خبر استفزاز زائد..هآرتس

الساعة 04:53 م|10 نوفمبر 2010

بقلم: أسرة التحرير

"هذه من طبيعتي" شرح العقرب للضفدع في النكتة المعروفة التي يقرصه فيها حتى الموت بعد أن ينقله الاخير الى الضفة الاخرى من النهر. يخيل ان وزارة الداخلية أيضا، اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس ومحافل التخطيط في ارئيل يعانون من أعراض مشابهة. بالذات عندما يحاول رئيس الوزراء أن يقنع القيادة اليهودية في الولايات المتحدة على الاقل بعدالة موقف اسرائيل وتطلعها الى اتفاق مع الفلسطينيين، وقبل الحسم في مصير المحادثات التي جمدت، وجدت هذه المحافل من السليم ان تنشر مخططات بناء جديدة خلف الخط الاخضر. نحو 1.000 شقة اخرى في هار حوما، ونحو 800 شقة اخرى في ارئيل، و 32 شقة في بسغات زئيف واليد لا تزال ممدودة.

الرد الامريكي، الاعراب عن خيبة الامل العميقة، ليس مفاجئا، ولكنه لا يؤثر على وزارة الداخلية أو على معيلي ارئيل وبلدية القدس الذين يرون في مجرد النشر – وليس فقط في البناء نفسه – ردا مناسبا على الضغط الامريكي. وهكذا بات واضحا للجميع بان حكومتين تديران الدولة: واحدة تحاول اظهار الاستعداد للعمل حسب المسار الذي قد يؤدي الى المحادثات والتسوية، واخرى تعمل على تحطيم هذا المسار. هذه من طبيعتهم.

بعد ان اكتوي في اذار الماضي حين أعلنت وزارة الداخلية عن نيتها اقرار بناء 1.600 شقة في رمات شلومو، لا يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان يتدبر أمره من وراء الذريعة بان مثل هذه المخططات كانت توشك على النشر. الشرخ العلني في حينه بين اسرائيل والولايات المتحدة، والذي عرض للخطر منظومة العلاقات بأسرها، ولدى اتفاقا بموجبه لا تفاجىء اسرائيل بعد اليوم الادارة الامريكية بمخططات بناء في المناطق وفي شرقي القدس.

ولكن في هذا الاتفاق ايضا، كما يتبين، لا يمكن لاسرائيل أو انها لا ترغب في أن تفي به. فهذه المناكفة العلنية والمباشرة بالادارة الامريكية وبالرأي العام العالمي تقود بالتالي نحو مكان واحد: تحديد اسرائيل كرافضة للسلام وكدولة لا يمكن الثقة بها. طالما لا يعلن رئيس الوزراء فورا عن معارضته لهذه المخططات وعن نيته في اعاقتها على الاقل حتى اتفاق جديد على المحادثات مع الفلسطينيين، فانه لن يقنع احدا بان وجهته نحو السلام.