبائن للسوق، مما يعزز فرص هؤلاء التجار في بيع ما لديهم من ماشية أكثر من غيرهم من التجار الذين يتواجدون في مناطق أكثر عمقا في السوق التي تمتد على مساحة كبيرة من الأرض.

لم تكن توقعات عبد الرحمن في مكانها، فعلى الرغم من أن الكثير من الزبائن تعاقبوا على فحص ما لديه من ماشية إلا أنه لم يتمكن من بيع سوى 6 من الخرفان فقط بعد مضي 3 ساعات من تمركزه في السوق، وهو عدد ضئيل نسبيا إذا ما قورن بحركة البيع قبيل عيد الأضحى في كل عام.

وقال عبد الرحمن الذي بدا محبطا لـ«الشرق الأوسط»: إن الذي قلص قدرة الناس على شراء الأضاحي هو ارتفاع أسعار الماشية، وتدهور أوضاعهم الاقتصادية. وأضاف أن متوسط سعر الخروف يبلغ 350 دينارا (500 دولار أميركي)، وهو يعتبر سعرا مرتفعا جدا قياسا بمداخيل الناس والأوضاع الاقتصادية الخانقة. إنه كان من غير المتوقع أن يقدم العاطلون عن العمل الذين يشكلون أكثر من 70% من القوى العاملة في قطاع غزة عن شراء الأضاحي، فإن نسبة كبيرة من الذين يعملون لا يمكنهم أيضا شراء الأضحية.

وقال مواطن اسمه أشرف إنه لا ينوي شراء أضحية هذا العام، على الرغم من أنه يتقاضى راتبا يبلغ نحو 600 دولار، وذلك بسبب كثرة الالتزامات التي يتوجب عليه الوفاء بها. وأضاف أشرف لـ«الشرق الأوسط» أن لديه 3 أبناء يدرسون في الجامعة، ومجمل مصاريفهم الشهرية تبلغ نحو 200 دولار، بالتالي فإنه بالكاد يكون قادرا على توفير متطلبات الحياة للعائلة التي يبلغ عدد أفرادها 6. في هذه الأثناء تستعد الجمعيات الخيرية العاملة في قطاع غزة لتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمعوزين.

ويعكف عامر براك الذي يدير إحدى الجمعيات الخيرية في القطاع مع الباحثين العاملين لديه حاليا على تعديل قوائم أسماء المعوزين والفقراء الذين يقطنون المنطقة التي تغطيها جمعيته. وقال براك لـ«الشرق الأوسط»: «من المؤسف حقا أننا نضطر سنويا لتعديل قوائمنا بإضافة الكثير من الأسماء، حيث تنضم المزيد من العائلات لقوائم العائلات المعوزة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية من جهة، وبسبب ارتفاع الأسعار من جهة ثانية».

وأشار عامر إلى أن جمعيته تقوم بجمع التبرعات لشراء عجول وأبقار تقوم بذبحها أثناء أيام العيد وتوزيعها على المعوزين.