خبر العنصرية- يديعوت

الساعة 10:07 ص|07 نوفمبر 2010

 

العنصرية- يديعوت

المحرضون والساكتون

بقلم: أوري مسغاف

موجز أخبار من بيتح تكفا: على منزل النائب العسكري الرئيس، اللواء افيحاي مندلبليت، رش شعار "خائن". خطيئة اللواء، الرجل معتمر القبعة الدينية، كانت أنه قرر التحقيق والتقديم الى المحاكمة لعدد قليل من الجنود والقادة الذين حسب الاشتباه خرقوا القواعد القتالية للجيش الاسرائيلي. في الايام التي سبقت الكتابة على الحائط وزعت في حيه مناشير تحريض وكراهية قالت: "مندلبليت ترك حياة جنودنا لمصيرها! إرفع يديك عن جنود اسرائيل!". وانضم النائب العسكري الرئيس بذلك الى سلسلة طويلة من كبار رجالات الجيش، الشرطة والنيابة العامة، ممن وقعوا في السنوات الاخيرة ضحية لمطاردات شخصية على نشاطهم في الحفاظ على القانون في اسرائيل وفي المناطق المحتلة.

وننتقل الى صفد: بيانات تنديد الصقت حول بيت ايلي سفئيلي ابن 89، سكن في هذه المدينة مع قيام الدولة، بعد ان مكث في معسكر الماني للاسرى، وتزوج من بلماخية كانت من المدافعين عن المدينة. كما تلقت سفئيلي تهديدات صريحة على حياته ووعود باحراق بيته. والسبب: فقد تجرأ على ان يؤجر شقة لثلاثة طلاب بدو من كلية صفد. كما أن رئيس البلدية ايلان شوحط، لعب دور النجم في مناشير التحريض عقب نشاطه لاقامة مدرسة للطب – المؤسسة التي من شأنها ان تجتذب الى صفد المزيد من الطلاب العرب. وقد سبق لمثل هؤلاء الطلاب أن تعرضوا للاعتداء هذا الشهر لعنف شديد تضمن استخداما للسلاح الناري. 18 حاخاما من صفد والمنطقة وقعوا في الشهر الماضي على بيان يحظر "تأجير أو بيع الشقق في بلاد اسرائيل للاغيار". كما عقد في المدينة اجتماع تحت عنوان "نقاتل الاندماج في المدينة المقدسة صفد".

عن الاشخاص الذين يقومون بالاعمال الفظيعة هذه باسم دين موسى واسرائيل كان دارجا القول ذات مرة ان "لا رب لهم". وبرأيي، فهم دليل حي على أنه لا رب على الاطلاق. أنا واعٍ للمفاهيم الدينية المتطورة بشأن الرب الذي لا يتدخل، ولا يزال يرفض التصديق بان يحتمل كيان رباني يسمح لابناء بلعيل من العنصريين والجبناء أن يتحدثوا ويحرضوا هكذا باسمه.

ولكن هذا ليس النقاش الهام. نحن لا نعيش في دولة دينية في القرون الوسطى بل في دولة قانون ديمقراطية. وحتى معالجة كتابة الشعارات وتوزيع المناشير من جانب الشرطة والمخابرات ليست هي الموضوع الحقيقي. فاذا ما تعمقنا بالمسؤولية الجنائية فان على ذراع القانون ان ينطلق ليصل الى جذور الاعشاب الضارة والتفاحات العفنة. المحرضين ضد اللواء مندلبليت واسلافه يطيعون صلاحيات حاخامين من امثال اسحق شابيرا واسحق جينزبورغ من يتسهار (وفي مفارقة كاملة، فانهم يسمون قيادة كفاحهم "هادموكِ ومخربوكِ". كما أن كهنة الدين الذين يتطلعون الى تطبيق قوانين نيرنبرغ في المدينة المقدسة صفد وقعوا باسمائهم الكاملة، وعناوينهم معروفة.

ولا يزال، هناك ظاهرة أخطر من عدم استنفاد القانون الجنائي مع هؤلاء الانذال: الصمت المطبق الذي تواجه به افعالهم واقوالهم. أنا لم اعد اتحدث عن زعماء الصهيونية الدينية أو عن مجلس حكماء التوراة ومجلس كبار التوراة او عن الحاخامين الرئيسيين لاسرائيل. منذ زمن بعيد يئست من الامل في أن يخرج من هؤلاء زعامة اخلاقية ما لتقود قطعانهم.

بودي أن اسأل اليوم اين رئيس دولة كل مواطنيها، أين رئيس وزراء اسرائيل واين وزير الدفاع؟ أين وزير الامن الداخلي وأين وزير العدل؟ أين رئيس الكنيست وأين رئيسة المحكمة العليا. اين رئيس الاركان وأين المفتش العام. فهل مناصبهم ومكانتهم تستدعي بين الحين والاخر الاعراب عن موقف اخلاقي مصمم ام أن هذا يتلخص بحضورهم للذكريات الرسمية في جبل هرتسل؟ ولعل هذا يكفي: فرئيس الوزراء رابين على أي حال مدفون منذ زمن بعيد في ساحة عظماء الامة، الحالم بالدولة يتقلب في قبره على مسافة عدة خطوات، وتحت القيادة الاخلاقية الحالية سيكون ممكنا أن ننظم هناك دفنا رسميا للصهيونية ولدولة اسرائيل.