خبر « أنا الآن مسلمة .. فلماذا كل هذه الصدمة والرعب »..: لورين بورث

الساعة 01:36 م|07 نوفمبر 2010

"أنا الآن مسلمة .. فلماذا كل هذه الصدمة والرعب"..: لورين بورث

تحت عنوان "أنا الآن مسلمة .. فلماذا كل هذه الصدمة والرعب"، كتبت لورين بووث شقيقة شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مقالاً في ملحق صحيفة "الجارديان" يوم الأربعاء 2 نوفمبر 2010، وفقا لما ذكرت صحيفة "القدس العربي".

 

ودعت لورين في المقال، المعلقين للتوقف عن إصدار الأحكام المسبقة (الفتاوى) ومعاملة المرأة المسلمة بطريقة فوقية، مشيرة إلى أن علاقتها بالإسلام لم تكن وليدة يوم واحد أو تجربة عابرة بل جاءت نتاجاً لرحلات وأنشطة، ومحطات بدأت بالمحطة الفلسطينية.

 

 وقالت :"منذ زرت فلسطين أول مرة قبل خمسة أعوام وعندما وصلت إلى المنطقة للعمل مع منظمات خيرية في غزة والضفة الغربية، فقد حملت معي كل مظاهر التبجح المكثفة التي يحملها معهم أبناء الطبقة المتوسطة البيض أيا كان الأمر، أبانوها أم أخفوها، وفيما يتعلق بوضع المرأة المسلمة المسكينة، المرأة المسلمة التي افترضت وتخيلت أنها لن تكون إلا صامتة أكثر من عباءة سوداء طويلة".

 

وأضافت :"كامرأة غربية تعيش حريتها فقد توقعت أنني لن أتعامل بمهنية إلا مع الرجال فقط، ففي النهاية هذا هو العالم الإسلامي الذي نعرفه"، وتؤكد أن الصرخات المليئة بالرعب التي انطلقت هذا الأسبوع من قبل معلقي الصحف وكتاب الأعمدة أثبتت أن هذا المنطق النمطي عن نصف مليار امرأة مسلمة ملتزمة بالتعاليم الإسلامية لا زال سائداً.

 

حقوق المرأة المسلمة

 

وفي الوقت الذي تعترف فيه لورين أنها وفي رحلاتها الأولى إلى رام الله والرحلات اللاحقة لفلسطين والأردن ومصر ولبنان تعاملت مع الرجال الذين يديرون وفي السلطة، بدأت التعامل مع نساء من كل الأعمار، ومن المحجبات وبطرق مختلفة ممن وصلن إلى مراكز السلطة والإدارة.

 

وتعلق في محاولة لكسر النمطية عن المرأة المسلمة قائلة :"إن المرأة المسلمة يمكنها التعلم والعمل ولساعات طويلة قاتلة كما نفعل وحتى إصدار الأوامر لأزواجهن وأمرهم أمام أصدقائهم بالذهاب للمطبخ وهو يتأفف كي يعد طعام العشاء". وتتساءل  :"ألا يعتبر هذا الأمر أبوية؟ آمل أن يكون كذلك".

 

وأضافت لورين أن اعتناقي للإسلام كان ذريعة اتخذها المعلقون لمراكمة تلال من التعليقات الأبوية الطابع وعن المرأة المسلمة في كل مكان، لدرجة أنني أثناء ذهابي إلى لقاء لمناقشة موضوع الإسلاموفوبيا في الإعلام، فكرت بشراء خطاب والتظاهر بأنني أبو حمزة (المصري). فبعد كل هذا وبناء على التعليقات التي صدرت من معلقات صحافيات فانا 'امثل الآن للمدافعات عن حقوق الإنسان ما يمثله الخطاف لبائع السكاكين والشوك'.

 

ومن هنا تدعو لورين بوث قارئها لأخذ نفس عميق من أجل أخذه لرحلة في الإسلام الذي نعيشه في القرن الحادي والعشرين، وتقول 'لا يمكننا التغاضي عن الطريقة الفظيعة التي يتم فيها معاملة المرأة في عدد من المدن والثقافات، سواء من كان فيها نساء مسلمات أو لم يكن، فالنساء اللواتي ينتهكن من الأقارب الذكور ينتهكن من رجال لا من الله. فالكثير من ممارسات المجتمعات الإسلامية انحرفت عن الإسلام أو في الأعم الأغلب لا علاقة لها بمبادئ الدين الإسلامي، وبدلا من ذلك فالكثير من الممارسات تقوم على ثقافات وتقاليد (نعم تقاليد ذكورية) وعادات تم دمجها في هذه المجتمعات، وعليه فالكفاح من أجل حقوق المرأة يجب وللأسف أن يتم تكييفه من أجل خدمة مصالح حكومتنا".

 

طريقتي للإسلام

 

وتقود لورين القارئ إلى الطريق الذي قادها للإسلام حيث تقول :"طريقي للإسلام بدأ بصحوة تشير إلى الفجوة بين ما تم تقديمه لي عن الإسلام وواقع الإسلام، بدأت أساءل عن الطمأنينة التي تظلل الكثير من الأخوات والأخوة، وليس كل هذا، فمن نتحدث عنهم بشر"، وأضافت أن مشاهد الوضوء والركوع والتكبير في المسجد الذي زرته، ذكرتها بموقف مختلف كلياً عن دين، لا يدعو إلى العنف ويبشر بالسلام والحب، دين آخر يجذب النجوم مثل ريتشارد جير، دين لم يكن الواحد يجد حرجا أو خوفا من الاعتراف باعتناقه، وهو البوذية، إن الركوع والسجود في صلاة المسلمين كان مشبعا بالأمن والطمأنينة والسلام، فكل واحد يبدأ صلاته باسم الله الرحمن الرحيم وينهي بالسلام عليكم.

 

وتشير إلى أن التحولات التي بدأت تشعر بها أخذت مكانها في العام الماضي فلم يلاحظ عليها احد أنها أخذت تقول في دعائها 'عزيزي الله (يا الله) بدلا من 'عزيزي الرب (يا رب)'. ومع أن معناهما واحد إلا انه للمعتنق الجديد للإسلام قد يشكلان عقبة فهم لغوية فيما يتعلق بطبيعة لغة الكتاب المقدس.

 

ثم جاء بعد هذا التحول الأول ثان وهو الشعور العاطفي والتدفق الذي كانت تشعر به وهي في رفقة المسلمين، مشيرة إلى أن الحدود الثقافية تمنع الغربيين مثلاً من التعبير عن حبهم لبعضهم البعض في الأماكن العامة بدون أن يثيروا شك المجتمع وحتى العناق في المجالات العامة. فما رأته من مشاعر متبادلة تنم عن الحب في بيوت المسلمين وحول صينية من الحلوى المعسلة. وعندها بدأت تتساءل قائلة انه إن كانت قوانين الله مبنية ببساطة على الخوف، لماذا لا يدير أصدقائي الذين أحبهم واحترمهم لهذه الشعائر والتحول للشراب والتمتع بالحياة كما نفعل نحن في الغرب' وتضيف ساخرة 'نستمتع أليس كذلك؟'.

 

وتقول بوث :"أشعر بما يشعر به المسلمون عندما يصلون: انسجام عذب، رعشة من الفرح وهو كل ما كنت اشعر بالامتنان به، أولادي في أمان وبالتأكيد لا أريد أكثر من ذلك"، وأضافت :"أنا الآن أعيش في الواقع وليس مثل تلك الشخصية لجيم كيري في ترومان شو، فقد تعرفت على طبيعة الكذبة الأولى التي نعيش فيها في حياتنا المعاصرة: المادية والاستهلاكية والجنس والمخدرات وان هذه الأشياء هي التي تمنحنا السعادة، ولكنني نظرت أيضا خلف الشاشة ورأيت عالماً غنيا بالحب والأمل والسلام.

 

الله أكبر

 

وفي نهاية المقال تقدم ما تقول انه ترجمة سريعة حول تجربة التنقل بين الثقافة الإسلامية وثقافة الإعلام، أي التناقض فيما يفهمه الغربي ويعبر عنه المسلم وتريد قول هذا، لعله يؤدي لتغيير مواقف بعض الناس حيث تقول :"إنه عندما يظهر المسلمون على شاشة بي بي سي يهتفون 'الله اكبر' وخلفهم سماء صافية تشير إلى المتوسط، فإننا نحن الغربيين تعلمنا أن هذا الهتاف يعني بالنسبة لنا 'نكرهكم كلكم أيها البريطانيون في غرف جلوسكم ونحن في طريقنا إليكم لنفجر أنفسنا في 'ليدل- محل' وانتم تشترون حاجيات الأسبوع'.

 

وعلى خلاف ما يفهم أو تعودنا الفهم 'فنحن المسلمين نقول إن الله هو الأكبر ونحاول تعزية أنفسنا عندما تقوم دول غير مسلمة بالهجوم على قرانا، وفي الحقيقة فان هذه العبارة هي نداء أمل منا نحن المسلمين للعيش بأمن وآمان مع جيراننا، أن نكون في سلام مع ربنا مع إخواننا في الإنسانية، مسلمين وغير مسلمين. وفي الوضع الحالي وإن فشلنا في تحقيق هذا فكل ما نحلم به هو أن نترك لوحدنا كي نعيش بسلام، وسيكون جميلا لو حصل هذا.