خبر لعنة كديما..هآرتس

الساعة 04:56 م|10 نوفمبر 2010

بقلم: يوسي فيرتر

        في الاسبوع القادم سيكون قد انقضى خمس سنين منذ انشاء كديما، حزب "الانفجار الكبير" الذي غيّر وجه السياسة. في هذا الموعد خاصة، يودع كديما زعيما محتملا آخر: فقد وُصم عضو الكنيست تساحي هنغبي بعار قانوني واضطر الى ترك الكنيست التي خدم فيها 22 سنة، وتحول فيها على السنين من مشاغب يثير المشاكل ومتورط على الدوام، الى سياسي ذي تجربة، وذي تقدير مقبول على كل أجزاء البيت.

        في هذه السنين الخمس كادت تختفي كل قيادة الحزب: فقد انهار اريئيل شارون وغرق في سُبات. واهود اولمرت غارق حتى عنقه في محاكمات جنائية. وتم تأثيم حاييم رامون وعاد ثم استقال. وتم تأثيم ابراهام هيرشيزون وسُجن. أما شمعون بيرس بخلافهم فيقضي عمره الذهبي في قفص الذهب في منزل الرئيس. وأمس حان دور هنغبي ليصاب بلعنة كديما. وهنغبي بخلاف رفاقه يترك كي يعود. "أنا سأبقى في السياسة"، قال أمس لاصدقائه، في رضى.

        عشية صدور الحكم توقع هنغبي الاسوأ: فقد قدّر أن اثنين من القضاة الثلاثة سيبتون القرار مؤيدين العار. لكنه خشي ايضا سجنا مشروطا، أو مقالة قضائية بأنه لا يستطيع أن يكون وزيرا في المستقبل. تنفس الصعداء عندما سمع عكس ذلك وهو انه يستطيع في الانتخابات القادمة أن يُنتخَب للكنيست وأن يُعيّن وزيرا، وهذا أمر مُنع منه في السنين الست الأخيرة. سيفعل هنغبي ما يعلم فعله على النحو الأفضل في السنة أو السنة والنصف التالية: وهو أن يُنشيء مقر انتخابات، ويُجند تبرعات ونشطاء وينقض على الرفاق في حين أن هدفه واحد وهو أن يُنتخَب في رأس القائمة للكنيست التاسعة عشرة، وأن يصبح وزيرا كبيرا في الحكومة القادمة.

        في خلال ذلك، والى أن يعود هنغبي، فان إبعاده عن كتلة كديما البرلمانية ذو معنى كبير بعدة مفاهيم: فهو يُغير علاقات القوى في كديما في تأييد ومعارضة حكومة وحدة. كان هنغبي مؤيدا بكل ثمن تقريبا. ومن غيره، تصبح عملية جر تسيبي لفني الى حكومة نتنياهو، التي نظر هنغبي أن يُكملها بنجاح اذا خرج من المحاكمة بلا عار، تصبح الآن أكثر تعقيدا وصعوبة. إن تركه السياسة الفاعلة، يعوق محورا سياسيا – شخصيا عظيم الأهمية: له ولنتنياهو. العلاقة بينهما أقوى وأخفى مما يعلم كثيرون. وفي حين لا يصدق نتنياهو أي كلمة من لفني، كان مستعدا لقبول كل ما يعده به هنغبي.

        وأمر ثالث: وهو أن الهدف المأمول، أي رئاسة الحكومة، ابتعد أمس عن هنغبي بُعدا كبيرا: المقولة المقبولة في الفقاعة السياسية والاعلامية هي أن هنغبي مُزود بجميع القُدرات ليكون رئيس حكومة. لكن تأثيما يصحبه عار، يجعل هذا الخيار نظريا. والى ذلك فان الضجيج القضائي قد انقضى لكنه لم يتم. فقد اعلنت النيابة العامة بأنها ستستأنف على تبرئته من الجنايات المركزية في مخالفات التعيينات السياسية. وسيضطر هنغبي الى الاستئناف على تأثيمه وعلى العار. اذا كان هنغبي قد أمل أن سلوكه الرسمي والمسؤول في اثناء المحاكمة سيمنع الاستئناف فقد كان واهما. وبرغم أنه في قرار الحكم قد تقرر أن التعيينات السياسية مخالَفة فان النيابة العامة كما يبدو تريد دما.

        إن الناس الذين تحدثوا الى هنغبي أمس التقوه بارد الأعصاب هادئا مطمئنا كما يعرفونه. نعم هذا هو برود الأعصاب الشهير الذي منحه تقدير اريئيل شارون له الذي رآه وريثه. وببرود الأعصاب العجيب ذلك، دفن أمس شحنة ناسفة للفني، عندما أعلن بعد قرار الحكم في باحة المحكمة في القدس بأنه يؤهل عضو الكنيست شاؤول موفاز ليرثه رئاسة لجنة الخارجية والأمن.

        اذا كانت لفني قد مُنحت أحاسيس فوق طبيعية فمن المؤكد أنها صحت من نومها مذعورة في تلك اللحظة في الفندق في نيو اورليانز. انها تريد أن تُعيد الى كديما لجنة الاقتصاد، كي تضع العصي في عجلات حكومة نتنياهو. واذا فُرض عليها أن تبقى مع لجنة الخارجية والأمن فمن المؤكد انها لا تشاء أن تُرفِّع خصمها موفاز بمنصب رفيع الى هذا الحد. ستهبط لفني هذا المساء في اسرائيل، مباشرة الى هذه القِدْر البرلمانية والحزبية.

        بالمناسبة، إن هنغبي مدين بوضعه القضائي اليوم، للحسن وللأسوأ لاثنين من رفاقه في الليكود في الماضي: ففي الولاية السابقة، سنّ جدعون ساعر قانون "الحماية من العدل" الذي أفضى الى تبرئة هنغبي من جناية التعيينات السياسية. وفي تلك الولاية سنّ جلعاد أردان القانون الذي قرر أن عضو كنيست يُلقى العار عليه سيوجب عليه ذلك استقالة فورية من الكنيست بلا امكانية تأخير التنفيذ حتى نتائج الاستئناف. أي مفارقة: ساعر برأ وأردان أقال.