خبر وداع لبنان: انهيار الحلم .. اسرائيل اليوم

الساعة 12:13 م|12 نوفمبر 2010

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: لبنان بقي دولة مصطنعة حقا مثلما قبل تسعين سنة، وهو كفيل بان ينهار بسرعة ويصبح تهديدا كبيرا جدا علينا. وداع لبنان من شأنه أن يحصل قريبا، وانا غير مقتنع بان اسرائيل مستعدة للسيناريوهات المحتملة - المصدر).

هذا ليس جديدا. هذه الدولة الخاصة، التي في صبانا املنا في أن تكون الدولة العربية الاولى التي ستصنع السلام معنا. هذه التي بضعفها أتاحت قيام "فتح لاند" ولم تمنع سيطرة حزب الله – توشك على التفكك.

أُم كل الاخطاء وقعت قبل تسعين سنة، عندما اقامت فرنسا "لبنان الكامل"، بدلا من الاكتفاء بجبل لبنان للمسيحيين المارونيين. وهكذا تقرر مصير لبنان، مصير حرب طائفية دائمة، حلول مؤقتة وغزوات خارجية.

400 سنة كان لبنان وسوريا تحت الحكم العثماني. في معظم الاراضي كان يعيش المسلمون، وفي جبل لبنان عاش المسيحيون، ولا سيما المارونيون. في 1860 نزل المارونيون الى منطقة جبل لبنان، الذي كان يسكنه حتى ذلك الحين الدروز اساسا، وبدأ صراع دموي بين الطائفتين، في اثنائه ذبح الدروز المسيحيين. واضطر الاوروبيون الى انقاذ المسيحيين، وفرضوا على العثمانيين اقامة حكم ذاتي للمسيحيين في جبل لبنان. واصبحت المنطقة "فرنسا الصغرى" وتحدث سكانها الفرنسية، وطوروا ثقافة غربية ليبرالية واقاموا مؤسسات اقتصادية تحت رعاية اجنبية.

في 1943 حصل لبنان على الاستقلال. المسلمون فضلوا ان يكونوا جزءا من سوريا. المسيحيون رأوا أنفسهم جزءا من الغرب. في النهاية، قبل المسلمون بالترتيبات الدستورية (رئيس مسيحي، رئيس وزراء مسلم ورئيس اركان درزي)، والمسيحيون وافقوا على الارتباط بالجامعة العربية. وبدا لبنان كقصة نجاح، غير أن لعبة الطائفية أكلته.

في 1958 اندلعت حرب أهلية عندما طلب الرئيس المسيحي كميل شمعون فترة ولاية اخرى. وقف المسلمون ضده، يساندهم الرئيس المصري عبدالناصر. وحتى الجيش الامريكي تدخل ومكث جنوده في لبنان لاشهر طويلة الى أن تحقق حل وسط بين الطوائف.

برعاية الرئيس فؤاد حبيب، واصل لبنان النمو الاقتصادي. غير أن النجاح جلب معه فوارق اجتماعية، كانت تتطابق مع الانقسام الطائفي: المسيحيون اغتنوا، والمسلمون ابتعدوا عنهم جدا.

التوتر اشتد، منظمات فلسطينية استغلت الوضع وبدأت تعمل من لبنان ضد اسرائيل. وعندما طردت م.ت.ف من الاردن في 1970 استدعى ضعف لبنان انتقالها الى هناك، واقامة "فتح لاند".

في الحرب الاهلية في 1975 ساندت م.ت.ف المسلمين. وعندما طلب المسيحيون من سوريا التدخل فقد كان هنا لصد م.ت.ف . في 1976 دخلت سوريا الى لبنان ونجحت في احلال الهدوء، ولكنها فعلت ذلك بثمن السيطرة على الدولة. مؤسسات الحكم اللبناني فقدت معناها، وكل طائفة انطوت على ذاتها، واقامت مؤسساتها وميليشياتها.

سوريا صعدت سيطرتها على الدولة، وساعدت في أن تحقق في 1989 اتفاق الطائف، الذي وضع حدا للحرب الاهلية، زاد صلاحيات رئيس الوزراء المسلم، ألزم بتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها ولكنه لم ينجح في نزع سلاح حزب الله.

في أعقاب اغتيال رفيق الحريري، ترك الجيش السوري لبنان في 2005. الكتلة السياسية برئاسة ابن الحريري، سعد، فازت في انتخابات 2005 و 2008، ولكن ليس لديها اغلبية وهي متعلقة بحزب الله. اذا ما تهمت المحكمة الدولية حزب الله بالمسؤولية عن الاغتيال، واذا لم يتنكر الحريري من استنتاجاتها، فمن شأن لبنان أن يشتعل.

يدور الحديث عن زمن قصير. حزب الله يشعر بريح اسناد من سوريا ومن ايران. لبنان بقي دولة مصطنعة حقا مثلما قبل تسعين سنة، وهو كفيل بان ينهار بسرعة ويصبح تهديدا كبيرا جدا علينا. وداع لبنان من شأنه أن يحصل قريبا، وانا غير مقتنع بان اسرائيل مستعدة للسيناريوهات المحتملة.