خبر هم خائفون- معاريف

الساعة 10:05 ص|07 نوفمبر 2010

هم خائفون- معاريف

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: عندما لم يتبقَ في العالم بأسره من لا يعرف، بمن في ذلك الرفاق في دمشق، فقد حان الوقت لوقف رقصة الازدواجية. من حق الجمهور أن يعرف من، كيف ولماذا - المصدر).

        من جهة، جورج بوش لم يمنح اسرائيل ضوء أخضر لمهاجمة المفاعل السوري. من جهة اخرى، بعد الهجوم والتدمير للمفاعل، كان راضيا. "العملية أعادت لي جزءا من الثقة بالاسرائيليين، والتي فقدتها بعد النتائج غير المرضية لحرب لبنان الثانية".

        هذه الامور يكتبها الرئيس الامريكي السابق في سيرته التي تصدر هذه الايام في الولايات المتحدة. وهي تنهي رقصة "المنشورات الاجنبية" التي لفت ذاك الهجوم في السنوات الثلاث الاخيرة. وهي ترفع ستارا دراماتيكيا عن جملة الاحداث التي أدت الى الهجوم، عن الحوار الاسرائيلي – الامريكي وعن العلاقات (القريبة جدا كما يتبين) بين الزعيمين.

        انعدام الموقف من جانب اسرائيل في كل ما يرتبط بتلك العملية التي يؤكد الرئيس الامريكي الان وجودها والمسؤولين عنها، هو فضيحة عظيمة. برأيي، لا يدور الحديث عن قرار أمني بل سياسي. فأحد ما، يبدو أنه يخاف مما هو يختبىء، يحاول أن يمنع النشر. دوافعه ليست سليمة.

        طالما كان هناك خطر أمني، قلنا فليكن. ولكن الان، عندما لم يتبقَ في العالم بأسره من لا يعرف، بمن في ذلك الرفاق في دمشق، فقد حان الوقت لوقف رقصة الازدواجية. من حق الجمهور أن يعرف من، كيف ولماذا. نحن نعيش في فترة حساسة ويحتمل أن في المستقبل سيتعين على القادة ان يتخذوا قرارات مشابهة (وان كان، برأيي، لا يوجد في هذه اللحظة قادة قادرون على قرارات كهذه)، بان بعضا من النفوس العاملة لا تزال ترفس وتنشط ولا يوجد أي سبب يدعو الى مواصلة انعدام الموقف هذا. حسنا تفعل وسائل الاعلام اذا ما سارت حتى محكمة العدل العليا في هذا الموضوع المبدئي.

        وللموضوع ذاته: ما تعرفنا عليه من المقاطع القصيرة التي نشرت من كتاب بوش هو أن الاستخبارات الاسرائيلية اكتشفت المعلومات الاولى عن البرنامج النووي السوري. وقد نقلتها الى الولايات المتحدة. الامريكيون درسوها، اعترفوا بوجود شيء فيها ولكنهم لم يقتنعوا تماما.

        المكالمة الهاتفية بين اولمرت وبوش، التي يصفها الرئيس في كتابه جرت قبل وقت قصير من الهجوم. اولمرت حاول أن يقنع بوش بان يقوم بالعمل الاسود بدلا منه. بوش رفض. في اثناء الحديث كان يجلس في الغرفة البيضاوية حول الرئيس كل مستشاريه ومقربيه: وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، نائب الرئيس تشيني، ايليوت ابرامز، ستيف هيدلي وغيره. اما النقاشات فقد أجروها قبل ذلك. كوندي رايس كانت هذ التي مارست الضغوط ضد عملية امريكية. الباقون اقتنعوا وان كانوا غصبا (ولا سيما تشيني الكفاحي).

        كان هذا هو السبب الذي جعل اولمرت يقول لبوش ان "استراتيجيتك غير مقبولة عليّ". هناك حاجة الى بيضات كي يقول المرء شيئا كهذا لرئيس امريكي. اولمرت اضاف وقال انه اذا كان هذا هو الوضع "فسأفعل ما أراه مناسبا كي أدافع عن اسرائيل". اولمرت طلب، تلميحا، من بوش الا يتخذ اجراءات دبلوماسية او علنية ضد اسرائيل في أعقاب الهجوم. بوش صادق بالصمت. مصدر أمريكي كبير كان في الغرفة روى، لاحقا، بانه بعد المكالمة قال الرئيس الامريكي للمحيطين به ان "لهذا الشاب بيضات ولهذا السبب فاني احبه".