خبر الولايات المتحدة تتغير:- إسرائيل اليوم

الساعة 10:04 ص|07 نوفمبر 2010

الولايات المتحدة تتغير:- إسرائيل اليوم

وماذا عنا؟

بقلم: دوري غولد

(المضمون: اعضاء الكونغرس الجدد سيكونون معنيين بأن يسمعوا بالتفصيل عن المواقف التي سيكونون مطالبين بأن يؤيدوها، مثل القدس الموحدة، والحدود القابلة للدفاع، المسائل التي أيدها الكونغرس في الـ 15 سنة الاخيرة - المصدر).

بشكل مفعم بالمفارقة، فان احدى المشاكل الكبرى للاسرائيليين لدى فحصهم ميول جديدة في الولايات المتحدة هي أن كل واحد يعتبر نفسه خبيرا. النواب، الاكاديميون، الصحفيون – كلهم يتلقون دعوات الى واشنطن ويعودون لرفع التقارير. اضافة الى ذلك يوجد اليوم ايضا مخزون كبير من أصحاب المناصب الرسمية السابقين ممن يحاولون تطبيق تجربتهم الماضية والاستنتاج منها ما يتعلق بالوضع الراهن. المشكلة هي ان هذا لا ينجح دائما.

لنأخذ، مثلا، التحذيرات التي أطلقها لاسرائيل توماس فريدمان، الكاتب الدائم في صحيفة "نيويورك تايمز". فقد شبّه فريدمان اسرائيل بـ "الطفل المدلل"، لانها لم تستجب بعد فتقبل الرزمة التي تعرضها عليها ادارة اوباما مقابل مواصلة تجميد البناء في المستوطنات. وكرر فريدمان تقويم الوضع المتشدد تجاه اسرائيل في مقابلة مع تلفزيون (CNN) بُثت في البلاد ايضا.

ولكن هل ادعاءات فريدمان بأن اسرائيل تقف على شفا ازمة في علاقاتها مع الولايات المتحدة تعكس المزاج الامريكي؟.

صحيح أن فريدمان هو صحفي هام يمثل قطاع معين في المؤسسة السياسية في الولايات المتحدة، ولكن سيكون من قبيل الخطأ اعتباره المصدر المطلق لفهم مكانة اسرائيل في الولايات المتحدة. صحيفته، "نيويورك تايمز"، فقدت نحو 13 في المائة من توزيعها في غضون سنتين. ولغرض المقارنة، فقد اتسع انتشار "وول ستريت جورنال"، وهي اليوم الصحيفة الاكثر انتشارا في الولايات المتحدة.

        كما أن نسبة المشاهدة لتلفزيون (CNN) واصلت الانخفاض في 2010 وبالتوازي فان "فوكس نيوز" و(MSNBC) أصبحتا الشبكتين الرائدتين. في التسعينيات، السياسيون الاسرائيليون الذين ارادوا كشفا واسعا تطلعوا الى أن يحلوا ضيوفا على برنامج لاري كينغ في (CNN)، أما اليوم، فبرنامج شون هنيتي في (Fox) ينال نسبة اشاهدة أعلى بأربعة أضعاف.

        ما علاقة هذه الميول في وسائل الاعلام الامريكية وانتخابات منتصف الولاية للكونغرس؟ الجواب لا يتلخص في أن الولايات المتحدة تصبح أكثر فأكثر جمهورية. فالناخبون الامريكيون لا يصوّتون في صالح الجمهوريين، بل أساسا ضد المؤسسة القديمة في واشنطن. الناخبون صوّتوا ضد نفقات حكومية مبالغ فيها وضد حزب السلطة الذي كان مسؤولا عنها.

        عمليا، ما بدأ يتطور في وسائل الاعلام الامريكية وفي الكونغرس هو مؤسسة سياسية جديدة أكثر تنوعا. صحيح أن زعماء اسرائيل لا يمكنهم أن يتنازلوا عن التوجه الى النخب الليبرالية القديمة، ولكن الآن توجد بالتوازي كتلة جديدة من المصوتين المعنيين بسماع البشرى بأن اسرائيل ستقرر بأنها معنية بنقلها.

        اعضاء الكونغرس الجدد، على نحو يشبه الكثير من الجمهور الامريكي، يؤيدون اسرائيل بشكل غريزي. ومع ذلك، فالمشكلة هي ان معظمهم ليسوا ضالعين في المسألة الاسرائيلية.

        الدبلوماسية الاسرائيلية تقف اليوم أمام نافذة فرص لنيل عطف اعضاء الكونغرس الجدد. وفي اطار ذلك، من المتوقع للقيادة الاسرائيلية أن تقف أمام معضلة. حكومة نتنياهو، في ضوء مشاركتها في عملية مفاوضات حساسة، تمتنع عن النشر الواسع لمواقفها بالنسبة للمسائل المشتعلة. بالمقابل، فان اعضاء الكونغرس الجدد سيكونون معنيين بأن يسمعوا بالتفصيل عن المواقف التي سيكونون مطالبين بأن يؤيدوها، مثل القدس الموحدة، والحدود القابلة للدفاع، المسائل التي أيدها الكونغرس في الـ 15 سنة الاخيرة.

        كيفما اختارت حكومة اسرائيل ان تتصدى لهذا الوضع الجديد، من المهم ألا تعتمد على الفرضيات بالنسبة للولايات المتحدة، والتي كانت ذات صلة قبل عقد من الزمان ولكنها لم تعد ذات صلة اليوم.