خبر الاسباب الحقيقية وراء ترويج العدو للحرب على غزة

الساعة 12:50 م|10 نوفمبر 2010

الاسباب الحقيقية وراء ترويج العدو للحرب على غزة

فلسطين اليوم - غزة (خاص)

ما أن تخرج من بيتك إلى الشارع في غزة، أو تركب سيارة أجرة إلا و تجد أن الحديث الشائع بين الناس هو الحديث عن حرب جديدة على غزة، وصل إلى حد أن بعض الناس اخذ بتخزين المواد التموينية من دقيق و معلبات و مواد غذائية مختلفة استعداداً لهذه الحرب المتوقعة.

 

هذه المخاوف التي تنتاب المواطنين، لم تأت بمحض الصدفة لربما، لا سيما و أن تهديدات العدو الصهيوني أخذت في الازدياد في الآونة الأخيرة، و كثرت الادعاءات الصهيونية حول قدرات المقاومة الصاروخية التي يزعم الاحتلال أن المقاومة في غزة تمتلكها، أضف الى ذلك الغارات و التحليق الكثف للطيران الحربي الصهيوني في أجواء القطاع.

 

إن هذا السيناريو هو بعينه الذي سبق الحرب الأخيرة التي شنها العدو على غزة، و على ما يبدو، فإن المواطنين استخلصوا عبر هذه الحرب،التي و على الرغم من أن الكثير من المحللين و السياسيين استبعدوها، إلا أن العدو لجأ إلى أسلوب المباغتة، و في اقل من 5 دقائق كانت العشرات إن لم يكن مئات الطائرات تغطي سماء القطاع و تجعل من غزة محرقة احترق فيها الأخضر و اليابس.

 

لكن المحلل السياسي الفلسطيني، الأستاذ حسن عبدو رأى بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول إشاعة أجواء الخوف بين المواطنين في قطاع غزة، ويصاحب هذه المحاولات حملة إعلامية للترويج لما يشبه الحرب على غزة، لكن كل الدلائل على الأرض تشير إلى أن الحرب غير واردة في حسابات الاحتلال.

 

و أشار عبدو في حديث خاص لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية، إلى أن قوات الاحتلال قامت بردود فعل منضبطة في بعض المناطق عندما أطلقت صواريخ باتجاه المستوطنات في الآونة الأخيرة من قطاع غزة، وقامت بضرب أهداف خالية في منطقة المنتدى، و مناطق أخرى اعتقاداً منها بأن مثل هذه الضربات لن تستدعي ردود فعل من فصائل المقاومة الفلسطينية.

 

و بين المحلل أن السلوك الإسرائيلي عملياً يؤكد أن الاحتلال ليس لديه أي خطط قريبة بشن حرب على غزة، لكنه لم يستبعد أن يواصل العدو جرائمه كما هو الحال الآن في مناطق الحدود أو من خلال قصف بعض الأهداف هنا و هناك، أو استهداف المقاومين، لكن الحديث عن حرب شاملة غير وارد في هذا الوقت، مضيفاً أن الاحتلال يشن حرباً إعلامية يرافقها حملة مشابهة للتمهيد لضرب قطاع غزة.

 

و أضاف: "في الحرب الأخيرة كان واضحاً أن العدو الصهيوني كان قد هيأ الأسرة الدولية و الإقليمية تماماًً و سوق لوقف التهدئة بإعلان حرب عليه، لكن الظروف الحالية على الصعيد الدولي لا تشجع العدو لشن حرب على القطاع، لا سيما و انه لا زالت هناك ملاحقات تطارد قادة الحرب الصهاينة بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الماضية، كما أن الحرب الأخيرة لم تحقق الأهداف التي قامت من اجلها و بالتالي لن تحقق أهدافها في أي حرب قادمة".

 

و أكد عبدو أن العدو عملياً يحضر لنكبة جديدة ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، و هي القضية الرئيسية الآن على أجندة حكومة العدو، و لذلك فهي تحاول الاستفراد بالفلسطينيين في الداخل كمركز ثقل، و بالتالي فهي تغطي على مخططاتها هذه من خلال هذه الحرب الإعلامية التي تشنها على غزة دونما إستراتيجية شاملة تساعد الفلسطينيين هناك و حمايتهم مما يهددهم من أخطار.

 

 و كان رئيس وزراء حكومة غزة  إسماعيل هنية قد استبعد شن عدوان جديد على قطاع غزة، مؤكداً أن التهديدات الصهيونية الأخيرة تأتي في سياق حرب نفسية تستهدف معنويات المقاومين في غزة.

 

وقال هنية:  "لا أظن أن هناك حربا على الأبواب".

 

وأشار إلى أن الاحتلال لقن درسا عظيما في الحرب الأخيرة، والفضائح لازالت تلاحقه في كل مكان، " لذا لا نعتقد أنهم يمكن أن يتجرؤوا على مزيد من هذه الجرائم في المدى المنظور".

 

وأضاف " رغم معرفتنا بالعدو ومكره، إلا أننا هنا على أرضنا صامدون، وإن كل هذه التلميحات والتسريبات والتهديدات التي تشارك فيها بعض القوى في المنطقة لا يمكن أن تنال من معنوياتنا أو قدرتنا على البقاء".

 

وتابع هنية "المحتلون مشغولون في غزة وكيف يقوضون مشروعها الإسلامي، أما نحن فمنشغلون بالبناء والتحرير وتوفير عناصر الصمود وكيفية تحقيق المصالحة المبنية على الثوابت، فليظلوا مشغولين بنا".