خبر ليس دفاعاً عن الأمين ولكنها الحقيقة..بقلم: عبد الله عوض

الساعة 09:54 ص|10 نوفمبر 2010

بقلم: عبد الله عوض

في هذه الأيام .. ووسط انتعاش الآمال بقرب التوصل لمصالحة وطنية فلسطينية تطوي صفحة الانقسام المرير، وتكرس واقعاً وحدوياً نتصدى من خلاله لمخططات الاحتلال وعدوانه المتواصل بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، يأبى بعض المرتزقة من الذين رهنوا قرارهم السياسي بأيدي أسيادهم في أمريكا والكيان الصهيوني إلا أن يتطاولوا على رموزنا المعطاءة وقادة المقاومة التي كبحت شراسة العدو وعنجهيته وقدمت كل ما تمتلك من أجل حرية شعبنا وكرامته.

فقد تابعنا مؤخراً ما نشرته الأبواق الإعلامية من تهجمٍ لحفنة من نكرات الساحة الفلسطينية على شخص الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، على خلفية خطاباته الأخيرة وتحديداً آخرها الذي كان يوم الجمعة الماضية في العاصمة السورية دمشق خلال مهرجان إحياء الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاستشهاد القائد والمفكر الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي.

وأنا هنا أتساءل لماذا هذا التطاول على الرجل وخطابه الذي امتاز بدعمه للمصالحة ورأب هوة الانقسام، وشرح ببساطة واقع القضية في ظل استمرار التفاوض مع العدو، وتطرق إلى الدور التاريخي لحركة "فتح" ومؤسسها الشهيد المقدام ياسر عرفات "أبو عمار" .. وهنا أنا لست في معرض الرد على أحد، بقدر ما أنني أريد أن أجلي الحقيقة وأوضحها لجماهير شعبي الأبي.

وأريد على عجالة الاستشهاد بمقتطفات من حديث الدكتور شلَّح، تدلل على ما أوردت سابقاً وهي لا تحتاج إلى شرح أو توضيح من أحد .. حتى أن المتابع البسيط لا يجد صعوبة في أن يعيها ويفهمها جيداً :-

-   "نقول بكل بساطة، وبكل أخوة، وبكل حرص على الوحدة، ومن خيمتكم، من تحت خيمة حركة "فتح" التي كانت الرصاصة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة، افعلوا ما فعله الشهيد القائد أبو عمار "ياسر عرفات"، عندما حشروه ووصل خياره السياسي إلى طريق مسدود، أعطى لحركته الهامش لتنقض على عدوها وعدو شعبها وأمتها بالنار والبارود، كما بدأت في عام 1965م"

-  "لا بد من حوار وطني شامل، يجري مراجعة لهذه المسيرة الفاشلة، مسيرة المفاوضات، ويجدد توجيه البوصلة إلى خيار وإرادة الشعب والأمة، خيار الجهاد والمقاومة. أما الإصرار على الدوران في الحلقة المفرغة فلا يجوز. من لا يقوى على خيار ياسر عرفات الذي قضى فيه شهيداً، نحن ندله على خيار وبديل آخر (..) أن يعود ليجلس في بيته، ويُخلي بين الشعب الفلسطيني وبين عدوهم".

-·   "نحن في حركة الجهاد الإسلامي، نبارك كل الجهود التي تبذل من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ولم الشمل والخروج من هذا الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني". (هذا ما قاله الدكتور رمضان عب الله).

ومما سبق يبدو أن بعض قيادات حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية لم يرق لها هذا الحديث، وتلك الدعوات لتعود إلى أصولها التاريخية ونهجها الكفاحي العظيم الذي شقته بطولات شهدائها العظام وفي مقدمتهم الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، وجهاد الوزير "أبو جهاد"، وصلاح خلف "أبو إياد"، وجهاد العمارين، ورائد الكرمي .. إلخ، لتحرك البلهاء والسفهاء كي يتفوهوا بالعبارات الجوفاء بحق رجلٍ يدرك الفلسطينيون جيداً حجم تضحياته وإقدامه وجسارته.

الكل يعرف الدكتور رمضان جيداً، ولا يختلف اثنان في اعتباره عَلماً من أعلام الشعب الفلسطيني، والشمس لا تغطى بغربال، ومن يتنكر لذلك فعليه أن يعود لأرشيف وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني  والتي كانت قد أعلنت في شباط / فبراير 2007م عن رصد مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض على الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أو إدانته.

ومما لاشك فيه أن هذه الحملة التي تستهدف رجلاً وطنياً كبيراً بحجم الدكتور رمضان هي حملة ممنهجة ومدروسة، ولا يخفى على أحد من يقف وراءها ومن يمولونها من أبطال التنسيق الأمني.

هذه الحملة يراد من ورائها سحب الدكتور المجاهد وإخوانه إلى مربع الفتنة والتلاسن الذي بقي أبو عبد الله وحركته بعيدون كل البعد عنه، لكن كما يقال "فلعل الزانية تود لو كل النساء زواني".

وأخيراً نهيب بالأخ الدكتور رمضان ورفاقه المجاهدين، أن يبقوا كما عهدناهم رجالاً كباراً يترفعون عن الصغائر وسفاقات المتصهينين الجدد.